القدس المحتلة - خاص صفا
كشف عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو دياب، عن مخطط إسرائيلي لهدم حي البستان وطرد سكانه منه، بهدف استكمال المشروع التوسعي الاستيطاني، وصولًا لخنق المسجد الأقصى المبارك.
وقال أبو دياب، في حديث خاص لوكالة "صفا"، يوم الأحد، إن هناك محاولات إسرائيلية حثيثة لهدم عشرات المنازل وتهجير أهالي البستان، خاصة بعدما نفذت بلدية الاحتلال خلال الأيام الماضية عمليات هدم بالحي، وسلمت أوامر أخرى لنحو خمس عائلات مقدسية.
وأكد أن مؤسسات الاحتلال وأذرعها التهويدية بدعم من الجمعيات الاستيطانية تريد حسم قضية القدس وتقليل تركيبتها السكانية لصالح المستوطنين.
وأوضح أن محيط المسجد الأقصى يقع في بؤرة الاستهداف الإسرائيلي، لأن بلدة سلوان تعتبر خط الدفاع الأول عن المسجد المبارك، وهي الدرع الواقي له.
وأضاف أن الاحتلال لذلك يستهدف جنوب الأقصى بعدة وسائل، وهي هدم المنازل بذريعة عدم الترخيص، علمًا أن هذه المنازل مبنية من قبل وجود الاحتلال، وأيضًا، تهجير المقدسيين، وإقامة الحدائق والمسارات التلمودية والمتاحف التوراتية.
وبين أن حي البستان لا يبعد سوى 300 متر عن المسجد الأقصى، والاحتلال يسعى لإقامة ما يسمى بـ" الحديقة التوراتية" في الحي، واستثمار الأرض لأغراض استيطانية وتهويدية مستقبلًا.
واعتبر أبو دياب أن هدم وتهويد حي البستان يُمهد للانتقال لأحياء أخرى في سلوان، لذلك ازدادت وتيرة الهدم بشكل كبير في الحي خلال العام الجاري.
وتابع أن الاحتلال يريد الانتقام من المقدسيين والفلسطينيبن، من خلال تنفيذ سياساته الممنهجة سواءً بالهدم أو الاستيطان أو التهجير والتهويد، وغيرها.
وحسب الباحث المقدسي، فإن الاحتلال هدم منذ بداية العام 15 منزلًا في البستان، وشردّ نحو 50 مقدسيًا، فيما هناك 116 منزلًا مهددًا بالهدم في الحي.
وذكر أن الاحتلال هدم في بلدة سلوان منذ بداية العام 87 منشأة سكنية وتجارية، فيما هدم بمدينة القدس بشكل عام 380 منشأة.
وأكد أن الاحتلال عازم على تنفيذ تطهير عرقي لأحياء كاملة في المدينة المقدسة، بهدف حسم قضيتها بأقصى سرعة.
وقال: "إذا تمكن الاحتلال من هدم حي البستان، فإن ذلك سيؤدي إلى إزالة أحياء مقدسية كاملة".
ويمتد الحي على مساحة 70 دونمًا، يدعي الاحتلال أنه يمثل "إرثًا حضاريًا تاريخيًا للشعب اليهودي"، لذلك عمل على تهويد اسمه وتحويله إلى "حديقة الملك داوود".
وأشار إلى أن حي البستان على سلم أجندة الاحتلال وأولوياته، فهو بعمل ضمن المخطط على تغيير المشهد العام في المنطقة.
وأوضح أبو دياب أن الحي يتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة، لقربه من المسجد الأقصى من الناحية الجنوبية، وكونه يشكل الدرع الحامي للمسجد، وهو وقف إسلامي منذ عهد الخليفة عثمان بن عفان.
ويسعى الاحتلال، وفقًا للباحث المقدسي، إلى وصل البؤر الاستيطانية في سلوان ومحيط الأقصى ببعضها البعض، لإحكام سيطرته على المسجد وخنقه بالمستوطنات والمستوطنين.
وأضاف أن الاحتلال يعمل تحت الأرض وفوقها في القدس عامةً وبلدة سلوان خاصةً، عبر إقامة الحدائق والمتاحف التوراتية والمسارات التلمودية وكل ما يتعلق بالرواية التلموذية، وكذلك من خلال الهدم وتهجير المقدسيين، لأنه لا يريد أي وجود فلسطيني عربي في محيط الأقصى.
ولفت إلى أن بلدية الاحتلال في القدس سلمت خلال الأيام الماضية أوامر هدم لخمس عائلات في حي البستان، يقطنها نحو 30 فردًا باتوا مهددين بالطرد والتهجير القسري.
وحسب أبو دياب، فإن هناك 7 آلاف أمر هدم في بلدة سلوان، يريد الاحتلال تهجير 40% من سكانها البالغ عددهم 60 ألف نسمة.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، صعدت سلطات الاحتلال من وتيرة الهدم في مدينة القدس، مستغلة الانشغال الدولي بحرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، لتنفيذ خطط تهويدية في المدينة ومحيط الأقصى.
وكانت مؤسسات مقدسية حذرت من مخطط الاحتلال المتسارع الذي يستهدف هدم عشرات المنازل في حي البستان.
ر ش