بيروت - صفا
دخل فجر يوم الأربعاء، اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله اللبناني والكيان الإسرائيلي حيز التنفيذ، لينهي المعارك بين الجانبين التي استمرت منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ومع بدء سريان وقف إطلاق النار، بدأ عدد كبير من سيارات اللبنانيين في العودة إلى مناطقهم بالجنوب.
وأعلن الجيش اللبناني أنه يتخذ الإجراءات اللازمة لاستكمال انتشاره في الجنوب، مع بدء سريان وقف إطلاق النار.
وقال الجيش، في بيان عبر منصة إكس: "مع دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، يعمل الجيش على اتخاذ الإجراءات اللازمة (لم يحددها) لاستكمال الانتشار في الجنوب".
وأوضح أن "هذه الخطوة تأتي وفق تكليف الحكومة اللبنانية، وتنفيذ مهماته الجيش بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان اليونيفيل ضمن إطار القرار 1701.
وقبل بدء سريان الاتفاق صعّد حزب الله وجيش الاحتلال من هجماتهما المتبادلة.
وأعلن الحزب قصف مناطق في شمال "إسرائيل" بالصواريخ، وشنّ هجومًا جويًا بأسراب من الطائرات المُسيّرة النوعيّة على مجموعةٍ من الأهداف العسكريّة الحساسة في مدينة "تل أبيب" وضواحيها.
كما أعلن استهداف مجاهديه قاعدة شراغا (المقر الإداري لقيادة لواء غولاني) شمالي مدينة عكا المُحتلّة للمرّة الرابعة بصليةٍ صاروخية.
فيما استبَق جيش الاحتلال وقف إطلاق النار بشن سلسلة غارات واسعة النطاق على العاصمة اللبنانية وضاحيتها الجنوبية، وعدة قرى وبلدات جنوب وشرق لبنان.
بدورها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن جيش الاحتلال بعد سريان الاتفاق دعوته سكان جنوب لبنان إلى عدم التحرك صوب القرى المُخلاة، مشيرًا إلى أنه سيخطرهم بالموعد الآمن لعودتهم.
وجاءت الهجمات بالتزامن مع تأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله و"إسرائيل"، وذلك بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موافقة الحكومة عليه.
وأعلن مكتب نتنياهو أنّ مجلس الوزراء الأمني المصغّر وافق على الاتفاق، مشيرًا إلى أن عشرة وزراء صوّتوا مع الاتفاق، مقابل صوت واحد ضدّه.
ويدعو الاتفاق إلى وقف القتال وانسحاب جيش الاحتلال خلال 60 يومًا، مع إلزام حزب الله بإنهاء وجوده المسلح في مساحة واسعة من جنوب لبنان.
وقال الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن إن الاتفاق "صُمم ليكون وقفًا دائمًا للأعمال العدائية".
وبموجب الاتفاق، من المقرر نشر آلاف من أفراد الجيش اللبناني، وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، وستراقب لجنة دولية بقيادة الولايات المتحدة امتثال جميع الأطراف للقرار.
يشار إلى أن جيش الاحتلال وسّع منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق عدوانه على لبنان، الذي بدأ منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، ليشمل معظم مناطق البلاد بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت توغلًا بريًا في جنوبه.
ورد حزب الله يوميًا بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية، وقصْف مناطق وأهداف وسط الكيان.
وأسفر العدوان الإسرائيلي إجمالًا عن 3823 شهيدًا و15859 جريحًا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلًا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وفق بيانات لبنانية رسمية.
ر ش