غزة - صفا
لليوم الخامس عشر على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة والحصار شمالي قطاع غزة، وخاصة مخيم جباليا، وقصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها، مخلفًا عشرات الشهداء والإصابات.
وتتعمد سلطات الاحتلال منع إدخال المساعدات والغذاء والدواء والمياه لأهالي شمال القطاع، مما يفاقم الأوضاع الإنسانية ويعمق سياسة المجاعة والتعطيش، وسط استمرار القصف الجوي والمدفعي وعمليات القتل والتدمير في المنطقة.
ولم تسلم مستشفيات شمال القطاع من استهداف الاحتلال، إذكثف حصاره واستهدافه المباشر للمستشفى الأندونيسي وكمال عدوان ومستشفى العودة، خلال الساعات الماضية، وسط إصراره لإخراجها عن الخدمة.
وقال وكيل المساعد لوزارة الصحة ماهر شامية إن محافظة الشمال (جباليا، بيت لاهيا وبيت حانون) تتعرض لليوم الـ15 لعملية إبادة إسرائيلية ممنهجة والوضع كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
وأوضح شامية في تصريح خاص لوكالة "صفا"، السبت، أن المستشفيات الثلاثة التي ما زالت تعمل بشكل جزئي في المحافظة تعرضت لعدوان كبير فجر هذا اليوم.
وأشار إلى أن عدة قذائف سقطت على الطوابق العلوية لمستشفى كمال عدوان وتعطلت الكهرباء بشكل كامل، إضافة لاستهداف ساحة المستشفى بصاروخ من طائرة مسيرة، ما أسفر عن شهيد وعدة إصابات.
وبين أن حالة هلع وذعر كبيرة أصابت 40 مريضًا في المستشفى، فضلًا عن الكوادر الطبية المتواجدة فيها.
ولفت إلى أن مستشفى العودة تعرض لإصابات مباشرة في الطوابق العلوية.
وأضاف أن مستشفى كمال عدوان لم يعد يحتمل الكم الكبير من الإصابات التي وصلت إليه.
وذكر أن القدرة السريرية في مستشفى كمال عدوان انتهت، وحضانة الأطفال ممتلئة تمامًا، والعناية المكثفة والأقسام الأخرى غير قادرة على استقبال أي حالة.
وتابع "استخدمنا فرشات أرضية في قسم الولادة الخاضع للترميم لاستقبال المزيد من المرضى".
وأوضح شامية أن المستشفيات الثلاثة تئن تحت نقص الكادر البشري لاسيما الأخصائيين في الجراحات التخصصية؛ لأن حجم الإصابات كبير ومن تبقى من أخصائيين في شمال قطاع غزة عددهم قليل جدًا أمام هذه الحاجة.
وقال: "تواصلنا مع الصليب الأحمر الدولي ومع المنسقين، وأوصلنا رسالة واضحة تطالب يتجنيب هذه المستشفيات الجنون الإسرائيلي".
وأضاف "طالبنا بإدخال الأدوية والوقود والمستلزمات الطبية وإجلاء المرضى الذين لا نستطيع التعامل معهم نحو محافظة غزة".
وأردف "طالبنا أيضًا بحضور وفد من الصليب الأحمر والمنظمات الدولية إلى مستشفيات شمالي القطاع ليكونوا على اطلاع ويدحضوا الرواية الكاذبة التي يسوقها الاحتلال وأن هذه مستشفيات مدنية".
وناشد شامية الجميع أن يرفع صوته عاليًا ويقول كفى لهذا الجنون؛ لأن هذه المستشفيات ليس لها علاقة بما يجري على الأرض مطلقًا.
وفجر اليوم، اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى الأندونيسي ودمرت سوره الخارجي، وأطلقت قذائف مدفعية تجاه الطوابق العلوية، مما أدى لمحاصرة أكثر 40 جريحًا ومريضًا، بالإضافة إلى الطاقم الطبي، كما قطعت الكهرباء عن المستشفى.
ودعا مدير المستشفى الإندونيسي مروان السلطان، المجتمع الدولي للتدخل لإنقاذ ما تبقى من المنظومة الصحية بالقطاع.
وقال لقناة "الجزيرة" إن دبابات الاحتلال تحاصر المستشفى بالكامل، وقامت بقطع التيار الكهربائي عنه.
وأضاف أن القوات قصفت المستشفى، وهناك مخاطر على الطواقم الطبية والمرضى، لافتًا إلى أنها استهدفت الطابقين الثاني والثالث من المستشفى بقذائف مدفعية
وتواصل قوات الاحتلال ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق المواطنين في مخيم جباليا، حيث ارتكبت الليلة الماضية مجزرة راح ضحيتها 33 شهيدًا وعشرات الإصابات عقب استهدافها عدة منازل تعود لعائلات الحواجري ونصار وأبو العيش شرقي مفترق نصار القريب من مستشفى العودة.
وأفاد مراسل "صفا"، بأن مدفعية الاحتلال استهدفت مستشفى العودة ثلاث مرات، مما أدى لإصابة عدد من الطواقم الطبية.
وأشار إلى استشهاد مواطنين وإصابة 7 آخرين، جراء قصف الاحتلال منزلًا لعائلة "الصعيدي" في مخيم جباليا.
وأضاف أن قوات الاحتلال حاصرت 4 مراكز إيواء في المدارس القريبة من المستشفى الأندونيسي شمالي قطاع غزة.
ويواصل الاحتلال حصاره لشمالي القطاع (بيت لاهيا، بيت حانون، مخيم جباليا) منذ 15 يومًا، ويمنع الدخول أو الخروج منه، ويحول دون وصول الغذاء والمياه لما يقرب من ربع مليون محاصر.
ولم تتوقف مدفعية الاحتلال والطائرات المسيرة عن إطلاق النار تجاه المناطق الجنوبية للمناطق المحاصرة في الصفطاوي، جباليا النزلة، والمناطق القريبة منها، وتستهدف من يقترب منها.
وارتفع عدد الشهداء والمفقودين منذ بدء العدوان على شمالي قطاع غزة إلى ما يزيد عن 450.
وما تزال قوات الاحتلال تحاصر مواطنين في منازلهم بمناطق الفالوجا وتل الزعتر، وهناك خطر على حياتهم بسبب التفجيرات القريبة منهم ونفاد الطعام والمياه.
ر ش