أدى عشرات آلاف المصلين صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، رغم التشديدات والقيود التي فرضتها قوات الاحتلال على وصول المصلين لمدينة القدس.
وذكرت دائرة الأوقاف الاسلامية بالقدس، أن 35 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وصلاة الغائب على أرواح شهداء قطاع غزة والضفة الغربية.
وأفاد مراسل وكالة "صفا"، بأن قوات الاحتلال منعت الشبان من الوصول للمسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة، بعد إيقافهم عند السواتر الحديدية أمام باب الأسباط بالبلدة القديمة بالقدس.
وانتشرت القوات في محيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وأوقفت المصلين الوافدين إلى المسجد الأقصى وفتشت أغراضهم.
وقال خطيب المسجد الأقصى الشيخ خالد أبو جمعة، "يقف الانسان عاجزًا أمام الأحداث الأليمة التي شهدناها في الأيام الأخيرة، وإن القلب ليعتصر ألمًا وحزنًا ويتقطع حرقة وغضبًا وكمدًا، على ما يجري على أهلنا في غزة هاشم وفي كل بقعة بأرض فلسطين".
وأضاف: "نرى قتل الأبرياء من شيوخ وأطفال ونساء وحصار ظالم ومنع فيه الغذاء والدواء وقطع للمياه والاتصال والكهرباء، والمساكن دمرت فوق رؤوس ساكنيها بلا رحمة ولا شفقة، وبسبب هذه المآسي رأينا أجساد شيوخ مرضى يتوجعون ورجال حائرون، ويعلم الله أننا نتمزق ونتحرق قهرًا وقلة حيلة".
وخاطب المرابطون قائلًا: "إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع، وإن لجراحك يا غزة لمحزونون، لقد عشعش الغدر والتخريب في قلوب أعدائنا، وساد الظلم والطغيان في عروقهم، هذا ما بينه الكتاب العزيز".
وتابع: "رسالة بيت المقدس لعموم المسلمين أجمعين وعلى وجه الخصوص للزعامات والحكومات وأهل القرار أين أنتم مما يتعرض له بيت المقدس والمسجد الأقصى ؟ هذه فلسطين وهذه غزة وهذه مدينة القدس، وهذا المسجد الأقصى ، فأين أنتم من هذه الأمانة؟، ستقفون أمام الله وتسألون عنها، هل حفظتم أم ضيعتم؟".
وعن المسجد الأقصى، قال: "أيها المسلمون ديننا كتابنا سنتنا مقدساتنا أقصانا أمانة في أعناقنا جميعا، ونحن في نهاية شهر مولد النبي صلى الله عليه وسلم".
وأردف أبو جمعة: "في مكة البداية وفي الأقصى النهاية، في مكة طواف وسعي وعبرات، وفي القدس رباط صبر وتضحيات، في مكة دموع التائبين الأخيار، وفي القدس دموع العابدين الأبرار، في مكة يغسل الحاج ذنوبه بدموعه، وفي القدس يغسل المصل ذل أمته بماء وضوءه، مكة قبلة الراكعين الساجدين، القدس موطن الصابرين المرابطين".
وأكد أن "المسجد الأقصى أرض المحشر والمنشر، وأولى القبلتين وثاني المسجدين ومسرى سيد الكونين صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى السماوات العلى وموطن إمامته بالأنبياء والرسل، ومهوى قلوب العارفين وقبلة الموحدين، بوابة الأرض للسماء ومحل التجلي الاهي".
وشدد أبو جمعة على أن هناك واجب على الأمة حكامًا ومحكومين تجاه المسجد الأقصى المبارك، واجب من أوجب الواجبات في هذه الأيام العصيبة، عليهم واجب ديني وعقائدي، وعليهم واجب وتاريخي وحضاري وإنساني، مكملًا: "واعلموا أن المسجد الأقصى في حراسته ورعايته هي رعاية التزام وعهد قطعناه لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم".