قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الثلاثاء، إن شعوب العالم لا يمكنها تحمل أن يتحول لبنان إلى "غزة جديدة".
وحذر غوتيريش في كلمة ألقاها خلال افتتاح جلسات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في ولاية نيويورك الأمريكية، من أن لبنان على شفا الكارثة، وأن الوضع هناك مثير للقلق.
وأشار غوتيريش إلى أن العالم يمر بـ"إعصار" وتغيير مهم للغاية، وأن التحديات التي يواجهها غير مسبوقة، وأن هناك حاجة ماسة إلى حلول عالمية، مشيرًا إلى أنه رغم هذه الحاجة، فإن الانقسامات الجيوسياسية مستمرة في التعمّق.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ صباح الاثنين، هجومًا هو "الأعنف والأوسع" على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام، أسفر عن 558 شهيدًا بينهم 50 طفلا و94 امرأة، و1835 جريحًا، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة اللبنانية.
وتتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل؛ أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
ولفت غوتيريش إلى أن النظام العالمي الحالي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، وأنه إذا لم يحدث إصلاح فإن التشرذم أمر لا مفر منه، مضيفًا: "كوكبنا يزداد حرارةً، والحروب تشتد، ولا نعرف نهايتها. واستعراض الأسلحة والقوة النووية تتعاظم يوما بعد يوم. إننا نتحرك نحو شيء لا نريد حتى التفكير فيه. هناك قنبلة جاهزة للانفجار تهدد العالم بأسره".
وشدد غوتيريش على أن الوضع الحالي الذي يعيشه العالم غير قابل للاستمرار، مؤكدًا ضرورة أن تكون الآليات الدولية لحل المشكلات، فعّالة.
وتطرق غوتيريش إلى مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، قائلا: "الوضع في غزة يشبه الكابوس الذي لا ينتهي، ويهدد بإغراق المنطقة بأكملها"، منوهًا إلى أن سرعة وحجم الموت والدمار في غزة وصلا إلى مستويات غير مسبوقة، وأن أكثر من 200 من موظفي الأمم المتحدة استشهدوا خلال الهجمات الإسرائيلية على القطاع.
وطالب غوتيريش بضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى وحل الدولتين، مردفًا: "أريد أن أسأل الذين يعيقون هذا الهدف من خلال بناء المزيد من المستوطنات ومصادرة الأراضي وزيادة العنف: ما هو البديل؟ كيف يمكن للعالم أن يقبل حل الدولة الواحدة الذي يدمر حرية وحقوق وكرامة الكثير من الفلسطينيين؟".
وبدعم أمريكي مطلق تشن "إسرائيل" حربًا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 137 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل "إسرائيل" الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
المصدر: الأناضول