قال رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل، إن الأقصى في خطر داهم يتصاعد، بسبب الاقتحامات المشرعنة من الحكومة الإسرائيلية المتطرفة والتي يغطيها بنيامين نتنياهو ووزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير، ودعوتهم إلى بناء كنيس في ساحات الأقصى، مشددًا على أن "العدو فتح الصراع على كل أبوابه في الداخل والخارج".
وأضاف مشعل خلال مؤتمر صحفي لإصدار تقرير "عين على الأقصى"، أن "الأقصى مقدس إسلامي خالص لنا، هو انتماء لأمتنا العربية والإسلامية، ولن نسمح بأي حق للصهاينة المحتلين فيه، نفتدي الأقصى"، متابعًا: "الأقصى كان وما زال المفجر لانتفاضاتنا وثوراتنا، والملهم لمقاومتنا وتضحياتنا، وكما كان وما زال الرمز وعنوان الصراع".
وطالب مشعل الأمة أن "تجعل الأقصى عنوان معركتها واستراتيجيتها لتحرير فلسطين واستنقاذ القدس والأقصى"، لافتًا إلى أنه "لا معنى لأي عواطف لا تترجم إلى استراتيجية حقيقية".
وأردف "اليوم تجري معركة كبرى على أرض غزة، نتابعها منذ 11 شهرًا يوميًا، غزة تخوض حربا عالمية تقريبا وحدها، هذه وقفة ينبغي أن تصدمنا، أن تذكرنا بالحقيقة"، مكملًا: "غزة اليوم مستفرد بها، هناك مجازر، هناك تشريد، كانت محاولة تهجير أفشلها شعبنا، لكن الحاضنة الغزية تعاني من المجازر والدمار والنزوح المتكرر، تعاني من التجويع، تعاني من القتل الممنهج، من حرب الإبادة".
وأوضح أن "غزة تخوض معركة عظيمة، ولكن لا يجوز أن نتركها وحدها، واليوم أيضًا في الضفة الغربية أطلق العدو اليوم حملة كبرى على كل الضفة خاصة في شمالها، في جنين وطولكرم وطوباس، وبقية مدن الضفة، هي الأكبر منذ عام 2002".
وأشار إلى أن "الاحتلال يحصار مدن الضفة، ويقطع الكهرباء والماء، يحاصر المستشفيات، ووزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس يقول: "ينبغي أن نقوم بتهجير أهل الضفة كما سعوا إلى تهجير أهل غزة .. هذه حرب كبرى مفتوحة علينا كل يوم".
ولفت مشعل إلى أن ما يجري اليوم للأسرى، جريمة كبرى تجري في الخفاء، يظهر بعض صفحاتها السوداء المقززة التي تدل على سادية العدو، مضيفًا أن "ما يزيد عن 10 آلاف من المختطفين والمسجونين من أبنائنا وبنات شعبنا، من حرائرنا، يستصرخون ضمير الأمة والإنسانية".
وقال مشعل: إن "قيادة الحركة والمقاومة تعمل على وقف العدوان على غزة، ووضع حد لهذه الجريمة الصهيونية"، مردفًا: "كل الروايات الصهيونية والأمريكية، خاصة في الأيام والأسابيع الماضية، محض كذب وافتراء، وأمريكا ليست جادة، هي ليست وسيطًا، هي شريكة في العدوان".
وذكر أن "أمريكا تدعو لوقف إطلاق النار لحساباتها في عدم التورط في حرب إقليمية، ولحساباتها الانتخابية في موسم الانتخابات الأمريكية، ولكنها تمد هذا العدو بكل أسلحة الدمار".
وبيّن مشعل أن "أمريكا تخلت عن ورقة 2 يوليو، ثم تضع اللوم على حماس، وهي تعلم أن الذي عطل الاتفاق هو الطرف الصهيوني ونتنياهو صاحب الأجندة الشخصية، إضافة إلى الأجندة الصهيونية التي تدعمها أمريكا وبعض دول الغرب".
وشدد على أن "حماس كل يوم تبرهن أنها عند مسؤولياتها مع قوى المقاومة الفلسطينية، ومن أعظم دلالات جديتها وحضورها القوي في مشهد الصراع أنها تقدم قادتها".
وأكمل مشعل قائلًا: "منذ اليوم الأول قدمت الحركة كوكبة من العظماء، وجاء التتويج باستشهاد قائد الحركة أبو العبد هنية، الذي أكرمه الله بمسيرة حافلة من العطاء والجهاد والمقاومة والتضحيات، وتحمل المسؤولية والقيادة التنظيمية والسياسية والحكومية لشعبه ولحركته ولقضيته".
وأوضح مشعل، أن "القائد يحيى السنوار يكمل المسيرة، وتضع الحركة ثقتها بالقائد الجديد الذي تلاحقه إسرائيل وأمريكا وبريطانيا بكل قدراتهم التجسسية، ولكن إذا كان العبد محميًا من ربه فلا ضرر عليه".