نيويورك - صفا
قالت رئيسة وحدة الطوارئ الصحية التابعة لمنظمة إنقاذ الطفل الدولية، لويزا باكستر، في كلمة عبر الفيديو من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، إنها "محاطة بدمار هائل".
وأضافت في كلمتها خلال جلسة مجلس الأمن الدولي في نيويورك مساء الخميس، أن "أكثر من 1.9 مليون شخص نزحوا من منازلهم وأماكن سكنهم ويتنقلون في الشوارع المليئة بالركام والقمامة ومياه الصرف الصحي".
وأشارت إلى أن أطفال غزة تحملوا - على مدى 320 يومًا- القصف المتواصل، والموت والتشريد والحصار.
وأوضحت أنه وفقًا للمعطيات، "فقد قُتل أكثر من 1% من إجمالي عدد الأطفال في غزة- أي 14 ألف طفل - ومن المرجح أن يكون هذا التقدير أقل كثيرًا من الواقع، حيث لم يتم تحديث الرقم منذ أيار/مايو. ولا تزال جثث ما لا يقل عن 10 آلاف شخص، كثير منهم من الأطفال، مفقودة".
وتابعت أن "الفرق الطبية التابعة للمنظمة عاينت أكثر من 13 ألف شخص في عيادة المنظمة في دير البلح، وظهرت على الأطفال الذين نعالجهم علامات الصدمة العميقة".
وأشارت إلى تفاقم أمراض الطفولة الشائعة بسبب سوء التغذية ونقص المياه وغياب الأدوية البسيطة.
ولفتت إلى أن "إسرائيل" منعت دخول إمدادات المضادات الحيوية ومسكنات الألم وحتى الثلاجات لحفظ اللقاحات.
وقالت: "نشهد عرقلة متعمدة ومتكررة للمساعدات الإنسانية في غزة"، مضيفة "ظل فريقي ينتظر الأدوية المنقذة للحياة لمدة أربعة أشهر، وهي محتجزة في المعابر بموجب قواعد وقيود إسرائيلية متعددة، وكثير منها غير مكتوبة وتعسفية".
وأشارت باكستر إلى أنه تأكد الآن تفشي مرض شلل الأطفال في غزة، لافتةً إلى أن الحالة الأولى المؤكدة هي لطفل يبلغ من العمر عشرة أشهر في دير البلح.
ووصفت ذلك بأنه "بمثابة مأساة فردية، وإشارة إلى كارثة أكبر تلوح في الأفق".
وحذرت من أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات وقائية على الفور، فإن تفشي شلل الأطفال لن يكون كارثة بالنسبة لأطفال غزة فحسب، بل قد يؤدي أيضًا إلى تراجع كبير في جهود القضاء عليه على مستوى العالم.
ومضت قائلة: "شلل الأطفال في أي مكان هو تهديد للأطفال في كل مكان. وفي الوقت الذي نتحدث فيه، ينتشر شلل الأطفال في غزة، ولن ينتظر عند بوابة التفتيش في معبر كرم أبو سالم أو مكتب الجمارك في مطار اللد".
وللاستجابة بفعالية لتفشي شلل الأطفال في غزة، قالت لويزا باكستر إنه يتعين البدء فورًا في الوقف المستمر للحرب، لا تقل مدته عن أسبوع لكل مرحلة.
وقالت إن هذا الإطار الزمني يفترض أن تتوقف كافة الهجمات على العاملين في المجال الإنساني والطبي الآن وبشكل دائم.
وأضافت "لابد وأن تتمكن جماعات الإغاثة من التحرك عبر غزة دون عوائق، وأن يتمكن الناس من اصطحاب أطفالهم إلى نقاط التطعيم بأمان".
وأكدت أن الوصول الإنساني الكامل دون عوائق إلى قطاع غزة وداخله أمر ضروري لجميع الإمدادات الإنسانية والعاملين.
واختتمت حديثها "لقد خذلنا أطفال غزة بشكل جماعي لمدة 320 يومًا، وأطلب من هذا المجلس ودوله الأعضاء، بصفتها الوطنية، أن يتخذوا إجراءات فورية وحاسمة، نترك هذا الأمر بين أيديكم".
ر ش