المسعف البريم يعيد أمانة لأحد المحال التجارية بعد استشهاده

غزة - مدلين خلة - صفا

"من باب الأمانة إن ربنا قدر ولم أتمكن من توصيل هذه الأغراض لأصحابها في مركز كهرمانة فإني أطلب منكم توصيلها لهم"، هذا جزء من وصية المسعف عبد الله البريم التي لم يستطع تنفيذها قبل استشهاده.

هذا هو حال أهالي قطاع غزة، فكل شخص يكتب وصيته وأمنيته قبل وفاته، فالموت هنا لم يدع أحداً يفكر في شيء سوى رد الحقوق لأصحابها وتنفيذ أمنيات لم يستطيعوا تنفيذها.

المسعف البريم واجه خلال فترة عمله بهذه الحرب مواقف عدة، عمل على تنفيذها إلا تلك التي وجب عليه رد حق لأصحابه ولم يستطع الوصول إليه.

بدأت حكاية الشهيد البريم حينما نشر مركز كهرمانة للملابس منشورًا عبر صفحته على موقع فيسبوك مرفقاً بصورة تحتوي أكياس وورقة كتب عليها كلمات الشهيد المسعف.

أثارت وصية الشهيد المسعف إعجاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي ولاقت انتشارًا واسعًا، حيث أوصى البريم برد أمانة كانت لديه لمتجر ملابس بعدما استطاع استردادها من مجموعة لصوص سطو على المحل التجاري.

وجاء في وصية الشهيد، "من باب الأمانة إن ربنا قدر ولم أتمكن من توصيل هذه الأغراض لأصحابها في مركز كهرمانة فإني أطلب منكم توصيلها لهم".

وتابع: "هذه أغراض قمت بأخذها من لصوص سرقوها من المحل واحتفظت بها في خزانتي، إن لم أتمكن أنا من توصيلها فعلى من يقرأ هذه الورقة من أهلي أو زملائي توصيل الأمانة لأصحابها، سامحونا".

لم تكن هذه الرسالة سوى وصية أمانة خاف المسعف الشهيد أن تبقى في ديته ولكن القدر كان له رأي آخر.

لم يتوقف الأمر عند حدود ذلك، فبحسب ما نشر مركز كهرمانة على صفحته رواية أهل المسعف عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي من منطقة الساحة بغزة.

ووفق رواية الأهل فقد شاهد المسعف الشهيد مجموعة لصوص تخرج من المركز التجاري يحملون بعضاً من بضاعته فقام باعتراض طريقهم واستعادة المسروقات وحفظها داخل خزانته الشخصية بالمشفى.

وأضاف المركز، عند استشهاد المسعف أبلغت ادارة المشفى ذويه بوجود أمانة وحاجات لابنهم، وبعد ذهابهم لاستلامها وجدوا بضاعة المركز موجودة بأكياس ومكتوب عليها بورقة أن هذه البضاعة لمركز كهرمانة.

وتابع المركز، رغم عناء التواصل وصعوبة التحرك والتنقل آثر أهل الشهيد المسعف أن تنفذ وصية ابنهم بعد استشهاده.

ط ع

/ تعليق عبر الفيس بوك