قال المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، السفير رياض منصور، إنه في كل مرة يدفع فيها العالم من أجل وقف إطلاق النار ترد "إسرائيل" بمجزرة.
وأضاف منصور في كلمته خلال جلسة لمجلس الأمن، الليلة الماضية، والتي عقدت لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط، أنه ليس من قبيل المصادفة أنه في كل مرة يدفع فيها العالم من أجل وقف لإطلاق النار ترد "إسرائيل" بمجزرة مثل تلك التي وقعت في مدرسة التابعين، مشيرًا إلى أنها توجه بهذا رسالة أبشع من سابقتها مفادها أنها لن تتوقف.
وتابع منصور: "بينما نرحب بالتوافق الدولي الذي دعا لوقف فوري لإطلاق النار، من الواضح أن إسرائيل تستخدم حق النقض في التعامل مع هذا الأفق، لا بد لهذا أن ينتهي، لا يمكن لإسرائيل أن تواصل تحدي العالم".
وأردف: "بينما نجتمع هنا للشهر العاشر على التوالي لا تزال إسرائيل تودي بأرواح وتقوم بكل ما هو ممكن لنشر نيران الصراع بالشرق الأوسط".
وقال إن "إسرائيل" تمزق اتفاقيات جنيف في غزة مع تمزيقها لكل قاعدة وضعت في المجال الإنساني، مكملاً: "إسرائيل" لا تكترث لإداناتكم، تتجاهل قراراتكم، لا تصغي حتى لمناقشاتكم، وأنتم كدول ومجلس الأمن تتحملون المسؤولية، وإسرائيل دولة مارقة لما تمتعت به من إفلات من العقاب".
وتابع: "لديكم الأدوات لتحويل ما تقررونه واقعا ولا ينبغي لأحد أن يكون فوق القانون، هذا إن اخترتم وتوفرت الإرادة السياسية لتنفيذ ما تقررونه".
وأضاف منصور: "إننا نجتمع في نيويورك هنا، وهناك مسؤولون حكوميون وعسكريون إسرائيليون، وخبراء ومحللون، يشرحون بجدية أنهم مخولون بتنفيذ هجمات عشوائية وغير متناسبة ضد المدنيين الفلسطينيين، وشن حرب ضد المدنيين، ويشرحون أن التجويع سلاح مشروع في الحرب، ويبرر هؤلاء الاغتصاب الجماعي والتعذيب ضد السجناء العزل باعتباره رادعاً ضرورياً، وهذا ليس إجراءً نظرياً، بل هو ما تفرضه إسرائيل على ملايين الفلسطينيين، بما في ذلك الرجال والنساء والاطفال".
وأردف: "إنكم تطالبون إسرائيل بالتوقف عن قتل المدنيين، ولكنها تستهدفهم في ملاجئهم وخيامهم، وتطالبون إسرائيل بالسماح بدخول الغذاء والدواء، ولكنها تضمن انتشار المجاعة والأمراض، وتطالبونها بمعاملة الأسرى الفلسطينيين بإنسانية، ولكنها تعذبهم وتسمح للسجانين الإسرائيليين باغتصاب وإساءة معاملتهم، إنكم تطالبونها بوقف مستوطناتها، ولكنها تسرع بشكل محموم في استعمارها للأراضي الفلسطينية".
وأكمل: "إنكم تحثون "إسرائيل" على الحفاظ على الوضع الراهن التاريخي في الأماكن المقدسة، ولكن وزراءها ومستوطنيها ينتهكون الحرم الشريف في كل مرة بشكل أكثر صراحة واستفزازية".
وأشار منصور، إلى أن فلسطين ستتوجه في الأيام المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة للتأكد من نهوضها بالمسؤولية المنوطة بها بموجب ميثاقها، وللتأكد من أن قرارات أعلى محكمة في العالم، محكمة العدل الدولية تترجم لإرادة سياسية وزخم وإجراءات ملموسة تنفذها الأمم المتحدة والدول الأعضاء بها، لإنهاء هذه الأفعال في أسرع وقت ممكن.