لم يعلم لاعب كمال الأجسام الشاب بلال أبو سلطان أن حياته ستنقلب رأسًا على عقب، وتخور قواه أمام ضيف خبيث اعتلى رأسه واستوطن به حتى منتصفه، ليعلن عن بدء مرحلة هي الأشقى في دنياه.
كان شهر فبراير/ شباط الماضي تاريخ لا ينسى بحياة أبو سلطان، فكانت تجهيزات بسيطة تجري ليقام عرسه برغم الحرب الضروس بالقطاع، إلا أن شهر الفرح تزلزل وانهدت أركانه ليصبح أكثر الأشهر حزنًا لمعرفته بإصابته بمرض السرطان في رأسه.
ويقول أبو سلطان لوكالة "صفا": "أجريت عملية خلال شهر فبراير الماضي على أساس أنها كيس دهني وسيمضي في طريقه، إلا أنه كان زائرًا ثقيلًا تربع برأسي ورفض الخروج".
ضيف الجسد الكريه قتل فرحة العمر، وعطل حياته وأوقف طموحه ببطولة كمال الأجسام، فكانت عملية إزالة "الكيس الدهني" بمثابة "نبش عش الدبابير" ومحراك أثار الخلايا السرطانية المكبوتة، ما جعلها تستوحش بشكل غريب وتستوطن في رأسه.
يتابع أبو سلطان: "عندما اكتشفت أنها خلايا سرطانية بدأت تنتشر بشكل كبير في رأس، وشهر على شهر كبرت حتى وصلت إلى هذا الحال والمنظر".
ويعبر بلال عن حزنه قائلًا: "هذه الأمر أثر على حياتي بشكل كبير، إذ أنني خلال هذا الشهر كان من المفترض أن يتم زواجي، لكن مع المرض توقف كل شيء كما أن رياضتي المفضلة بكمال الأجسام لم أعد قادرًا على ممارستها بسبب الهزال والضعف العام بجسدي".
ويشرح عن تفاصيل معاناته لـ"صفا": "لم أعد أستطيع الرؤية، فعندما يضغط السرطان على أعصاب البصر لا أرى نهائيًا، كما أواجه صعوبة كبيرة في عملية بلع الطعام والشراب، لدرجة أني أبلع ريقي بصعوبة كبيرة".
ويردف: "بسبب عدم وجود منظومة صحية شمال غزة، أعيش فقط على المسكنات في حين أن حالتي تستوجب إجراء عملية أو علاجات أخرى تقلل حدة الألم الذي يأكل جسدي".
أبو سلطان واحد من 10 آلاف مريض سرطان حرمهم الاحتلال من تلقي العلاج اللازم بعد تخريب وقصف المستشفى التركي وسط القطاع، ومستشفى الرنتيسي شماله، فضلًا عن حرمانهم من التشخيص الطبي الدقيق بعد تدمير جهاز الرنين المغناطيسي الوحيد بمجمع الشفاء الطبي.
لم تقف معاناة أبو سلطان عند هذا الحد، فالحصار الذي يفرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، يمنع دخول الأدوية المناسبة لحالات الإصابة بالسرطان، مما يزيد من فرصة قتلهم بمرضهم بالبطيء في صورة مخالفة للقوانين الدولية.