web site counter

حرمهم العدوان من تقديمه

مع إعلان النتائج بالضفة.. الحزن يخيّم على طلبة التوجيهي بغزة

غزة - مدلين خلة - صفا

"هدموا أحلامنا وحرمونا نكون مثل اخواتنا، بحاربونا بالتعليم وما بدهم نكمل طريقنا ونحقق طموحنا، المفترض أنا وكل الطلاب في غزة اليوم بنستقبل نتائج امتحان التوجيهي" يقول الطالب مصطفى خلة بحسرة.

لم تكن مجرد كلمات أو عبارات يطلقها الطلاب والطالبات بالثانوية العامة في قطاع غزة، هي وجع استقر في جوف قلوبهم، حسرة على مرحلة دراسية ضاعت رحاها مع سقوط أول قذيفة صاروخية إسرائيلية على غزة وبدء العدوان الإجرامي.

ويتجرع ما يزيد عن 50 ألف طالب وطالبة مرارة هدم أحلامهم وتسويتها بالأرض، أحلام تشبثوا بها في حرب نزوحهم فكانت كتبهم رفيقتهم في هذه الحرب، متأملين انتهائها، علهم يلحقوا الركب ويكونوا ضمن معركة التنافس للحصول على معدل يكون أول عتبة على بوابة تحقيق أحلام الطفولة.

لحظات أقسى من حدة السيف تسابق مع الزمن، وخزات ألم تطعن قلوب أقسى مطالبها تقديم الامتحان، مع قرنائهم في الشطر الثاني من الوطن، ولكنه الاحتلال دمر حياة هؤلاء الطلاب كما فعل بمنازلهم ولم يستطيعوا أن يكونوا ضمن الدفعة الأولى للامتحانات الثانوية العامة أو ما يعرف بـ"التوجيهي".

وأعلنت وزارة التربية والتعليم صباح اليوم الإثنين، عن نتائج امتحانات الثانوية العامة في الضفة الغربية المحتلة، دون غزة للمرة الأولى.

وقالت الوزارة خلال مؤتمر صحفي برام الله، إنه لا نسبة عامة للنجاح، بسبب عدم اكتمال أعداد الطلبة.

وأضافت أن 39 ألف طالب وطالبة من قطاع غزة لم يتقدّموا لامتحان الثانوية العامة هذا العام، حيث استشهد ٤٥٠ طالباً منهم.

وبينت الوزارة أن 50 ألف طالب وطالبة من مناطق الضفة الغربية ومن هم موجودون في بعض الدول (تركيا، وقطر، ورومانيا، وبلغاريا، وروسيا)، للامتحانات في 506 من قاعات امتحانات الثانوية العامة، باستثناء طلبة قطاع غزة.

مصير مجهول

"اللي صار فينا كابوس، حلم فظيع، بنحاول نصحى منه لكن دون جدوى، كل شيء راح" بنبرة يكتسيها الألم والقهر يتحدث الطالب مصطفى خلة عن مصيره وزملائه الذي بات مجهولاً بعدما تعمد الاحتلال منعهم بشتى الوسائل والطرق من تقديم امتحاناتهم وإكمال آخر مراحلهم الدراسية المدرسية للانتقال لمرحلة أخرى تكون بداية تحقيق الحلم والخوض في غمار العمل وبناء حياة جديدة.

ويقول خلة أحد الطلبة الذين هدم الاحتلال منزلهم، وضيع عليه فرحة العمر كما يطلق عليها: "مفترض اليوم طلعت نتيجتي بالتوجيهي فرحة أهلي ورفعت راسهم بالمعدل الي كنت حاطه ببالي".

"ليش حرمونا ندرس مثل إخوتنا، انا عندي 5 أخوة كلهم قدموا التوجيهي إلا أنا، ضيعوا تعب 12 سنة" يضيف خلة.

تغلبنا على العوائق

ويؤكد خلة أن حرب النزوح لم تكن عائقاً أمام جبال عزيمة وإصرار مثابر "وقت صارت الحرب وقال الجيش اطلعوا على الجنوب كل فرد بالعائلة جهز حقيبته وشو رح ياخد معه، أنا كانت الكتب وبعض الدفاتر أول شي حطيته بالشنطة، كنت متأمل كتير إني أقدم مع طلاب جيلي، بس ما النا نصيب".

يزيح مصطفى بيده دمعة خانت قدرته على الكلام وكسرت صمته، "بس وصلنا للجنوب واستقرينا بالمكان الجديد الي ما بنعرف فيه حد، قسمت وقتي بمساعدة أهلي بنقل المياه والوقوف طابور للحصول على الخبز، والدراسة، كنت متأمل كتير أقدم الامتحانات ولو بشكل استثنائي وبلجان خاصة".

"كنت بفكر كتير معقول الحرب تطول لشهر 6 وما نلحق نمتحن، لا أكيد ما رح يصير هيك، وهاي أجا شهر 6 وراحت علينا السنة كلها وضاع كل شي خططنا الو".

هنا أرض الاستثناءات فكل شيء هنا مختلف "بيحكو عاملين استثناء لطلبة غزة وقت تخلص الحرب بدهم يقدموا امتحان التوجيهي، أي امتحان وأي استثناء وأنا صاحبي استشهد كنت بتنافس معه مين يجيب أعلى معدل، بهاد الاستثناء فيكو ترجعوه وكل الطلبة الي استشهدوا، الحرب ما أخذت بس حلم الدراسة بل أخذت منا كل شي أهلنا واصحابنا وأحبابنا وبيوتنا". بدموع منهمرة يكمل مصطفى.

خلة واحد من آلاف الطلبة الذين حرمتهم حرب الإبادة من أن يكونوا ضمن قوافل الثانوية العامة، ولسان حالهم يتساءل: "إلى متى تستمر الحرب وما هو مستقبلنا؟".

ط ع

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام