بات التنقل بين طرقات وسط مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، أمرًا صعبًا وفي بعض الأحيان مُستحيلاً؛ بعد تشكل بركاً ضخمة من مياه الصرف الصحي التي تتدفق من المنازل ومخيمات الإيواء، لتتحول لأكبر مكرهة صحية تهدد حياة السكان والنازحين في المدينة.
وتسببت تلك الكميات الضخمة من مياه الصرف الصحي لانتشار البعوض والذباب والقوارض؛ ما أدى لتفشي أمراضٍ كثيرةٍ منها الجلدية، والتنفسية بين السكان العائدين للمدينة "المنكوبة" والنازحين إليها.
وتعرضت مدينة خان يونس لأكبر حملة تخريب خلال اجتياح قوات الاحتلال على مدار أربعة أشهر؛ ما تسبب في تدميرِ معظمِ منازلها وطرقاتها والبنى التحتية؛ وفق تقارير أممية، والتي أكدت أن الدمار فيها لم يسبق له مثيل ولم تعد صالحة للحياة.
ذاك طفلٌ يمسكُ يد شقيقته ويحاول تخطي الركام وتجاوز بصعوبة بالغة بركة الصرف الصحي الأضخم قرب كراج رفح وسط خان يونس؛ فيما اعتقد رجلان أنهما تجاوزها بهمتهما العالية؛ لكن سرعان ما انزلق أحدهما على ظهره، ما أدى لتبلل ملابسه بالمياه العادمة؛ فيما أضطر المعظم لسلوك طرق التفافية بديلة مدمرة.
لا يقتصر المشهد على محاولات العبور وصعوبات التنقل، بل وصلت لحد انتشار الأمراض الجلدية والتنفسية وغيرها؛ وحولت تلك المياه العادمة حياة السكان "لجحيم" في تلك المنطقة ومناطق كثيرة داخل المدينة.
ولا تبدوا أي حلول تلوح في الأفق؛ فبلدية خان يونس وبلديات المناطق الشرقية التي فقدت معظم مقدراتها تواجهُ صعوباتٍ جمة في التعاملِ مع تلك المكرهة؛ في وقت تمنع فيه إسرائيل أي عمليات ترميم للبنية التحتية وإدخال المعدات اللازمة والوقود الخاصة بمحطات ضخ مياه الصرف الصحي.
ويكمنُ الخطر الأكبر في تسرب تلك المياه للخزان الجوفي؛ وهذا ما حدث فعلاً في منطقة السكة بخان يونس؛ كما أكد السكان.