قال الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، "أبو عبيدة" إنّ جميع كتائب القسام الـ24 من أقصى بيت حانون شمالًا إلى أقصى رفح جنوبًا، رفقة كل أسلحة الدعم القتالي، قاتلت قوات الاحتلال على مدار 9 أشهر كاملة.
وأكد أبو عبيدة، في كلمة مصورة وفق متابعة وكالة "صفا"، أنّ "القدرات البشرية لدى الكتائب بخير كبير وأنّ أداء المقاتلين يتطور ويتعاظم في الملاحم والجولات التي يخوضونها مع قوات الاحتلال مثخنين فيهم الجراح".
ولفت أبو عبيدة إلى حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قبل بدء معركة رفح وخداعه العالم بأنّ هذه المعركة ستكون الضربة القاضية والمحطة الفاصلة، مضيفًا "لم تكن معركة رفح سوى استكمالا من العدو لسياسة التدمير الممنهج والمجازر ضد المدنيين"
وتابع "تلقى العدو ولا يزال جوابه من مجاهدينا ومقاومتنا في رفح قتلاً لجنوده وتدميراً لآلياته وكمائن لقواته، وبالتوازي، فإنه يتلقى الضربات الموجعة في كل مكان يتوغل فيه من جديد، في محور وسط القطاع، المسمى نيتساريم، الذي سيكون محورًا للموت والرعب لجنود العدو المحتلين"، مؤكدًا "وسيخرج منه العدو مندحرًا كما خرج من قبل".
وبيّن أبو عبيدة أن مقاتلي كتائب القسام تمكنوا من "إعادة تأهيل وترميم بعض المقدرات المهمة وتجهيز الأفخاخ والكمائن وتصنيع العبوات والقذائف، وإعادة تدوير عدد كبير من مخلفات العدو من قنابل ومتفجرات وصواريخ ألقاها العدو على أهلنا المدنيين بكثافة عالية جدًا وغير مسبوقة في تاريخ الحروب".
وتوجه أبو عبيدة لجمهور الاحتلال ولعائلات الجنود والأسرى قائلًا لهم: "بات معلومًا لديكم ولكل العالم أن النصر المطلق الذي يتحدث عنه نتنياهو هو انتصاره الشخصي في إقصاء خصومه وبقائه في السلطة في مقابل التضحية بأبنائكم"
وأضاف "إن مصير أبنائكم يا جمهور العدو أصبح لعبة في يد رئيس حكومتكم ووزراء حكومته الصعاليك المهووسين بالتدمير والقتل، وأن كل ما يفعله نتنياهو هو محاولة للهروب من الحقيقة والإخفاق الذي سيلاحقه بقية حياته".
ولفت أبو عبيدة إلى ما كشف عنه مؤخرًا من وثائق استخبارية حول الفشل المدوي لحكومة الاحتلال في السابع من أكتوبر، مشددًا على أنّ "ما كشف هو أمر هين بالمقارنة مع ما سنكشف عنه في الوقت المناسب بإذن الله من وثائق ستكون أقسى وأصعب، تظهر كيف استطعنا تنفيذ خداع استراتيجي مركب لجهاز الشاباك والمنظومة الأمنية للعدو لسنوات".
وتحدث الناطق باسم "القسام" عن تصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، مشيرًا إلى أنّ هذا هو "هو رد وخيار شعبنا في مواجهة الإبادة الممنهجة والتهويد والاستيطان الذي تنفذه حكومة العدوان والإجرام.
وأضاف "إنّ هذا الرد وهذه العمليات المباركة والنوعية لكافة فصائل المقاومة هو ما يليق بشعبنا المرابط الأبي، وهي أكبر رسالة لهذا العدو المتغطرس ولوزراء حكومته النازية، أن كابوس تحرك الضفة والقدس والخلايا الثائرة من الأرض المحتلة عام 48 قادم لا محالة".
وحيّا أبو عبيدة المقاومة في الضفة، معتبرها أهم حلقة في نهاية حلم كيان الاحتلال.
وأشاد بالمقاومة في لبنان واليمن والعراق، التي تساند شعبنا في غزة.
وأوضح أبو عبيدة أنّ "المقاومة في لبنان والعراق واليمن أعادوا للأمة أمل الوحدة في وجه العدوان وأشعروه بأنه كيان غريب منبوذ بعد أن توحدت هذه الجبهات وفي نصرة غزة والقدس وفلسطين.
وأكد أبو عبيدة أنّ "ضمير أمتنا الجمعي ينحاز لهذه المقاومة التي نصرت غزة بإرادة فولاذية وقتال بلا هوادة، فقد سئمت شعوب أمتنا التضامن اللفظي الخجول والعجز الرسمي المقيت".
وأضاف "لقد حقق مقاتلو أمتنا الأوفياء مفهوم النصرة والوحدة العربية كما لم يحدث من قبل، فما أسعد روح شهيدنا عبد القادر الحسيني بكم يا أبطال أمتنا، وما أشد خيبة أمله من زعماء ناشدهم رحمه الله منذ 76 عامًا، ولا زال صدى صوته لا يحرك فيهم ساكنًا، بل إن عجزهم بات أكبر، وتقاعسهم وخذلانهم أصبح أشد وأقسى".
وقال أبو عبيدة إنّ "طرد سفير وقطع علاقات مع عدو يبيد شعبًا عربيًا مسلمًا حلمًا لأمة كبيرة سادت أمم الأرض لقرون".
وأكد أبو عبيدة أن "معركة طوفان الأقصى هي من المعارك التي ستؤدي إلى تغييرات كبيرة وتحولات استراتيجية قادمة".
وختم أبو عبيدة بالتحية الكبيرة والوفاء لشعبنا الصامد، مؤكدًا أنّ المقاومة لا تزال الأحرص على وقف العداون ولن تقبل سوى برفع الظلم عن شعبها، وأنّ هذه المعركة نتيجتها الحتمية هي انتصار الحق وقهر المحتلين.