قالت القوى الوطنية والإسلامية، يوم السبت، إن استهداف الاحتلال الإسرائيلي الضفة الغربية ومحاولاته تهويدها جدير بأن يدفع المجموع الوطني لفتح حوار استراتيجي جاد وحقيقي لمواجهته في هذه المرحلة الحساسة التي تعيشها القضية الفلسطينية.
وشددت الفصائل، في تصريح وصل وكالة "صفا"، على ضرورة الاستعداد لمرحلة مختلفة من الكفاح والنضال وأن ذلك يتطلب تحقيق الوحدة الوطنية والتوافق على استراتيجية وطنية شاملة لإدارة الصراع مع الاحتلال في كل ساحات فلسطين المحتلة، والتوافق على برنامج عمل وطني لإدارة الشأن الفلسطيني العام.
وأضافت "بدلاً من أن نرى خطوات حقيقيةً من السلطة الفلسطينية لمواجهة التحديات في الضفة، فإننا نشهد منها صمتاً غير مفهوم للأسف! وإصراراً على المضيّ في ذات المسار الذي أثبت فشله منذ سنين، واعتقاداً بأن الاعتماد على التمويل الأمريكي لإنتاج الشرعية مازال ممكناً، وتصديقاً للوعود الأمريكية بدعم السلطة؛ هذه الوعود التي ستتبخر كما تبخرت وعود أوسلو ومراحلها البالية من قبل".
وأوضحت الفصائل أن سلوك الاحتلال في التعامل مع الضفة الغربية على مستوى التصريحات السياسية وإجراءات الميدان يدلّ على نواياه الحقيقية تجاهها.
وتابعت "اعتبار الاحتلال الضفة إحدى الجبهات التي يحارب فيها حالياً وإطلاقه يد المستوطنين وتسليحهم وإلغاء فك الارتباط بشمال الضفة والاندفاع غير المسبوق في إقامة المستوطنات والاقتحامات والاغتيالات اليومية، وأخيراً تسريبات المجرم سموتريتش الخطيرة التي أعلن فيها صراحةً عن المخططات السرية التي ما زالت تُنفَّذ في الضفة بالاتفاق مع نتنياهو؛ والتي تترجم وصف "حكومة حسم الصراع"، كل هذا يؤشر على نوايا نتنياهو بتقديم الضفة كجائزة يسترضي بها حلفاءه المجانين".
وبينت الفصائل أن "ثمانية أشهر ونصف مرت على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال ضد قطاع غزة؛ ببشره وشجره وحجره، وارتكب فيها جميع الموبقات والمجازر والمحارق، ولم يترك حركةً إلا انتهكها، ولا خطاً أحمر إلا تجاوزه، ولا ميثاقاً أو قانوناً دولياً إلا وضرب به عرض الحائط".
وأكدت أن هذه الجرائم أمر غير مستغرب على جيش تم تصنيفه ضمن القائمة السوداء للأمم المتحدة.
وقالت: "رغم زحمة التفاصيل والأحداث وأخبار المجازر في قطاع غزة والتصعيد في شمال فلسطين المحتلة، فإن المقولة الاستراتيجية الحاضرة هي: (إن كانت غزة مركز الحرب والعين على الشمال.. فإن جوهر الصراع في الضفة الغربية المحتلة)، الضفة الغربية التي تمثل خطراً استراتيجياً على الاحتلال كونها ترتبط بالجغرافيا والديموغرافيا".