يعمل المستوطنون على قدم وساق في إعداد وتجهيز مكان الاحتفال بما يسمى "عيد الشعلة" اليهودي بمحاذاة الشارع الرئيسي من أرض حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال.
وجهز العاملون الأعمدة الحديدية والمنصة والمدرجات على أرض تبلغ مساحتها نحو 8 دونمات بالحي، وسقفوها بالشوادر البلاستيكية، وعلقوا عشرات الإعلانات الخاصة "بعيد الشعلة" اليهودي وأعلام كيان الاحتلال وغيرها.
فيما أعلنت شرطة الاحتلال أن منطقة الشيخ جراح مغلقة ليومين اعتبارًا من مساء يوم غد السبت حتى ظهر الاثنين المقبل، وذلك بعد أن وقع ما يسمى قائد الجبهة الداخلية أمرًا باغلاق منطقة الجرمق " ميرون " في صفد، واعتبارها منطقة عسكرية مغلقة، والتي عادة ما كانت الاحتفالات بهذا العيد تجرى فيها.
ومن المتوقع أن تشهد مدينة القدس خاصة حيي الشيخ جراح وواد الجوز اجراءات إسرائيلية مشددة، حيث ستنشر الشرطة المئات من أفرادها، وستنصب الحواجز في ظل التوقعات بوصول عشرات آلاف المتدينين اليهود إلى ما يسمى " قبر الصديق شمعون".
وضمن ترتيبات الاحتفال سوف تغلق شرطة الاحتلال بعض المحاور في شارع رقم واحد ونهاية شارع صلاح الدين، وبعض مفترقات التلة الفرنسية، مما سيتسبب بأزمات مرورية خانقة جدًا، لينتقل ضغط الباصات والسيارات إلى شارع واد الجوز والذي سيكون مزدحما بشدة.
وعلى صعيد أهالي الشيخ جراح، فإن اليومين القادمين سيكونان من أصعب الأيام وأخطرها عليهم، بسبب الاحتفالات بـ "عيد الشعلة اليهودي".
وحذّر عضو لجنة الشيخ جراح محمود السعو في حديث خاص لوكالة "صفا" من أن هذا الاحتفال يشكل خطورة على أهالي حي الشيخ جراح خاصة ومدينة القدس عامة، بسبب الأعداد الكبيرة التي ستشارك في الاحتفال، لمدة يومين على التوالي.
وأوضح أنّ المشاركة الواسعة للمستوطنين المتدينين في هذا الاحتفال، سيعرض سكان الجانب الشرقي والغربي في الشيخ جراح للخطر المتمثل بالاعتداء على السكان واقتحام منازلهم وتحطيم مركباتهم وممتلكاتهم تحت غطاء الاحتفال، لا سيما أنّ الحي مغلق من جميع الجهات، بحماية شرطة الاحتلال.
ولفت إلى أنّ الاحتفال سيحول الجانب الشرقي والغربي من الحي إلى منطقة عسكرية مغلقة، تحد من حركة السكان وتشل حياتهم اليومية، وتمنع العشرات من الطلاب والعمال من التوجه إلى مدارسهم وأعمالهم، فضلًا عن منعهم من الدخول والخروج من الحي بمركباتهم.
وأضاف "توزع شرطة الاحتلال الإسرائيلي قبيل كل عيد لليهود أوراقًا على سكان حي الشيخ جراح تحذرهم فيه من الخروج بمركباتهم وتحدّد حركتهم بالمكان"، لافتًا إلى أنّها لم توزع أية أوراق حتى الآن.
وبين عضو لجنة الشيخ جراح لوكالة "صفا" أن الأمر لا يقتصر على إغلاق الحي من جميع المداخل المؤدية إليه والشوارع الرئيسية، بل يمتد إلى الإزعاج بالموسيقى الصاخبة والتي ستستمر ليومين متتالين تحول دون تمكن أهالي حي الشيخ جراح من الراحة والنوم في بيوتهم.
من جانبه، قال صالح دياب (من سكان الجانب الشرقي في حي الشيخ جراح) لوكالة "صفا" إنّ نقل الاحتفال بعيد الشعلة من منطقة الجرمق في صفد بالداخل الفلسطيني المحتل إلى حي الشيخ جراح بالقدس يحمل بعدًا سياسيًا أكثر من فحوى الاحتفال، مضيفًا "كان من الممكن أن ينقل إلى غربي القدس وليس شرقها".
وأشار إلى أنّ نقل الاحتفال إلى حي الشيخ جراح له مغزى وأبعاد سياسية، في ظل الاستهداف المتكرر للحي والتضييق على سكانه، واستيلاء المستوطنين على منازل فيه، فضلًا عن تلويح الاحتلال لبناء 220 وحدة استيطانية في الجانب الغربي منه، و250 وحدة استيطانية في الجانب الشرقي.
وأوضح لوكالة "صفا" "نعيش في حالة من الاستنفار والخوف والقلق من تفاقم الأمر في الحي"، مشيرًا إلى أنّ ما يسمى " قبر الصديق شمعون" موجود خلف منزله ومنازل أشقائه.
وأضاف "نشهد في كل عيد يهودي اعتداءات واسعة من المستوطنين على منازلنا وممتلكاتنا".
وذكر دياب لوكالة "صفا" أنّ المستوطنين سيستغلون الاحتفال بعيد الشعلة لزيارة ما يسمى " قبر شمعون الصديق" داخل الجانب الشرقي من الحي، في الاعتداء على سكان حي الشيخ جراح وبيوتهم، لافتًا إلى أنّ "هذا أمر معتاد يحصل في كل عيد يهودي".
وحّذر دياب من أن أهالي الشيخ جراح خاصة والقدس عامة لن يكونوا في أمان، وسيتعرضون لخطر كبير خلال هذا الاحتفال، في ظل مشاركة مستوطنين من كافة المناطق، ويتخللهم شخصيات رسمية وحاخامات.