كان أعلن عن استشهاده

علي الدرة.. أفقده الاحتلال أطرافه وحرمه بعضًا من حواسه

غزة - خــاص صفا

كان يجلس في غرفة نومه بأطرافه الأربعة قبل أن يستيقظ بعد شهر ونصف من الغيبوبة ويجد نفسه بطرف واحد فقط، بعدما فقد قدماه وثلاثة أصابع من يده اليسرى -والتي توقفت عن الحركة نتيجة الإصابة-، بالإضافة إلى فقده جزءًا من حاستي السمع والبصر، إنّه الشاب علي الدرة من منطقة البريج وسط قطاع غزة.

استهداف دون إنذار

روى الدرة لوكالة "صفا" أنّه وأثناء جلوسه في غرفة نومه رفقة زوجته وأطفاله، إذ بصاروخ حربي يستهدف منزله والمنزل الذي بجواره، وذلك في الأيام الثلاثة الأولى من العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة.

وبيّن الدرّة  لوكالة "صفا" أن استهدف المنزل جاء دون سابق إنذار، فلم يتم تحذيرهم لا باتصال ولا حتى بصاروخ استطلاع، مضيفًا "أصيبت زوجتي وأطفالي بالعديد من الشظايا وتعافوا منها بفضل الله، بينما لا زلت أعاني من إصابتي وأتجرّع العذاب".

"جلّ ما أتذكره لحظة الاستهداف هي أنّني رأيت قدمي إلى جانبي، لأفقد الوعي بعدها ولا أستيقظ إلا بعد 45 يومًا، لأجد معظم جسدي مصابًا بالحروق من الدرجة الثالثة، وقدماي مبتورتان، ويدي اليسرى فقدت منها ثلاثة أصابع ولا أقوى على تحريكها، فضلًا عن 22 كسرًا في الفكين العلوي والسفلي"، تابع الدرّة.

ومن قلبٍ يعتصره الألم، قال الجريح "فقدتُ الرؤية في عيني اليسرى والسمع في أذني اليسرى بالإضافة إلى وجود فتحة صغيرة في الأذن اليمنى والتي أدت إلى انخفاض السمع لدي بشكل كبير"، مشيراً إلى حاجته الملّحة لإجراء العديد من العمليات الجراحية كي تتحسّن حالته الصحية.

45 يوماً بلا وعي

وذكر الدرّة لـ"صفا" أنّه في بداية إصابته كان أعلن عن استشهاده، مضيفًا "نظراً لخطورة حالتي الصحية تم نقلي من مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح إلى مجمع الشفاء الطبي بغزة وبقيت في العناية المكثفة 45 يومًا تم خلالها عمل فتحة للتنفس من الرقبة".

ولفت إلى أنه بقي في مجمع الشفاء الطبي شهر ونصف تحت إشراف الأطباء ورعاية الممرضين، إلى ذلك اليوم الذي اقتحم فيه الاحتلال الإسرائيلي المجرم مجمع الشفاء.

وعن هذه الحادثة روى الدرّة لـ"صفا":"استيقظ المرضى والمصابون ومرافقوهم الساعة الثانية والنصف على قذائف الدبابات، وصوت جنود الاحتلال ينادون عبر مكبرات الصوت بأنّ المكان محاصر".

وأضاف "بعد بزوغ الفجر وفي تمام الساعة السابعة صباحًا، اعتقل جنود الاحتلال الصهيوني والدي الذي كان يرافقني ويساعدني في كل أموري".

ولم يكتفِ الاحتلال المجرم باعتقال والد الجريح الدرّة، بل أخرجوه رغم حالته الصحية الصعبة إلى جانب العديد من المصابين من مبنى الاستقبال والطوارئ إلى مبنى التنمية ومنه إلى مبنى الكلى.

تعفن الجروح

وأكد الدرّة لـ"صفا" أنه بقي 14 يوم دون أية رعاية طبية أوعلاجات أو طعام أو شراب، مما تسبب في مفاقمة حالته الصحية وتعفّن جروحه وخروج الديدان منها.

وأضاف قائلًا "ما أن انسحب العدو الصهيوني من مجمع الشفاء الطبي حتى حضر أحد أقربائي ونقلني إلى مستشفى المعمداني، حيث أجريت لي عملية تنظيف للجروح، بعدها تم نقلي إلى مستشفى كمال عدوان الذي لازلت فيه إلى الآن".

وأشار الدرّة لـ"صفا" إلى أنّ ضعف الإمكانيات والمستلزمات الطبية أدى لعدم حدوث أي تغيير يذكر على درجة الحروق لديه، فضلًا عن صعوبة توفير علاجات الحروق سواء من المشفى أو خارجها.

وجلّ ما يطلبه الدرّة هو السفر إلى الخارج كي يحصل على علاجٍ مناسب وتركيب أطراف صناعية تعطيه بصيص أمل وتمكنه من محاولة الرجوع إلى حياته السابقة وممارسة الأعمال اليومية التي اعتاد عليها.

"أحتاج إلى تركيب أطراف صناعية لقدميّ وإجراء عملية تمكنني من تحريك يدي اليمنى بالإضافة إلى علاج عيني التي حذّرني الأطباء من أنّ تأخر علاجها سيؤدي إلى فقداني الرؤية فيها بشكلٍ كامل وإلى الأبد". يضيف الجريح الدرّة وهو يمسك نفسه عن البكاء.

وناشد الجريح الدرّة العالم كله "للضغط على العدو الصهيوني من أجل إنهاء هذه المحرقة وحرب الإبادة التي يمعن بها في قتل وجرح عشرات الآلاف من المدنيين في قطاع غزة".

WhatsApp Image 2024-05-12 at 6.12.51 PM.jpeg

WhatsApp Image 2024-05-12 at 6.12.51 PM(1).jpeg

WhatsApp Image 2024-05-12 at 6.12.51 PM(2).jpeg

WhatsApp Image 2024-05-12 at 6.12.51 PM(3).jpeg

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة