أكّد الرئيس التونسي الأسبق محمد المنصف المرزوقي، يوم الأحد، أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تشارك الكيان الإسرائيلي بشكل مباشر في حرب الإبادة الجماعية المستمرة للشهر الثامن على التوالي ضد قطاع غزة.
وشدّد المرزوقي، في تصريح خاص لوكالة "صفا"، على أن "التصريحات التي نسمعها هي فقط من باب تبادل الأدوار لا أقل ولا أكثر".
وأكد أنّ المجتمع الدولي بكل قوانينه وأنظمته إضافة إلى جامعة الدول العربية سقطوا في الامتحان الأخلاقي الكبير، مضيفًا "كلنا شهود على تواطئهم وتآمرهم وخذلانهم لغزة".
وأشار المرزوقي لـ"صفا" إلى أنّ "مذبحة رفح وافق عليها الجميع، إذ إن نتنياهو لا يعمل وحده ولا يستطيع الدخول لرفح دون أن يمنح ضوءًا أخضر من داعميه وحلفائه".
وبيّن أنّ ما يحدث هي "محاولة لمسح غزة بأسرها، وارتكاب مجزرة القرن فيها، عبر إبادة سكانها".
وشدّد المرزوقي على أنّ مطالب غزة في المفاوضات عادلة ومحقّة، مشيرًا إلى أنّ"إسرائيل ألقت بفخ ووقعت فيه في التفاوض عندما ردت عليها حركة حماس بالإيجاب".
ووصف المرزوقي لـ"صفا" أداء المقاومة السياسي بـ"الذكي والحكيم، والمدرك أيضًا لأفخاخ الاحتلال وقادر على التعامل معها.
واستدرك "إسرائيل لا ترغب في وقف النار، وهي تريد تدمير المزيد في القطاع؛ مؤكدًا أنّها "لن تحصد أثمانًا عسكريّة أو سياسيّة من عملية رفح، وسيعود عليها الأمر بالنتائج العكسية".
ولليوم السادس على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي احتلال معابر قطاع غزة وإغلاقها ومنع إدخال المساعدات الإنسانية وسفر المرضى والجرحى، بعد اجتياحه محافظة رفح جنوبًا وسيطرته على معبري رفح البري وكرم أبو سالم.
وكان جيش الاحتلال أعلن الثلاثاء الماضي، السيطرة على معبر رفح المدني بشكل كامل، بعد ليلة من القصف العنيف استهدفت محيطه ومناطق شرقي المدينة المكتظة بالنازحين، رغم مساعي الوسطاء للتوصل إلى هدنة.
وتأتي هذه الخطوة رغم تحذيرات المنظمات الإنسانية والإغاثية والمطالبات الدولية للاحتلال بإعادة فتح معبر كرم أبو سالم، وتلافي حصول مجاعة بسبب انقطاع المساعدات، إذ يعد المعبر "شريان الحياة" الأساسي لأهالي القطاع.
وصباح الاثنين الماضي، أعلنت "إسرائيل" بدء عملية برية في رفح، ووجهت تحذيرات إلى 100 ألف فلسطيني بإخلاء شرق المدينة قسرًا والتوجه لمنطقة المواصي جنوب غرب القطاع.
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023، تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة راح ضحيتها عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمرضى، معظمهم أطفال ونساء.
ويواصل الاحتلال الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورًا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.