عاث فيها جيش الاحتلال فسادًا نحو 5 أشهر

على أعتاب المنطقة الشرقية في خانيونس.. تاه العائدون وحين وصلوا "فُجعوا"

خانيونس - خــاص صفا

تشجعت عائلة أبو شاب للعودة إلى منازلها ببلدتي بني سهيلا والزنة، حيث المنطقة الشرقية بمحافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، على أمل ضعيف بأن تلقى بعضًا من منازلها، التي أبادتها "إسرائيل" بحربها المسعورة المستمرة على قطاع غزة.

في الطريق من مواصي رفح، وعلى أعتاب خانيونس، تاهت العائلة، ولم تستطع معرفة المنطقة التي وصلت إليها؛ فالمدينة قُلبت رأسًا على عقب، بعدما عاث جيش الاحتلال الاسرائيلي فيها فسادًا نحو خمسة أشهر.

من شدة الصدمة، أخذ جميع أفراد العائلة يتساءلون: "أين نحن؟!"، وبدأوا يبحثون عن بقايا معالم، علّها تجيب عمّا يُحيّرهم.

يقول الثلاثيني محمد أبو شاب واصفًا صدمته لوكالة "صفا": "وكأنه مشهد من مشاهد يوم القيامة، التي كنت أحضرها في أفلام الخيال".

ويضيف "الاحتلال لم يبق شيئًا هنا، البيوت اختفت، والطرقات تحولت لرمال، ولم نستطع تحديد المناطق".

كان الشقيق الأكبر في العائلة والذي سبقها بزيارة للمنطقة، يؤشر بيده، مجيبًا على تساؤلات العائلة، التي لم تفارق التكبيرات شفاههم من حزنهم وصدمتهم على بلدتهم.

يقول إبراهيم (45 عامًا): "كلما قلت لهم هنا منطقة أبو لبدة، وهنا دوار العلم، وهنا وهنا.. كان الجميع يتساءلون كيف عرفت؟!".

ويتابع بحزن "والله تُهنا مرات ومرات، فما عاد هنا بلد، ولا معالم بلد، حسبنا الله وهو كافينا".

وبعد مسيرة مرهقة بطرقات مدمرة غير مستوية، وصلت العائلة لمنزلها في بلدة الزنة، لكنها كرهت هذا الوصول، حين رأته كومة من ركام، وسط صحراء من الرمال.

تقول دعاء واصفة مشاعرها: "ياليتنا لم نأتِ، كنا نتمنى الوصول لبيتنا بعد حرماننا منه خمسة أشهر، وحين وصلنا كرهنا المنظر".

وفتّش أبناء أبو شاب في ركام منزلهم، فما أخرجوا سوى بعضًا من الملابس والأخشاب التي حملوها على أكتافهم ليشعلوا بها النار لطهي طعامهم.

وانتهت رحلة عائلة أبو شاب بالعودة إلى مكان نزوحهم بمواصي رفح، حيث الخيام، وسط حالة من الإحباط والحزن، وهم يرددون: "دمرونا اليهود يا الله؛ فدمرهم".

وتعد محافظة خانيونس، من أكثر مناطق قطاع غزة التي تعرضت للإبادة والتدمير، ولاسيما أن جيش الاحتلال مكث فيها أشهرًا متواصلة، لكنه واجه في نفس الوقت مقاومة باسلة.

وأصدرت بلديات المناطق الشرقية في خانيونس بيانات أعلنت فيها عن أحياء عديدة منكوبة وغير صالحة للعيش، أبرزها الزنة وخزاعة وبني سهيلا وعبسان الصغيرة، وحي الفراحين في بلدة عبسان الكبيرة.

ودمر جيش الاحتلال منازل هذه البلدات بشكل شبه كامل، إلى جانب تدمير كامل للمؤسسات والمعالم والطرقات والبنى التحتية والمدارس، وآبار المياه، مُعدمًا فيها أي حياة مع عودة سكانها.

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع في 7 أكتوبر 2023، استشهد نحو 34600 مواطن، وأصيب أزيد من 78 ألفًا، أكثر من 72% منهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة، عدا عن تدمير نحو ثلثي المباني السكنية، والبنية التحتية والخدمية، والمنشآت الاقتصادية.

ر ب/أ ج

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة