تسود حالة من الإحباط الكبير أوساط الشارع الإسرائيلي بشكل عام، وعائلات الأسرى لدى المقاومة على وجه الخصوص، من نتائج الحرب على قطاع غزة حتى اليوم، ولاسيما الفشل في استعادة أسرى أحياء، وتراجع الثقة بوعود حكومة الاحتلال الاسرائيلي بشأن إمكانية تحقيق أهداف الحرب.
وأظهر أحدث استطلاع للرأي العام الإسرائيلي، نشرته هيئة البث "كان 11"، وفق ترجمة وكالة "صفا"، تراجعاً كبيراً في ثقة الشارع الإسرائيلي بإمكانية إحداث اختراق كبير في الحرب على القطاع، إذ يعتقد 63% من الإسرائيليين أن تصريحات رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو بشأن اقتراب جيشه من إلحاق الهزيمة بحماس لا تمت للواقع بصلة.
ومع مرور الوقت واقتراب الحرب من شهرها السابع تراجع تأييد الجمهور الإسرائيلي للحرب بشكل كبير، إذ يعتقد 47% منهم أنه يتوجب الموافقة على الإفراج عن الأسرى مقابل الإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين ضمن صفقة تشمل وقف الحرب أيضاً، وهو مطلب حظي بتأييد أقلية إسرائيلية قبل أشهر.
فيما يعتقد أكثر من نصف الإسرائيليين (53%) أن نتنياهو فشل في إدارة الحرب، وأنه لا يقوم بواجبه في استعادة الأسرى.
وتعكس استطلاعات الرأي الأخيرة حالة من اليأس من تحقيق أهداف الحرب الثلاثة (استعادة الأسرى، القضاء على حماس، القضاء على أي تهديد عسكري من القطاع لسنوات طويلة)، كما يلاحظ المتابع لمواقع التواصل الاجتماع قي الكيان حالة من السخط العارم تجاه سياسة الحكومة فيما يتعلق بملف إدارة الحرب.
ضغط عائلات الأسرى
فيما يرى المستطلع للوضع الإسرائيلي اليوم أن ملف استعادة الأسرى هو الملف الأهم في الشارع الإسرائيلي، إذ فشلت جميع محاولات نتنياهو وحاشيته لبث الفرقة والكراهية بين عائلات الأسرى، باستثناء تسببها باستقالة الناطق بلسان حملة استعادة الأسرى، والذي أقر في مقابلة أجرتها معه صحيفة "زمان يسرائيل" الإلكترونية أن استقالته جاءت احتجاجاً على تهميش نتنياهو لملف الأسرى.
ونقلت قناة "كان 11" عن عائلات الأسرى قولهم، وفق ترجمة وكالة "صفا"، إن الحرب طالت دون تمكن الحكومة من تحقيق هدف استعادة الأسرى بعمليات عسكرية، مؤكدين أن غالبيتهم يعتقدون ببطلان نظرية نتنياهو في أن الضغط العسكري على حماس هو الحل لاستعادة الأسرى.
وجاء على لسان والدة الأسير في غزة "متان تشنغاوكر" أنه يتوجب وقف الحرب في هذه المرحلة وتفضيل استعادة الأسرى على هدف القضاء على حماس، مشيرة إلى أن مهمة القضاء على حماس ستستغرق سنوات طويلة، ولن تكون على ظهور الأسرى، على حد تعبيرها.
وقالت في حديث لإذاعة "ريشت بيت" العبرية أمس الأربعاء: "يجب أن نوقف هذه الحرب؛ فالقضاء على حماس يحتاج زمناً، وهذا ليس الوقت المناسب ولن يكون ذلك على ظهور أسرانا".
فيما عقّب معلّق إسرائيلي يدعى "كوبي لارر" على تصريحات والدة الأسير قائلاً: "أنتِ محقة فالهجوم على رفح سيتسبب بعدد كبير من الجرحى والقتلى في صفوفنا، ولن يقربنا من النصر، والسبب الوحيد الذي يدفع نتنياهو للإصرار على الهجوم هو الضغط الكبير من جانب مسعّري الحرب في حكومته بن غفير وسموتريتش".
وأضاف "السؤال الموجّه لنتنياهو ليس متى سندخل رفح، بل متى سنتمكن من العودة إلى معالوت وكريات شمونا والمطلة على الحدود مع لبنان".
أما المعلّق "نير كوهن" فرأى أن حكومة الاحتلال الحالية ستوصل الكيان نحو الهاوية، قائلاً: "حكومة الدماء والدمار تسير بنا نحو الهزيمة الأفظع منذ قيام إسرائيل، والفرصة الوحيدة لمنع ذلك بوقف الحرب واستعادة الأسرى".
أما ابنة الأسير في القطاع "اوهيد بن عامي" فقالت في تصريحات إذاعية: إذا هاجموا رفح؛ فسيصلوا في النهاية لنفس الصفقة، ولكن مع عدد قليل جداً من الأسرى الأحياء".