انتقد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، الثلاثاء، تدخل الشرطة "المبالغ فيه" لفض المظاهرات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية.
وقال تورك في بيان، إن "تدخل الشرطة الأمريكية غير متناسب مع المظاهرات في الجامعات"، في إشارة إلى المبالغة في رد الفعل التي يقرها القانون من حيث ضرورة تناسب درجة الحسم في رد الفعل (التصدي) مع الفعل (الاعتصام السلمي).
وأضاف: "أشعر بالقلق من أن بعض الإجراءات التي اتخذتها سلطات إنفاذ القانون في عدد من الجامعات يبدو أن لها تأثيرًا غير متناسب".
واعتبر أن السلطات اتخذت "سلسلة من الإجراءات المشددة لتفريق وتفكيك التظاهرات"، مشددا على أن "حرية التعبير والحق في التجمع السلمي أمران أساسيان".
وفي وقت سابق الثلاثاء، أقدمت الشرطة الأمريكية على فض اعتصام سلمي داخل جامعة سان فرانسيسكو، بالعنف، وهو ما أظهرته مقاطع فيديو نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتجتاح الاحتجاجات حرم الجامعات في أنحاء الولايات المتحدة بعد محاولة الشرطة إخلاء مخيم مؤيد للفلسطينيين في جامعة كولومبيا بنيويورك، والذي اعتقلت خلاله أكثر من 100 طالب، ما لبث أن اعتقل مئات غيرهم في جامعات أخرى في البلاد.
وأمس الاثنين، أعلنت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق، في بيان عبر الموقع الإلكتروني للجامعة، فشل المفاوضات مع المعتصمين لإنهاء حراكهم.
وفرضت إدارة الجامعة "عقوبات تأديبية وإقصاء عن الدراسة" على الطلاب الرافضين لإخلاء المخيم الذي خصص داخل الحرم الجامعي بهدف التضامن مع قطاع غزة ضد الهجمات الإسرائيلية.
وعلى إثر ذلك، قامت مجموعة من الطلاب بدخول مبنى "هاميلتون هول" التاريخي بالجامعة في ساعات منتصف الليل بحسب التوقيت المحلي.
وفي 18 أبريل/ نيسان الجاري بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على غزة اعتصاما بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.
ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا.
ولاحقا، اتسع الحراك الطلابي غير المسبوق بالولايات المتحدة، إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند شهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها بالجامعات الأمريكية ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.