قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، يوم الثلاثاء، إنه ️يتوجب التحقيق في احتمال استخدام "إسرائيل" أسلحة حرارية في قطاع غزة تؤدي إلى تبخر أو انصهار أجساد الضحايا.
ودعا المرصد في بيان وصل وكالة "صفا"، إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية من خبراء مختصين حول الأسلحة التي تستخدمها "إسرائيل"، بما في ذلك احتمالية استخدامها قنابل تولّد حرارة شديدة تؤدي إلى تبخّر أجساد الضحايا.
وأكد الأرومتوسطي، أنه ووفقا لشهادات وثّقها ومعلومات أولية قام بجمعها، كشفت جانبًا مخفيًا من المستويات المروعة للقتل الذي تمارسه "إسرائيل" في القطاع، يتعلق بتُبخر أو انصهار أجساد الضحايا بفعل قنابل تسقطها طائرات حربية إسرائيلية على المنازل السكنية.
وذكر أن ️لجوء جيش الاحتلال إلى إحداث دمار هائل في مربعات سكنية بأكملها خلال هجماته على القطاع وسقوط أعداد ضخمة من الشهداء والمصابين، يثير مخاوف من احتمال استخدامه "أسلحة حرارية" أو ما يعرف باسم "القنابل الفراغية".
وأفاد المرصد أن ️هذه القنابل في المجال العسكري تشتهر بفاعليتها في تدمير الكهوف ومجمعات الأنفاق الأرضية.
وأضاف "آلاف الضحايا ما زالوا في عداد المفقودين، إمّا لعدم القدرة على انتشالهم من تحت الأنقاض؛ بسبب عدم توفر المعدات والإمكانات الفنية، أو لعدم العثور على جثامينهم في أماكن أزيلت منها الأنقاض، أو لإخفائهم قسرًا من جيش الاحتلال".
وتابع المرصد "️وثقنا عدة حالات لضحايا قضوا في غارات إسرائيلية مدمرة لمبانٍ سكنية، ولدى محاولة انتشال جثثهم اتضح اختفاء البعض منهم أو احتمال تحولهم إلى رماد، وهو ما يثير علامات استفهام بشأن ماهية القنابل المستخدمة في هذه الهجمات".
ومن ذلك، ما أفاد به "أحمد عمر" الذي قُتل 15 شخصًا من عائلته، بينهم والداه، في قصف إسرائيلي على منزلهم في مدينة غزة يوم 15 تشرين أول/أكتوبر الماضي.
وقال "عمر" إن طواقم الدفاع المدني وأقارب العائلة قامت بمحاولات مضنية لانتشال جثث الضحايا بفعل الهجوم الإسرائيلي، إلا أن ثلاثًا منهم لم يُعثر على أي أثر لأجسادهم على الرغم من تواجدهم في المنزل نفس لحظة الهجوم الإسرائيلي، وهم كل من "رغد صالح فروانة" (14 عامًا)، وعلا صالح فروانة (7 أعوام) و"رهف أحمد قنيطة" (8 أعوام).
وقال "جمال عوني" الذي قُتل سبعة من أفراد عائلته في قصف إسرائيلي في 6 كانون ثانٍ/ يناير، على منزل نزحت إليه العائلة في مدينة دير البلح وسط القطاع، إن كل المحاولات للعثور على جثمان ابنته "شيماء" (28 عامًا) باءت بالفشل وتبين لهم وكأن جثتها قد تبخرت.
يضاف إلى ذلك عدة تصريحات صدرت عن مسؤولين في جهاز الدفاع المدني في غزة بشأن تبخر جثامين ضحايا وتحولها إلى رماد، ومن هؤلاء ضحايا المقبرة الجماعية التي عثر عليها في مجمع "ناصر" الطبي في خان يونس جنوبي قطاع غزة في نيسان/أبريل 2024.
وأكد المرصد أن القانون الدولي الإنساني يحظر استخدام القنابل الحرارية لاستهداف مدنيين في المناطق المدنية المأهولة، وفقًا لاتفاقيات لاهاي لعامي 1899 و1907 واتفاقيات جنيف لعام 1949.
وأشار الأرومتوسطي إلى أنه ️لدى "إسرائيل" سجل حافل في ارتكاب انتهاكات جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني بما يشمل انتهاك مبدأ التمييز ومبدأ التناسب ومبدأ الضرورة العسكرية وقواعد الحماية في النزاعات المسلحة، ولاسيما خلال هجومها العسكري المستمر على قطاع غزة.
وأضاف "️جيش الاحتلال استخدم وما زال أنواعًا مختلفة من الأسلحة والذخائر وقوة تدميرية غير متناسبة ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، في انتهاك لقواعد الحماية للمدنيين وممتلكاتهم من مخاطر الحرب، والتي يوفرها القانون الدولي الإنساني".