web site counter

"استهداف سياسي وتمهيد لانتزاع المسؤولية"

حماس تحذر من تشكيل جسم بديل عن الأمم المتحدة للإشراف على "الأونروا"

الدوحة - صفا

حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يوم السبت، من إنشاء أي جسم دولي يشرف على عمل الأونروا من خارجها، معتبرة أنه استهداف سياسي بامتياز ويمهد لانتزاع مسؤولية الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقالت حماس، في بيان وصل وكالة "صفا"، إنها تابعت بقلق تقرير اللجنة التي كلفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريتش، برئاسة وزيرة خارجية فرنسا السابقة كاترين كولونا، لمراجعة حياد الأونروا، وفندت فيه مزاعم الاحتلال التي حاول عبرها تشويه عمل الوكالة الدولية.

وأوضحت حماس أن التقرير، الذي جاء في 54 صفحة، اشتمل عدة محاذير ومخاطر تستهدف عمل الأونروا وتشكيل أجسام دولية بديلة عن الأمم المتحدة في متابعتها والإشراف عليها، بدلا من اللجنة الاستشارية المشكلة من 28 دولة و3 أعضاء مراقبين، لاستهداف بعدها السياسي، في سياق المخططات الخبيثة التي تستهدف إنهاء عملها كشاهد سياسي على النكبة الفلسطينية.

وشددت حماس على أن ما ورد في التقرير من طلب بنزع مسؤولية اتحادات الموظفين العاملة في نطاق عمليات الأونروا بالمناطق الخمسة بزعم أنها مسيسة، اتهام خطير يترتب عليه مخاطر جمّة على صعيد محاولة ضرب العلاقة بين الموظفين والإدارة، وتعميق الخلافات بينهما، وتدخل صارخ في عمل المؤسسة الدولية التي يفترض أن التقرير ينادي بحياديتها وعدم التدخل في شؤون عملها.

وأكدت أن "دعوة التقرير بالشراكة مع مؤسسات أخرى مع الأونروا محاولة أخرى لتفريغ وتبهيت عملها، خاصة مع استبدال خدماتها الإغاثية بشكل عملي في القطاع، دون تعزيز دورها، الأمر الذي أدّى لإضعاف خدماتها المقدّمة".

وعبرت حماس عن استغرابها من عدم تطرق التقرير إلى استهداف الاحتلال لـ160 من مقار الأونروا واستشهاد 180 من موطفيها، أو عمليات الإعدام واستهداف النازحين في مدارسها، رغم أنه ينادي بالحيادية، مدللة على ذلك بمجزرة مدرسة الفاخورة بجباليا التي ارتكبها الاحتلال على مراحل عدة خلال عدوانه.

واستهجنت حماس تطرق الوزيرة الفرنسية، التي ترأس لجنة مراجعة حياد الوكالة الأممية، للمناهج التعليمية التي تدرسها الأونروا، ودعوتها لمراجعة "قضايا داخل المناهج لا تلتزم بالحيادية"، رغم العمل من خلال لجان مختلفة لدراسة 157 كتابا دراسيا لمدارسها جرى تعديل بعض ما جاء فيها.

واستنكرت حماس رؤية الوزيرة الفرنسية لتسمية مدينة القدس عاصمة للشعب الفلسطيني وصفا يعزز الكراهية، رغم تقاطع ذلك مع قرارات الأمم المتحدة التي تعترف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم وعاصمتها القدس.

وأشارت باستغراب إلى ازدواجية معايير العالم التي ترى "حقًا أصيلا ونبلا عظيما للموظف الأوكراني العامل في الأمم المتحدة في التعبير عن رأيه تجاه الحرب في بلاده، بينما تراه غير حيادي تجاه الموظف الفلسطيني الذي يعبر عن حقه، خاصة وأن الأونروا أساسا شكّلت في سياق تداعيات العدوان التاريخي الذي استهدف إبادته وطرده من أرضه".

وقالت إنها ترى أن "الازدواجية وجه آخر من وجوه النفاق الذي تستخدمه بعض الأطراف الدولية في حرب الإبادة التي يتعرض لها قطاع غزة، وتورط بعضها بكل أسف في دعم هذه الحرب والمشاركة فيها، خاصة الموقف المتجسدّ من واشنطن وبعض حلفائها".

وجددت حركة حماس دعوتها للأطراف الدولية كافة –التي امتنعت عن دعم الأونروا- للوقوف أمام مسؤولياتها تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة.

وأكدت حماس أن كل المحاولات التي تهدف لشطب أي عنوان من عناوين القضية الفلسطينية، سواء القدس أو النكبة أو الأرض، فإنها لن تؤدي إلا لاشتعال مزيد من الحرائق تجاه الأمن والسلم العالمي.

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام