أكد الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) "أبو عبيدة"، يوم الثلاثاء، أنّه وبعد 200 يوم من العدوان المجرم على القطاع لا يزال جيش الاحتلال عالقًا في رمال غزة بلا هدف ولا أفق ولا انتصار موهوم، مشّددًا على أنه لا تنازل بأي حال عن الحقوق الأساسية الإنسانية وعلى رأسها وقف العدوان وانسحاب الاحتلال وعودة النازحين وإعادة الإعمار ورفع الحصار.
وقال أبو عبيدة، في كلمة مصورة وفق متابعة وكالة "صفا":" 200 يوم منذ بدء معركة طوفان الأقصى التي بدأت بتدمير فرقة غزة في صباح السابع من أكتوبر الماضي وتسديد ضربة هي الأولى من نوعها في تاريخ الكيان، انتصارًا للأقصى وردًا على محاولة تدميره وطمس هويته".
وأضاف "لا يزال العدو المجرم وجيشه الهمجي يحاولون لملمة صورتهم منذ ذلك اليوم، لكنهم لا يحصلون إلا على المزيد من الخزي والعار وإساءة الوجه أمام بأس مقاومتنا وشعبنا"
وأشار إلى مقاومة غزة الراسخة رسوخ الجبال بعد 200 يوم من العدوان على القطاع، والتي تخرج من تحت كل رماد، ومن بين كل ركام، لافتًا إلى الضربات الموجعة التي تلقاها جيش الاحتلال في عملية الزنة في السابع والعشرين من رمضان شرقي خانيونس، وفي محاور خان يونس المختلفة، وكمين المغازي ومواجهات البريج وبيت حانون، ومن قبلها مقتله في جولاني بحي الشجاعية وفي كل محاور مدينة غزة وشمال القطاع، فضلًا عن عمليات القنص الاحترافية للضباط والجنود واصطياد الآليات وتدميرها.
وأكد أبو عبيدة "استمرار ضربات المقاومة لجيش الاحتلال والتي ستأخذ أشكالًا متجددة وتكتيكات متنوعة ومتناسبة طالما استمر عدوان الاحتلال أو تواجده على أي شبر من أرضنا".
ولفت أبو عبيدة إلى تعنت الاحتلال في القضايا الأساسية لشعبنا والتي تؤكد بأنّ حربه ليست سوى حرب إبادة ضد شعبنا بأكمله، إنجازها الوحيد هي التدمير وإدامة معاناة المدنيين وقتلهم والتنكيل بهم.
وأضاف "قد بات واضحًا وجليًا أن حكومة العدو تماطل وتتلكأ في الوصول إلى صفقة للتبادل وتحاول عرقلة جهود الوسطاء للوصول إلى وقف إطلاق النار، فهويريد كسب المزيد من الوقت لعله يطيل أمد هذه الحرب لشعوره بالعجز والفشل الاستراتيجي".
وشدّد الناطق باسم "القسام" على أنّ ربط حكومة الاحتلال ما يسمى بالانتصار في اجتياح رفح ما هي الا حلقة من حلقات الأكاذيب المتواصلة لهذا العدو الذي يحاول إيهام العالم بأنه قضى على غالبية الكتائب للقسام في قطاع غزة، وتبقت كتائب رفح، وذلك للهروب من حقيقة الفشل الكبير والعجز الذي ألمّ به.
وأوضح أنّ "تصرفات وجرائم العدو المتواصلة تدل على شعوره بالهزيمة والفشل وليس النصر أو ما يشبه النصر، فجيش يجعل كل تركيزه على قتل الأطفال وارتكاب المجازر بحق العائلات ومحاصرة المشافي وتجريف المقابر والانتقام من جثامين الشهداء وقنص المدنيين الأبرياء على بعد مئات الأمتار وقصف تجمعات المساعدات واغتيال أعضاء المنظمات الإغاثية الدولية واللجان التطوعية المحلية ما هو إلا جيش يشعر بالضعف والهزيمة والخيبة الكبيرة".
وأضاف "إنها رسالة مدوية لأمتنا ولكل حر في العالم بأن هذا العدو الذي سحقنا كبرياء جيشه في 60 دقيقة في السابع من أكتوبر لم يستطع خلال 200 يوم إلا أن يحقق الدمار والمجازر المروعة والإبادة الجماعية التي يتقنها أي جبان يمتلك طائراتٍ وقنابلَ فتاكةً".
وشدّد أبو عبيدة على أنّ جيش الاحتلال الهمجي حيثما بحث عن نصر أو إنجاز وفي أي بقعة من غزة، سيجد كتائب القسام في مواجهته من حيث لا يحتسب لتذكره بأنّ غزة باقية ومقاومتها متجذرة وهم الراحلون المنكسرون.
وبيّن أبو عبيدة أنّ "العلامة الفارقة في هذه المعركة هي صمود شعبنا ومقاومتنا التي أذهلت العدو والصديق رغم الإبادة والمحرقة النازية".
وتوجه أبو عبيدة إلى جمهور الاحتلال يسألهم عن شاؤول آرون؟ وهدار جولدن؟، ليجيب بأنّهم لا زالا في قبضة القسام منذ عشر سنوات لأنهم ليسوا من اهتمامات نتنياهو وزوجته ولا حكومته المتطرفة.
وبيّن أبو عبيدة لعائلات الأسرى الإسرائيليين أنّ سيناريو رون آراد، ربما يكون السيناريو الأكثر حظًا لأن يتكررمع أبنائهم في غزة.
وأضاف "ستدركون، لكن ربما بعد فوات الأوان أن حكومتكم الفاشية قد ارتكبت بحق أبنائكم كارثة ومأساة ستظل حاضرة لوقت طويل وستعانون منها كعائلات، بعد أن يكون نتنياهو قد انتهى من مناوراته السياسية والألعاب البائسة"، مشيرًا إلى أنّ الكرة في ملعب من يعنيه الأمر من جمهورالاحتلال ولكن في وقت حرج وضيق وخطير.
وأبرز أبو عبيدة آثار معركة طوفان الأقصى والتي كان أهمها هو استنهاض الأمة وتوحيد ساحاتها وجمع جبهاتها حول هدف واحد هو فلسطين والمسجد الأقصى.
وذكر أبو عبيدة أنّ الاحتلال سعى عبر عقود من الزمن إلى عزل القضية الفلسطينية والاستفراد بالقدس والأقصى لحسم الصراع وتهويد أحد أقدس مقدسات المسلمين، وكان التطبيع المقيت أحد وجوه هذا السعي.
"وإذ بطوفان الأقصى يقلب الطاولة على هذا العدو ويتحول إلى طوفان رفض ومقاومة له وطوفان غضب وكراهية عالمية لهذا الاحتلال المجرم النازي الذي ظهر على حقيقته متجرداً من كل مساحيق تجميله التي خدع بها العالم لعقود". يضيف أبو عبيدة.
وأشاد الناطق العسكري باسم "القسام" بكل جهد عسكري وشعبي انضم الى طوفان الأقصى وكان سببًا في إغاظة الاحتلال خصوصًا في جبهات القتال بلبنان واليمن والعراق.
ودعا أبو عبيدة كل جماهير أمتنا إلى تصعيد الفعل المقاوم بكل أشكاله وفي كل الساحات، موضحًا أنّ أهم جبهة للتحرك والتصعيد الميداني هي جبهة الضفة المحتلة التي هي خاصرة الاحتلال وخط المواجهة الأقرب الذي يغير كل المعادلات.
وبيّن أبو عبيدة أنّ "أهم الساحات العربية شعبيًا وجماهيريًا وأكثرها اشتعالا لنيران العدو هي الجماهير الأردنية العزيزة التي نوجه لها التحية وندعوها لتصعيد فعلها وإعلاء صوتها، فالأردن منا ونحن منه، وكذلك كل قطر من أرضنا العربية والإسلامية".
وتحدث أبو عبيدة عن عملية "الوعد الصادق" التي قامت بها الجمهورية الإسلامية في إيران والتي أصابت جيش الاحتلال وحكومته بالذعر وأربكت حساباته ومن ورائه.
وأضاف "راقبنا وندرك جيدًا متى تأثير هذا الرد وهذه الضربات، والتي تؤكد أنه قد مضى زمن الذي يضرب فيه هذا العدو دون حسيب أو يعتدي دون رد أو عقاب"
وختم "تحية يا أهلنا يا شعبنا العظيم، تحية لكم وأنتم تكسرون العدوان كل يوم بصمودكم وثباتكم على أرضكم،وإنّ مقاومتكم ستظل الأمينة على تضحياتكم وعلى عهد شهدائنا وجرحانا وأسرانا ما بقي فينا عرق ينبض. فنحن من شعبنا وهو منا، نحمل رايته وآماله ونشاركه الأمة وتضحياته التي ستثمر نصرًا وعزة".