بذريعة الأزمة المالية

بطريركية الروم الأرثوذكس تقرر إغلاق مدرسة مار متري بالقدس.. وشكوك حول الدوافع

القدس المحتلة - خــاص صفا

تفاجأ أهالي طلاب وطالبات مدرسة مارمتري الثانوية في باب الخليل بالبلدة القديمة بالقدس المحتلة بإعلان إغلاقها العام المقبل، بقرار من بطريركية الروم الأرثوذكس، بذريعة الأزمة المالية التي تعانيها المدرسة.

وأرسلت البطريركية كتابا لإدارة مدرسة مار متري تقول فيه: "قررنا إغلاق المدرسة بسبب التكلفة التشغيلية العالية والضغط المالي الكبير الذي تعانيه المدرسة، وقررنا تحويل مدرسة مار متري إلى مدرسة لصعوبات التعلم ابتداء من العام الدراسي 2025 \ 2026".

وطالبت جميع الأهالي تسديد أو برمجة المبالغ المستحقة عليهم، والعمل على نقل وتسجيل أبنائهم إلى مدارس أخرى للعام الدراسي القادم 2024\ 2025.

فيما نظم أهالي طلاب وطالبات مدرسة مار متري صباح يوم الثلاثاء، تظاهرة احتجاجية أمام مقر بطريركية الروم الأرثوذكس في باب الخليل بالبلدة القديمة بالقدس المحتلة، للمطالبة بوقف قرار إغلاق المدرسة.

وشارك في التظاهرة العشرات من الطلاب وذويهم، وممثلون عن لجنة أولياء الأمور والهيئة التدريسية، ورددوا هتافات منددة بقرار إغلاق المدرسة، وتؤكد على تمسكهم بإكمال الطلاب مسيرتهم التعليمية في هذه المدرسة التاريخية العريقة.

فيما استدعت البطريركية شرطة الاحتلال الإسرائيلي لقمع التظاهرة، ومنعت الأهالي من التواجد أمام مقر البطريركية والاحتجاج في المكان.

بدوره، ندد اتحاد لجان أولياء طلاب مدارس القدس بإغلاق مدرسة مار متري في باب الخليل بالبلدة القديمة بالقدس المحتلة، وتشريد أكثر من 350 طالبا وطالبة من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية.

وأكد الناطق الإعلامي باسم الاتحاد رمضان طه، في تصريح خاص لوكالة "صفا"، أن قرار إغلاق المدرسة بمثابة صدمة ليس فقط على صعيد أهالي الطلاب والإدارة والهيئة التدريسية، بل المجتمع المقدسي الذي يستهجن إغلاق صرح تعليمي عريق يخدم طلاب القدس".

وأوضح أن إغلاق مدرسة مار متري يأتي في إطار تجفيف التعليم في مدينة القدس المحتلة وأسرلته.

وقال: "نرى أن هناك ارتباطا وثيقا بين هذه الخطوة ومخططات بلدية القدس ووزارة المعارف التابعة للاحتلال".

وشدد طه على أن "هناك مخططات مشبوهة تأتي من وراء إغلاق مدرسة مارمتري، ليس لها علاقة بالأزمة المالية".

وأشار إلى أن إغلاق مدرسة مارمتري وتشريد الطواقم التعليمية والطلاب والطالبات، يسهم في تدمير المسيرة التعليمية للطلاب ومستقبلهم، ووظيفة العشرات من العاملين بالهيئة التدريسية.

وحذر طه من هذه الخطوة بالظروف الحالية، لما لها من أبعاد وتداعيات خطيرة تأتي في سياق تسريب البطريركية للأبنية والفنادق وغيرها، ولاسيما أن المدرسة قريبة من الفنادق المسربة للجمعيات الاستيطانية.

وناشد شرفاء القدس والمؤسسات بالتحرك السريع، لوقف إغلاق المدرسة وأي مخططات غير معلنة تهدد وجود المدرسة وفلسطينيتها، والعمل الجدي لمنع تسريب الأبنية داخل البلدة القديمة ومدينة القدس للاحتلال.

ولفت إلى أن الاتحاد يتابع الخطوات الاستنكارية لإغلاق المدرسة، وسيخاطب كافة الجهات المختصة والمسؤولين في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية والمجلس التنسيقي للتدخل السريع من أجل وضع حد لقرار إغلاق المدرسة، وإيجاد الحلول المناسبة.

من جهته، فند اتحاد لجان أولياء أمور طلاب مدارس القدس في بيان صدر عنه اليوم الزعم أن إغلاق المدرسة يأتي بسبب الأزمة المالية، ووصف إغلاقها بمثابة الكارثة، محملًا البطريركية مسؤولية هذا القرار أمام ما يخطط له بحق التعليم بالقدس.

ولفت الاتحاد إلى أن إغلاق المدرسة يأتي والمسيرة التعليمية بالقدس بأمس الحاجة لكل صف دراسي جديد، وليس إغلاق مدرسة تاريخية بحجم مار متري.

فيما طالب أهالي طلاب وطالبات مدرسة مارمتري في كتاب صدر عنهم اليوم وجهوه للجهات الرسمية والمسؤولة، اعتبار القرار الصادر بتاريخ 22\ 4 \ 2024 والمتضمن إغلاق المدرسة وتشريد طلبتها والمدرسة لاغيا، لأنه يمس بهذه المؤسسة العريقة ومجتمعها المقدسي، ويهدد الوجود العربي المسيحي الإسلامي في مدينة القدس.

وجاء بالكتاب "القرار الذي صدر بمثابة الصاعقة على إدارة المدرسة ومدرسيها والطلبة وأولياء الأمور، ويحمل في طياته أبعادا خطيرة".

ومدرسة مارمتري الثانوية تأسست في عام 1982 في البلدة القديمة بالقدس، وهي مدرسة ثانوية مختلطة، وتضم طلابا من الروضة حتى الصف الثاني عشر، وتقع ضمن مبنيين يتألف كل منهما من طابقين.

أ ج/م ق

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة