شارك آلاف الأتراك في مدينة أنطاليا بمسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، وتنديدًا بحرب الإبادة الجماعية التي ينفذها الكيان الإسرائيلي في قطاع غزة منذ 200 يوم.
ونظّم المسيرة، مساء الاثنين، تحالف من المنظمات المحلية والمنظمات الداعمة لفلسطين، وطافت وسط المدينة تحت شعار: "غزة حرة باسم الإنسانية".
وردد المشاركون هتافات مؤيدة المقاومة الفلسطينية، وأخرى مستنكرة الدعم الأمريكي لجرائم الكيان الإسرائيلي، ورفعوا أعلام تركيا وفلسطين ورايات حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وصورًا للمتحدث باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام "أبو عبيدة".
وعرض منظمو المسيرة مقطع فيديو يُظهر المجزرة التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، ومقاومة كتائب القسام وفصائل المقاومة.
وقال رئيس مقاطعة أنطاليا في حزب الهدى محمد شريف دورماز، في كلمة له خلال المسيرة، إن: "غزة ستكون على جدول أعمالنا إلى أن تتحرر، وتنتهي اعتداءات نظام الاحتلال ومجازره وأعمال الإبادة الجماعية".
وأضاف "لن نترك إخواننا المسلمين الفلسطينيين بمفردهم، وبمناسبة هذه المسيرة، نريد من جميع أبناء شعبنا أن يواصلوا مقاطعة النظام الصهيوني، وخاصة العلاقات التجارية".
أما الناطق الإعلامي باسم الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين هاني الدالي، فأكد، في كلمته خلال المسيرة أن أهالي القطاع يتعرضون لحرب إبادة.
وقال الدالي إن: "المستشفيات دمرت، وكل الأسلحة المحرمة دوليا استخدمت، وآلاف الأطنان من المتفجرات ألقيت على المدنيين، وانهارت المنظومات الخدمية والصحية كافة، ودمر الاحتلال مئات المساجد والمواقع التراثية والأثرية والمساجد التي بنيت في العصر التركي".
وتابع "إن مسجدكم الأقصى في خطر كبير، فوتيرة اقتحامات المستوطنين الاستفزازية للمسجد تصاعدت مؤخرا، وما زلنا وإياكم نشاهد تدنيس المستوطنين الصهاينة وجنود الاحتلال لباحاته كل يوم، في مسعى لتحويله إلى كنيس يهودي يؤدون فيه طقوسهم المزعومة، بهدف هدم الأقصى".
وأشار إلى أن "الاحتلال مستمر في معركة الاستيلاء على الضفة الغربية من خلال خطة ضمّها للكيان، وطرد شعبنا وتهجيره وتكثيف هجمات ميليشيات المستوطنين المسلحين على الفلسطينيين وممتلكاتهم وأراضيهم؛ باشراف مباشر من جيش الاحتلال وحكومته المتطرفة".
ولفت الدالي إلى أن "الأسرى في سجون الاحتلال لم يسلموا من جرائم الحكومة المتطرفة، إذ استشهد العشرات خلال الأشهر القليلة الماضية بفعل التعذيب والإهمال الطبي، منهم 16 أسيرا ارتقوا منذ السابع من أكتوبر الماضي حتى اليوم"..
وأردف "لقد اختلطت دماء الشعب الفلسطيني بدماء الشعب التركي في معارك تحرير القدس عبر التاريخ، وفي معركة تشناق قلعة، وقتل الصهاينة على بحر غزة المتضامنين من الشعب التركي على متن سفينة مافي مرمرة".
وأكد ضرورة انطلاق "أسطول الحرية التركي الثاني" فورًا لإنقاذ شعبنا الفلسطيني، داعيًا لمواصلة مقاطعة منتجات الاحتلال والشركات الداعمة له، وازعاج المصالح الإسرائيلية.
وشدد على أن "الشعب الفلسطيني ينتظر من إخوانه الأتراك إجراءات عملية لوقف الحرب والمجازر الدموية بحق النساء والأطفال".
وخاطب المشاركين في المسيرة بقوله: "مشاركتكم الفاعلة في نصرة وإسناد غزة والقدس واجب ديني وأخلاقي وإنساني، ويأمل شعبنا وأمتنا أن تستعيد تركيا العثمانية أمجادها من خلال تشكيل تحالف عربي إسلامي لنصرة غزة والقدس ووقف العدوان على شعبنا الفلسطيني".
واختتم مفتي أنطاليا نظيف فتحي يالتشينكايا المسيرة بالدعاء إلى فلسطين وقطاع غزة.