web site counter

رمضان لا مثيل له.. أنظار المسلمين في ميشيغان مشدودة إلى غزة

ميتشغان - صفا

لمعظم سنوات حياتها، كانت ياسمين حامد مسلمة تمارس شعائر الإسلام. لكنها وكما أوضحت، لم تكن ترتدي الحجاب في الأماكن العامة، ولم تكن ملتزمةً بالتعاليم الدينية التي تقضي بارتداء الحجاب في كافة الأوقات، بينما اقتصر ارتداؤها له حين الذهاب إلى المسجد.

في ضاحية ديترويت، عُرفت هذه الأم الأميركية الفلسطينية لـ4 أطفال بعملها الخيري في رعاية الأطفال الفلسطينيين المصابين بجروح خطيرة ممن يعيشون تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي.

لكن وبعد شن "إسرائيل" حربها على غزة وبدء تدفق الصور إلى شاشة هاتفها، وجدت ياسمين نفسها مصدومة من حجم العنف الذي لا يمكن تصوره، ووجدت نفسها أيضا منجذبة نحو الالتزام الديني للنساء الفلسطينيات اللواتي يواصلن ارتداء ملابس الصلاة الملطخة بالدماء -المعروفة باسم "إسدال" أو "ثوب الصلاة"- حتى في الليل، تحسبا لقتلهن أثناء نومهن.

وإذا كان حزن الفلسطينيات المحاصرات قد أحزن ياسمين، فإن نبلهن وصبرهن ألهماها إعادة تكريس نفسها، بالكامل، للعقيدة الإسلامية التي كانت تتمسك بها قليلا، لمعظم سنواتها الـ46. وهكذا، في اليوم الأول من شهر رمضان لهذا العام، ارتدت الحجاب الذي يرمز إلى إيمانها القوي بالإسلام وتضامنها مع أخواتها في غزة في الآن نفسه.

الآن، ومع اقتراب شهر رمضان من نهايته، واستمرار القنابل الإسرائيلية في قصف وقتل الفلسطينيين، أصبحت ياسمين تصلي بانتظام أكثر وبتفانٍ أكبر، وتأخذ حجابها بتلقائية كلما غادرت المنزل، تماما كما تأخذ حقيبتها.

وقالت للجزيرة في مقابلة أُجريت داخل منزلها في ديربورن: "في سياق أحداث غزة، بات الفرد منا يتساءل عن حتمية وفاته، لم أكن أريد أن أموت دون ارتداء الحجاب. عندما كنت أصغر سنا كنت أقول، سأكون أكثر تدينا عندما يتقدم بي السن. سأذهب إلى الحج عندما أكون أكبر سنا. سأرتدي الحجاب عندما أكون أكبر سنا، بينما أنا الآن أكبر سنا بالفعل".

يتشابه حال الكثير من مسلمي الولايات المتحدة مع ياسمين في تعاطيهم المختلف هذا العام مع شهر رمضان.

كان شهر العبادة بالنسبة لكثير من المسلمين هناك، وقتا للصيام والولائم والإحسان بالإضافة لأجواء احتفالية تصاحب هذا الشهر، لكنه اليوم بات أكثر ألما وحزنا منذ أن بدأ في 10 مارس/آذار الماضي، أي بعد مرور ما يقرب من 5 أشهر على بدء "إسرائيل" حربها على قطاع غزة.

كما أدى استشهاد أكثر من 33 ألفا و175 فلسطينيا وإصابة 75 ألفا و886 آخرين إلى تحويل أجواء رمضان المبهجة إلى أجواء أكثر روحانية وتفكيرا وتدبّرًا، حيث بات المسلمون في الولايات المتحدة يفكرون في علاقتهم بالله، وببعضهم البعض، وسط إبادة جماعية مروعة لم تقتصر في حجم تدميرها على قتل أسر بأكملها وإزالة مربعات سكنية من وجه المدينة.

لكن هذه الإبادة امتدت لتطال سلالات بأكملها حسب بعض التقديرات، مما يعني أنه لا يوجد ناجون يحملون اسم العائلة تلك.

يتجاوز سكان ديربورن العرب 50%، وهو أعلى معدل يتركز فيه المسلمون داخل الولايات المتحدة، وعادة ما تكون ديربورن خلية من النشاط خلال شهر رمضان، مع عشرات الآلاف الذين يحضرون المهرجانات ويتذوقون مجموعة متنوعة من المأكولات التي تحملها شاحنات الطعام التي تظل مشرعة أبوابها حتى الساعة 4 صباحا.

لكن الأمور لم تسِرْ على حالها المعتاد هذا العام. قررت 10 مساجد، على الأقل، في جميع أنحاء جنوب شرق ميشيغان إلغاء احتفالات عيد الفطر المبارك -مثل الوليمة التي تُنظم بنهاية شهر رمضان- بعد توجيهات من مجلس الأئمة في ميشيغان، تعبيرا عن تضامنهم مع غزة، والاكتفاء بأداء صلاة العيد وجمع التبرعات العينية والنقدية لغزة خلال العيد الذي يمتد يومين.

وإدراكا منهم للتجويع الممنهج الذي يتعرض له الفلسطينيون في غزة، يتخذ المسلمون خطوات عملية لتجنب إهدار الطعام، كما أنهم يمتنعون عن نشر صور وجباتهم الشهية على الإنترنت؛ وفي السياق ذاته، ألغت مدينة ديربورن هذا العام مهرجانها الشهير "ليالي رمضان في غرب مركز مدينة ديربورن".

وفي مقابلة مع الجزيرة، أوضح عمدة بلدية ديربورن عبد الله حمود: أن المدينة ألغت الاحتفال هذا العام لأن الأجواء التي تصاحب الاحتفالات لا تتناسب مع ما يجري في فلسطين.

وقال حمود "لا يوجد سبب يدفع المدينة لتنظيم هذا الحدث وخلق أجواء قد يجدها البعض غير ملائمة، أو أن الوقت ليس مناسبا لمثل هذه الاحتفالات، نظرا للحزن الذي يخيّم على العديد من عائلاتنا".

حدث الأمر ذاته في مهرجان السحور الرمضاني، وهو حدث خاص يديره الصيدلي المحلي حسن شامي، كان يستقطب ما بين 10 آلاف و15 ألف زائر في عطلة نهاية الأسبوع، كما جرت العادة في السنوات السابقة.

وقد ساعد هذا الحدث في جمع مئات الآلاف من الدولارات من التبرعات للجمعيات الخيرية الفلسطينية في الماضي. لكن شامي قرر إلغاءه هذا العام على اعتبار أنه "أمر غير مناسب".

وقال حمود إنه يواصل تشجيع السكان على ارتياد مطاعم المدينة التقليدية المحلية لتناول السحور في وقت متأخر من الليل، لكنه قال إن مزاج المدينة خلال شهر رمضان كان أكثر كآبة هذا العام، وإن جهود جمع التبرعات -في المساجد والكنائس والمنظمات الخيرية- أقوى.

وأضاف "إن غزة هي النقطة المحورية التي توجّه الحوارات، خاصة خلال شهر رمضان، كما أننا نرفع أيدينا باستمرار للدعاء لأهالي غزة، فهذا أفضل شيء يمكن أن نقدمه الآن، لأننا نعلم أن المساعدات الإنسانية قد تم تقييد دخولها".

وفي 22 مارس/آذار، جمعت مؤسسة "Heal Palestine" الخيرية آلاف الدولارات خلال وجبة إفطار لتوفير العلاج للأطفال في غزة. وقالت ياسمين حامد، التي تتطوع مع هذه المؤسسة الخيرية، إن المنظمين فعلوا هذا العام شيئا مختلفا: تعبئة بقايا الطعام في صناديق الوجبات الجاهزة لمنع الهدر.

وأضافت ياسمين التي قلصت حجم ما اعتادت طبخه خلال هذا الشهر، وقامت بإلغاء إقامة إفطار جماعي لعائلتها الممتدة "إن مشاهدة أهل غزة يتضورون جوعا، في حين لدينا هنا وفرة من الأطعمة ونرمي ما تبقى منها، أمر مؤلم للغاية".

وتابعت "بات هناك وعي متصاعد بألا ينشر أحد وجبة غدائه أو عشائه على وسائل التواصل الاجتماعي أو يتفاخر بها نظرا لحساسية هذه الممارسات في مثل هذه الأوقات بالتحديد".

وقالت ياسمين، وهي أم لابن مراهق من ذوي الاحتياجات الخاصة، إن صور الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يموتون في غزة لعدم حصولهم على الطعام تطاردها باستمرار.

وأضافت بينما الدموع تنهمر من عينيها "لا أستطيع تصوّر [ألمهم]". وفي حديثها عن آباء الأطفال هناك في غزة، قالت: "لا أعتقد أنني سأقوى على ما يصبرون عليه".

كانت مواقف السيارات في رابطة ميشيغان المتحدة الإسلامية، ويُطلق عليها اختصارا اسم (الأمة)، مكتظة طوال شهر رمضان. وبالمثل، وقف المصلون كتفا إلى كتف في صفوف تمتد على طول قاعة الصلاة في الطابق الثاني، وتمتد إلى عدة غرف متجاورة وصولا إلى الطابق السفلي.

وفي هذا السياق، قال الإمام محمد المسمري، إن شهر رمضان هذا العام "استثنائي"، حيث وصل عدد المشاركين في صلاة التراويح إلى ضعف عددهم العام الماضي تقريبا. وقد سمع الكثير من المصلين يشتكون من محدودية مواقف للسيارات في الخارج، وضيق المكان في الداخل.

وأوضح المسمري أن عدد الشباب الذين يرغبون في استكشاف الإسلام، بالإضافة للشباب المسلمين الذين عملوا على تعميق إيمانهم وفهمهم للدين، ازداد بمعدلات أعلى مما كانت عليه الحال في الأشهر القليلة الماضية، حيث اعتنق 5 أشخاص، على الأقل، الإسلام في "الأمة" خلال شهر رمضان.

وأضاف "أشعر أن غزة أحيت شيئا ما في قلوب الكثير من الناس. هذه هي المرة الأولى التي يفهم فيها الناس معنى الباطل، ومسؤوليتهم عندما يتعلق الأمر بالتمسك بالحقيقة ومدى الخداع الذي نراه في هذا العالم".

مع نهاية شهر رمضان يوم الثلاثاء، وبالتزامن مع مرور 6 أشهر على الحرب الإسرائيلية، فإن الجالية المسلمة في جنوب شرق ميشيغان تعمل على تخفيض حجم الفعاليات التي اعتادوا القيام بها خلال العيد، في الحدائق، وساحات الألعاب، التي تعج عادةً بالأطفال.

وقال قاسم عبد الله، أحد الأئمة في المركز الإسلامي الأميركي "لا يبدو أمرا ملائما أنهم يعانون بينما نحن نحتفل".

إضافة لذلك، ألغى المركز الإسلامي في ديترويت احتفالات عيد الفطر هذا العام، مع التركيز على الصلوات وجمع التبرعات. وقد شهد المسجد حضور ما يقرب من ألف مصلٍّ كل ليلة خلال رمضان، وهو ضعف عدد المصلين في السنوات الماضية.

وقال الإمام عمران صالحة من المركز الإسلامي للجزيرة إن المسجد يستقبل عادة عددا قليلا جدا من المعتنقين الجدد للإسلام في عام واحد، لكن العدد ازداد بشكل كبير منذ أكتوبر/تشرين الأول، وبلغ أكثر من 30 مسلما على مدى 6 أشهر، غالبيتهم اعتبروا أن غزة مثّلت السبب الرئيسي لقرارهم.

وأوضح صالحة أن كل فرد يتعرض لمحنة مروعة في حياته، وهو حدث قد يهزك وصولا إلى جوهرك، مما يدفعك إلى أن تعيد تقييم كل شيء حرفيا، ونحن جميعا نتعرض لهذه المحنة المروعة بسبب الإبادة الجماعية في غزة.

وكمثال على ذلك، يشير صالحة إلى أنه وقبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، كانت المسلسلات التلفزيونية واحدة من ملذاته. لكن هذه الحال توقفت فدعم هوليود الواسع لإسرائيل جعله يعيد تقييم خياراته، فهو فلسطيني لا يتعرض اليوم للموت والدمار اللذين يحدثان في غزة، وأن ذلك مردّه فقط بتقدير من الله.

من ناحية أخرى، قال صالحة إنه حريص على عدم التعميم، إذ يلاحظ أن هناك العديد من الفنانين -مثل فناني الراب "ماكلمور (Macklemore)" و"كهلاني (Kehlani)"- تضامنوا مع غزة، بالإضافة لعدد من مؤثري "تيك توك" مثل ميغان رايس التي أمسكت بالقرآن، وأعلنت إسلامها بعد قراءتها منه لمتابعيها.

يظهر الفلسطينيون في مقاطع فيديو يتم تداولها من غزة وهم يقتبسون من القرآن ويرددون الدعاء بينما يتعرضون لخسائر وظروف معيشية لا يمكن تصورها، مما يُظهر صمودهم وقوتهم بشكل مدهش.

ويستمر صالحة بالقول إن الناس بدؤوا يفتحون المصحف أكثر، وإن المسلمين يرون الآن رد فعل غير المسلمين تجاه القرآن ويقولون (أي المسلمين): "ألا أعرف قرآني؟".

دنيا عزيز (24 عاما) انضمت إلى مجموعة لقراءة القرآن في فبراير/شباط الماضي للدراسة مع مسلمات أخريات في ديربورن. نشأت دنيا في منزل مسلم، لكنها لم تكن مرتبطة بدينها حتى وقت قريب شاهدت فيه الفظائع التي تجري في غزة، وأحسَّت بمعاناة أحد أقاربها من مرض خطير.

وقالت "أنا أكثر اتساقا مع الصلوات، واشتريت مصحفا لأول مرة. لم أر أبدا كيف يبدو الأمر ولم أسمع لآياته حقا، ولم أكن أعرف موضوعه أو ما يقول".

وأضافت أن غزة ساعدتها بالإضافة لعدد لا يحصى من المسلمين الآخرين في الولايات المتحدة على الشعور بالقوة من خلال النضال والمصاعب.

وقالت للجزيرة "مجرد رؤية العالم كما هو، أنه ليس مكانا جيدا، وأصبح من المريح التفكير أن ثمة شيئا ما بعد هذه الحياة، وأن الدنيا ليست كل شيء. رؤيتهم في غزة يصلون طوال الوقت، لا تترك لنا عذرا لعدم الصلاة هنا".

اعتنقت مليكة باس الإسلام قبل أسبوع من بدء رمضان في "مركز الثبات"، وهي منظمة إسلامية تعد جزءا من "معهد المفتاح" في ولاية ميشيغان. وعبرت عن حماسها لاكتشاف معنى "المجتمع" كمسلمة جديدة، لكنها تشعر أيضا بالألم والحزن الذي يسودُ معظم تجمعات الإفطار والمحاضرات التي حضرتها.

وقالت "إن التفكير حول ما تمر به أولئك الأمهات أمر منهك. هو أمر منهك ولا يمكنك التوقف عن البكاء بمجرد رؤية ما يمرون به".

تقول باس إنها كأم، لا تستطيع تصوّر أو تحمّل ألم أمهات غزة، لكنها وجدت قليلاً من العزاء في آيات القرآن. إحدى الآيات التي أثّرت بها على وجه الخصوص هي "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" (سورة آل عمران/الآية 169).

استجاب الناس من مختلف الأديان في جميع أنحاء العالم لنداءات "الصيام مع غزة" خلال شهر رمضان تضامنًا مع الفلسطينيين الذين يعيشون تحت القصف والحصار والدمار. وألغت المساجد المناسبات التي اعتادت إقامتها، واستعاضت عنها بالتركيز على جمع التبرعات لغزة. كما أن مسلمي الولايات المتحدة يقولون إنهم لم يُظهروا الزينة المعتادة في منازلهم في ظل الحرب على غزة.

في الأسبوع الماضي في ولاية ويسكونسن، اختار ما يقرب من 50 ألف ناخب خيار "غير ملتزم"، كجزء من حملة متنامية في الولايات المتحدة، استخدم فيها المتظاهرون بطاقة الاقتراع للتعبير عن غضبهم واستيائهم من تعامل الرئيس الأميركي جو بايدن مع عدوان إسرائيل على غزة. وقد ألغى البيت الأبيض الأسبوع الماضي مأدبة الإفطار السنوية على إثر رفض ممثلي وقادة من الجالية المسلمة الأميركية تلبية تلك الدعوة.

وقال إدوارد أحمد ميتشل، نائب مدير مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، للجزيرة "رفضت الجالية المسلمة الأميركية في وقت مبكر جدا مشاركة الخبز مع البيت الأبيض الذي يمكّن الحكومة الإسرائيلية من تجويع الشعب الفلسطيني وذبحه في غزة".

أما سافانا فيلا التي تبلغ من العمر 25 عاما، والتي نشأت في منزل كاثوليكي في ديربورن فقد صامت لأول مرة هذا الشهر. وقد كان الصيام مألوفا لها، إذ إن صديقاتها وبعض أفراد أسرتها مسلمون ويمارسون الشعائر الإسلامية، وقد شاركتهم الصيام في وقت سابق، لكن رمضان هذا العام كان مختلفا بالنسبة لها.

وقالت "إن رؤية هذه الإبادة الجماعية يكشف أمام أعيننا، حرفيّا، أفظع مرحلة شهدها الكثير منا على الإطلاق. الصيام أصبح طريقا للتضامن مع أكثر من مليون فلسطيني يتعرضون الآن لخطر المجاعة".

وعملت فيلا أيضا على رفع منسوب الوعي من خلال منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي، كما انضمت إلى الاحتجاجات المحلية المناصرة لفلسطين، وحملات المقاطعة للمنتجات التي تدعم إسرائيل ماليا.

وقالت إنها على دراية منذ مدة طويلة بتاريخ الأراضي المحتلة، لكنها تشعر الآن بأنها ملزمة بالدفاع عن الفلسطينيين، خاصة أنها تعيش وسط العديد من الأميركيين العرب بالعاصمة ديترويت.

وأضافت "ليس من الصواب بالنسبة لي أن أكون جزءا من هذا المجتمع، وأحتفل بأعيادهم، وأتناول طعامهم، ولا أدافع عن الشعب الفلسطيني وألا أتحدث عنه أو أن أكون إلى جانبه".

لقد أظهر لها الصيام مدى قوة سكان غزة، حيث لا يزال بعض المسلمين يصومون على الرغم من ندرة توفر الطعام الذي يفطرون به. كما أن شمال غزة معرض لخطر المجاعة، وأكثر من 70% من سكانه يتعرضون لجوع كارثي، وفقا للأمم المتحدة.

وقالت فيلا إنها دائما ما كانت تواجه صعوبات مع دينها، لكن مشاهدة مقاطع الفيديو التي تخرج من غزة لأمهات وآباء محطمين، لكنهم مع ذلك يصرخون ويتضرعون إلى الله، أعادت إحياء شيء ما فيها.

"لقد وضعوا روحهم كلها، كل ثقتهم في الله، وهذا جعلني أعيد النظر في علاقتي مع الله، فقد كنتُ ألقي باللوم عليه في أشياء كثيرة وأدير له ظهري، ولكن بعد رؤيتي للآلاف والملايين من الفلسطينيين الذين يلجؤون إليه، وما زالوا يعتبرونه الأكثر جدارة بالتمجيد، فإن هذا دفعني للشعور بالإعجاب والإلهام".

وهناك ياسمين حامد، التي بدأت في ارتداء الحجاب في اليوم الأول من رمضان، وهي التي كانت معروفة في مجتمعها بالعمل مع صندوق إغاثة أطفال فلسطين في ديترويت منذ عقود وإدارة حسابات وسائل التواصل الاجتماعي لابنها إبراهيم الشهير على تيك توك، والمصاب بالشلل الدماغي.

وكجزء من عملها التطوعي، استضافت ياسمين في وقت سابق 4 أطفال فلسطينيين في منزلها أثناء سعيهم للعلاج الطبي في المستشفيات المحلية. وعلى الرغم من العدوان الجاري على غزة، استمرت في التواصل مع اثنين من الصبية الغزيين الذين استضافتهم خلال صيف 2017 ومرة أخرى في عام 2023 قبل بدء العدوان.

وفي مقابلتها مع الجزيرة، أبدت تعجبها من صمود الصبية، وقدرتهم على الفرح في أصعب الظروف. وقد شاهد أحد الصبية، واسمه معاذ، مؤخرا صورة لياسمين على فيسبوك وهي ترتدي حجابها.

قالت "لقد أرسل لي معاذ رسالة جميلة في ذلك اليوم، أخبرني كم هو سعيد لي وهنأني بما قمت به، هذا وهو يعيش في خيمة فوق منزل عمه، لأن منزله تعرض للقصف".

المصدر: الجزيرة 

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام