تخيّم أجواء الحزن على مدينة القدس المحتلة وتغيب مظاهر عيد الفطر هذا العام حزنًا على قطاع غزة الذي يشهد حرب إبادة جماعية يشنها الاحتلال الإسرائيلي، طالت البشر والحجر والشجر.
ويتلاحم الشعب الفلسطيني مع بعضه البعض، في الأحزان والمصائب والشدائد التي تواجهه.
ففي مدينة القدس، يعم الشارع المقدسي الحزن والألم بسبب هذه الحرب الهوجاء وما يقاسيه أهالي غزة والضفة الغربية من المعاناة في ظل استمرار الاحتلال بقصف المنازل والمستشفيات وارتقاء الشهداء وسقوط الجرحى المستمر طيلة أيام شهر رمضان المبارك.
ويؤكد المقدسيون أنه لا مكان للفرح في الاستعداد لاستقبال عيد الفطر، بل يأتي الحزن فاردًا جناحيه على المدينة، وتمتلىء القلوب بالألم على العائلات الثكلى من قطاع غزة، التي تفتقد إلى أبسط مقومات الحياة في الحصول على مسكنٍ جيد وطعام طازج وماء نقي ونوم خالي من أصوات المدافع والمتفجرات.
وعن استعدادات المقدسيين لاستقبال عيد الفطر المبارك، يقول المقدسي صلاح أبو قطيش إنّ هذا أصعب عيد يمرّ عليه طوال الـ74 عامًا من عمره، فهو لم يشهد طوال هذه السنوات حرب مجنونة كحرب الإبادة الحالية في القطاع.
وأكد، لوكالة "صفا" أنّه "ليس هناك بهجة وفرحة للعيد طالما هناك مجازر وإبادة لأهلنا في قطاع غزة"، مضيفًا "هذا أصعب عيد يمرّ على الشعب الفلسطيني والعربي، وإن شاء الله النصر قريب ".
كما بيّن المقدسي أحمد عوض من بيت صفافا أنّه لا يوجد أجواء للعيد في القدس، بسبب أحداث غزة التي ألقت بظلالها على المدينة المقدسة.
وأشار في حديث لوكالة "صفا" إلى أنّ الأسواق شبه خالية من الناس ولا يوجد أي مظاهر فرح لاستقبال العيد.
فيما عبرت ابتسام حجازي عن قهرها وحزنها على ما يجري بحق أهالي غزة، ونابلس وطولكرم، قائلة " لا يوجد فرحة بالقدس أبدًا لاستقبال العيد، والحزن في كل مكان"، متسائلةً: كيف سنفرح بأجواء العيد بينما لدينا شهداء وجرحى ومعتقلين؟
وأضافت ابتسام لوكالة "صفا": "لا يقتصر الحزن على غزة فقط، بل إنّ الأحزان تعم كل الوطن على أولادنا في غزة ونابلس والقدس وطولكرم".
وتمنت الحاجة ميسر طوخلي من البلدة القديمة أن تتوقف الهموم والأحزان، وتتحسن الأجواء في مدينة القدس وعموم فلسطين.
وقالت، لوكالة "صفا" " لا يوجد مكان للفرح بالقدس، طالما يعيش أهالي غزة والضفة بكرب وهم وتعب،".
من جانبها، أكدت ابتسام الشلودي أنه لا يوجد فرحة باستقبال عيد الفطر بأجوائه وطقوسه المعتادة ككل عام، وتقول "فمن الطبيعي الشعور مع معاناة أهلنا في غزة، لأننا أمة واحدة وجسد واحد".
وتذكر المقدسية رزان حمدالله لوكالة "صفا" أنّه لا يوجد أجواء للعيد في مدينة القدس، بسبب الأوضاع الصعبة التي يعانيها أهالينا في غزة، مضيفة "ربنا يفرجها علينا وعلى كل الشعب الفلسطيني".
أما المقدسية إم كفاح دعنا تلفت إلى أنه "لا يوجد أجواء للعيد بينما يعاني أهالي غزة، ويتعرضون للإبادة والدمار والجوع"، لافتةً إلى اضطرارها لشراء ملابس وأغراض العيد للأطفال فقط .
ويؤكد الفتى المقدسي عدي جاد الله، لوكالة "صفا" بأنّ العيد في هذا العام يختلف عن بقية الأعوام، لأن القدس حزينة والناس غير سعيدة باستقبال العيد، بسبب الحرب على غزة ".
ويضيف " ما يتعرض له أهالي غزة يشعرنا بالحزن والألم، فمن الطبيعي الشعور معهم في محنتهم، وإلغاء استعداداتنا لاستقبال عيد الفطر بالقدس، تضامنًا مع ما يتعرض له أطفال وأهالي غزة".