web site counter

هل هناك تغيّر حقيقي في الموقف الأمريكي من الحرب على غزة؟

واشنطن - خـاص صفا

تعالت مؤخرًا نبرة تصريحات الإدارة الأمريكية المنتقدة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب الإبادة الجماعية التي ينفذها في قطاع غزة، على غير عادة الموقف الرسمي الأمريكي طوال أشهر الحرب الستة.

وجاء التغيير في تصريحات الإدارة الأمريكية بعد "صفعات" داخلية وخارجية تلقاها الحزب الديمقراطي، الذي يمثله الرئيس جو بايدن في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الخامس من نوفمبر/ تشرين ثاني هذا العام.

وجاءت "الهزة" الداخلية لبايدن حين أعلن ناشطون مؤيدين لفلسطين داخل الحزب الديموقراطي عن حملة تدعو الناخبين إلى عدم التصويت للرئيس في الانتخابات التمهيدية بسبب موقفه من العدوان الإسرائيلي على غزة.

وشهدت الانتخابات التمهيدية للحزب في نيويورك تصويت 39 ألف ناخب ببطاقات اقتراع فارغة، أي نحو 12% من إجمالي عدد الأصوات؛ احتجاجًا على سياسة بايدن في غزة.

أما على صعيد الناخبين الأمريكيين؛ فأظهرت ثلاثة استطلاعات للرأي أجرتها مجلة "نيوزويك" الأمريكية تزايد الاستياء بشكل حاد من تصرف الرئيس بايدن تجاه العدوان على غزة.

وقالت المجلة إنّ 66% من الأمريكيين يُحمّلون بايدن مسؤولية الوضع الإنساني في غزة بدرجات متفاوتة، إذ إن 22% يرون أنه "مسؤول بشكل كبير" و21% أنه "مسؤول"، و23% أنه "مسؤول إلى حد ما".

ووسط هذه المتغيرات التي يمكن أن تؤثر على حظوظ الرئيس بايدن في ولاية ثانية، تدور تساؤلات عن حقيقة تغيّر الموقف الأمريكي من الحرب الإسرائيلية على غزة.

ويرى خبراء في الشأن الأمريكي أن الموقف الأمريكي الحالي "محاولة تكتيكية وإعلامية؛ لكسب الرأي العام الأمريكي وامتصاص الغضب الدولي"، خاصة مع الجرائم التي استهدف فيها الاحتلال ناشطين في الإغاثة الدولية.

"دواعٍ تكتيكية"

ويرجع الناشط في العلاقات الدولية والشؤون الأمريكية خالد ترعاني "التحوّل" الأمريكي، لدواعٍ تكتيكية داخلية، من أجل امتصاص الغضب إزاء سلوك الإدارة الداعم للحرب في ظل ما ترتكبه "إسرائيل" من حرب إبادة واستهداف شامل للمدنيين في القطاع.

ويذكر الترعاني، لوكالة "صفا"، أنّ "التبدل الحقيقي يتمثل في وقف أمريكا علاقتها مع إسرائيل وعدم اعتبارها علاقة عضوية".

ويشير إلى أنّ "إدارة بايدن تراهن على أنّ المجتمع قد يتناسى هذه الجرائم مع اقتراب موعد الانتخابات في نوفمبر المقبل".

أما الناشطة الفلسطينية خالدة أبو بكرية، فترى أنّ التراجع في الموقف الأمريكي يأتي في سياق التمادي الإسرائيلي بالجرائم، حتى وصل لاستهداف شخصيات إغاثية دولية.

وتقول أبو بكرية، لوكالة "صفا": "بالنسبة للفلسطينيين والعرب فإنهم سيمتنعون عن التصويت في الانتخابات الأمريكية".

وتؤكد أن"هذا الامتناع يثير قلق الديمقراطيين، الذي يحاولون ترويج فزاعة عودة دونالد ترامب للرئاسة".

"اقتراب التحول"

أما الأكاديمي والمحلل السياسي كمال هواش، فيعتقد أنّ "التحوّل في الموقف الأمريكي، لا ينفصل عن التحول الغربي بمجمله، نتيجة تصاعد الضغط الشعبي، الذي شهدته ولايات أمريكية وأخرى في بريطانيا وفرنسا ودول غربية عديدة".

ويضيف هواش، لوكالة "صفا"، "الجميع يطرح سؤالًا مهمًا، حول مستقبل الحرب، في ظل الجرائم والفظائع التي ارتكبت في غزة".

ويُرجح الأكاديمي "إمكانية حدوث تحول في الموقف الرسمي الأمريكي مع اقتراب إجراء الانتخابات في نوفمبر".

لكن هواش يشير إلى أن التحوّل حتى اليوم إعلامي فقط، طالما لم يرتبط باجراءات تمنع توريد السلاح لـ"إسرائيل".

ويلفت إلى أنّ الاستهداف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق، والذي سارعت واشنطن نفي علمها المسبق فيه، "رسم صورة مرتبكة لدى الإدارة الأمريكية حول سلوك بنيامين نتنياهو من الحرب".

ويرى الأكاديمي أن "الأمريكان لديهم حذر من توسع رقعة الزيت، لكن إسرائيل نفسها لا تعرف ما تريده في استهدافها العشوائي لمختلف الجبهات".

أ ج

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام