يترقب الفلسطينيون عيد الفطر هذا العام على وقع حرب إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة منذ نحو 6 أشهر، لم يوقفها قرار مجلس الأمن الدولي وأوامر محكمة العدل الدولية، ولا قدسية شهر رمضان عند المسلمين.
وانعكس الواقع المأساوي لسكان القطاع على أشقائهم في الضفة الغربية، الذين يرون أن بهجة العيد قتلت مع أول قطرة دم في غزة.
وبدت أسواق مدن رئيسية في الضفة الغربية في الأيام الأخيرة من شهر رمضان وقبيل عيد الفطر شبه فارغة من المتسوقين، وسط دعوات لجعل العيد مقتصرا على الطقوس الدينية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن "إسرائيل" حربا مدمرة على غزة خلّفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل "إسرائيل" الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي، يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية".
ونشر فلسطينيون في الضفة الغربية دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لجعل عيد الفطر هذا العام مقتصرا على الصلوات وزيارة الأرحام، واقتصار الضيافة على التمر والقهوة.
غياب البهجة
يقول الفلسطيني سامح نزال (67 عاما)، وهو يجلس على قارعة الطريق وسط رام الله"لا يوجد عيد، وكل من لديه ضمير لن يحتفل بالعيد بينما يقتل شعبنا في قطاع غزة".
وأضاف نزال للأناضول: "شعبنا ليس لهم إلا الله، فقد تآمرت علينا كل دول العالم، والعيد هذا العام سيقتصر على أداء الصلاة وزيارة الأرحام".
بدوره، يقول المسن الفلسطيني عيد كراجة (71 عاما) وهو من بلدة صفا قرب رام الله، "لا يوجد أي فرحة ما دام شعبنا يقتل في غزة، وتدمر البيوت، ويقتل الأطفال بفعل الحرب الإسرائيلية المتغطرسة".
وأضاف للأناضول بينما كان في أحد أسواق رام الله: نحن في الضفة شعب واحد مع غزة، نتكاتف معهم، وشعور الألم في قلب كل فلسطيني بالضفة.
وتابع: لا يوجد بهجة لرمضان والعيد هذا العام، والأوضاع صعبة للغاية، شلال من الدم ينزف في غزة، والناس دون ملبس ولا مأكل ولا منزل"، متسائلا بحرقة: أي عيد سيأتي؟
وأشار إلى أن الحال في الضفة هذا العيد كما في غزة، العيد سيقتصر على الصلوات وزيارة الأرحام.
وتضرع إلى الله "أن تتوقف حرب الإبادة المستمرة منذ 6 أشهر على شعب أعزل يقتل خلالها المدني، وتهدم البيوت والمستشفيات والمدارس وبيوت العبادة".
غياب كعك العيد
بدورها تقول الفلسطينية نجاة جبر، وهي من مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، أنها لم تشتر هذا العام مستلزمات العيد من ملابس وأحذية وغيرها.
وتضيف للأناضول: "سيغيب لأول مرة من بيوتنا كعك العيد تضامنا مع أهلنا في غزة، وتقتصر الضيافة على التمر والقهوة".
وعن العيد في السنوات السابقة، قالت جبر: "في كل عام تجتمع العائلة عشية العيد ونصنع كعك العيد وسط بهجة وسرور، حيث تسود أجواء من الفرح، لكن هذا العيد جاء مع غصة كبيرة، آلاف الشهداء والمصابين في غزة، بيوت دمرت، مدن باتت خرابا، ولا مكان للفرحة".
أسواق فارغة
وتبدو أسواق مدينة رام الله كما بقية مدن الضفة الغربية شبه فارغة من المتسوقين قبيل العيد.
ويقول التاجر مؤمن سليم، للأناضول: الأسواق فارغة، وأعداد المتسوقين قليلة جدا قياسا مع كل عام، حيث كانت الأسواق تعج بالناس ولا تجد موطئ قدم".
وأضاف: "لا توجد فرحة عيد جراء الحرب الإسرائيلية على غزة، بالإضافة إلى تصاعد التوتر في الضفة الغربية".
وفي متجر لبيع الحلويات المحلية في رام الله، يقول مالكه علاء عساف: "هناك عزوف كبير عن الحلويات هذا العام بصورة غير معهودة".
وأرجع ذلك إلى "استمرار حرب الإبادة في قطاع غزة".
ويحل عيد الفطر في أغلب الدول العربية والإسلامية يوم الأربعاء القادم، وسط توقعات بتقليص مظاهر الفرحة جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وبالتوازي مع حربه على غزة، يصعد جيش الاحتلال الإسرائيلي من عملياته في مدن وبلدات الضفة الغربية، من خلال الدهم والاعتقالات، ما أدى إلى مواجهات مع فلسطينيين أسفرت عن مئات القتلى والجرحى والمعتقلين الفلسطينيين.