web site counter

فقد 15 من أفراد عائلته

الصحفي موسى.. مجزرة إسرائيلية أغلقت أبواب الحياة في وجهه وفتحها "يامن"

رفح - أحلام عفانة - صفا

في الثامن عشر من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، انقلبت حياة الشاب محمد موسى رأسًا على عقب، إذ فقد 15 شخصًا من أفراد أسرته بقصف إسرائيلي استهدف المنزل الذي نزحوا إليه في دير البلح وسط قطاع غزة.

كان من بين من فقدهم محمد (29 عامًا) زوجته وطفله الذي لم يرَ النور بعد، ولم يتبق له سوى والده وأحد أبناء إخوانه الشهداء، وحتى اليوم لم يعرف سبب تعرض عائلته النازحة للقصف بشكل مفاجئ.

"كنت أتمنى أن أعيش بسلام أنا وعائلتي، وكنت أنتظر قدوم طفلي على أحرّ من الجمر، فزوجتي كانت في شهرها ما قبل الأخير"، يقول محمد بحزن لوكالة "صفا".

ورغم أن محمد وعائلته نزحوا من مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة إلى جنوب الوادي؛ تنفيذًا لمزاعم جيش الاحتلال بأنها مناطق آمنة، إلا أنه لم يسلم وعائلته من مجزرة أضيفت إلى الآلاف أمثالها.

ويضيف "عندما نزحنا من منازلنا إلى جنوب وادي غزة، كانت المعاناة صعبة للغاية، وعزّ علينا أن نترك منزلنا الذي كبرنا وترعرعنا فيه لمكان آخر دون أن نفهم شيئًا وإلى أين سنصل".

ومنذ جريمة الاحتلال بحق عائلة موسى، تتجدد يوميًا معاناة الثلاثة الذين بقوا على قيد الحياة، إذ عدا فقدان الأهل -الأمر لا يتخيله العقل- وفق الشاب، كان من أصعب الأمور التعامل النفسي مع الطفل "يامن"، ابن شقيقه، الذي فقد كامل أسرته.

بعد المجزرة، أقفلت الحياة أبوابها في وجه محمد -الذي يعمل مصورًا صحفيًا-، ويقول إن الحياة والموت أصبحا سواء، إلى أن عاد إلى وعيه مجددًا وقرر استئناف الحياة من جديدة.

ويتابع "نحن صحفيون، وإن تكاسلنا عن عملنا فلن تصل الرسالة؛ لذلك اتّخذت قراري بالعودة واستكمال عملي، كما يجب ألّا أفقد قوتي، مراعاة لنفسية والدي وابن أخي اللذين لم يعد لي في هذه الحياة سواهما، فهما سبب تعلقي بها حتى هذه اللحظة".

وبات محمد يستمد الأمل في الحياة من تعلّق "يامن" به بعد فقدانه والده ووالدته وإخوته، وأصبح يصطحبه معه إلى العمل، كي لا يكون وحيدًا".

أوضاع صعبة عاشها محمد برفقة والده و"يامن"، خاصة مع تعدد أماكن النزوح التي لجأوا إليها، ليستقروا في إحدى الخيم بمنطقة المواصي غربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

ويفتقد الناجون الثلاثة "لمة العائلة" في شهر رمضان المبارك، الذي أتى هذا العام حزينًا على غزة بفعل حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية.

ويختم محمد "رغم كل شيء لم نيأس ونستسلم للظروف والحرب التي خلقت مأساة لآلاف الأطفال والأهالي، وبصبرنا وصمودنا لن يكسر الاحتلال عزيمتنا وقوتنا ولن يحقق مراده".

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع في 7 أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 33 ألف مواطن، وأصيب أكثر من ٧٥ ألفًا، نحو ٧٠٪ منهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة، عدا عن تدمير نحو ثلثي المباني السكنية، والبنية التحتية والخدمية، والمنشآت الاقتصادية.

6_IMG-20240404-WA0046_watermark_الخميس_04042024_142435.jpg

5_IMG-20240404-WA0047_watermark_الخميس_04042024_142435.jpg

3_IMG-20240404-WA0050_watermark_الخميس_04042024_142434.jpg

2_IMG-20240404-WA0049_watermark_الخميس_04042024_142434.jpg

IMG-20240404-WA0068.jpg

أ ج/أ ع

/ تعليق عبر الفيس بوك