تسود حالة من البلبلة والخوف الشديدين، أوساط أهالي الطلبة المقدسيين في المدارس التابعة لبلدية الاحتلال الإسرائيلي، بسبب ما تتناقله وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا، حول استعدادات المدارس لحالة طوارئ لإمكانية تدهور الأوضاع لـ"حالة حرب".
ومن بين ما نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حول إمكانية حدوث حرب في الشمال، الدعوة لتحضير غرف الملاجئ في المدارس وتنظيفها وتجهيزها استعدادا لحالة الطوارئ، وتحضير حقائب إسعافات أولية تتناسب مع عدد الطلبة، إضافة إلى التحذير من انقطاع التيار الكهربائي، والتهيئة للعمل والتعلم عن بعد حال عدم التمكن من الدوام الوجاهي.
وتداول البعض منشورات تفيد بأن المدارس ستكون "مستضيفة" وستضطر لاستقبال طلاب من الشمال، في حال نزوح مستوطني تلك المناطق إلى الوسط والجنوب خاصة القدس، ووفق قولهم "تم تحديد عدد من المدارس كمراكز استيعاب للنازحين، وغالبيتها ثانوية".
وتصاعد الذعر بين أهالي طلبة مدارس بلدية الاحتلال بالقدس، عندما نشر عن "التنظيم قبل فترة الحرب للأمن والأمان" حسب التوزيعات التالية: مدارس المأمونية للبنات ومدرسة الراشدية ومدرسة دار الحكمة بالقدس يتم تحويلها إلى "ثلاجات لحفظ الجثث"، ومدرسة ابن خلدون والشاملة في بيت حنينا "ملاجئ" ومدرسة البسمة في بيت حنينا "ثكنة عسكرية".
من جهته، فند الناطق الإعلامي للاتحاد العام للجان أولياء أمور طلاب مدارس القدس رمضان طه، هذه الشائعات ونفى تبليغهم بأي معلومات حول هذا الموضوع.
وقال رمضان طه، في حديث خاص لوكالة "صفا": "حتى الآن لم تصلنا بخصوص هذا الأمر أي تعليمات أو معلومات من جهات رسمية خاصة بالتعليم مثل وزارة معارف الاحتلال وبلدية الاحتلال بالقدس"، مضيفا أن الجهة المختصة بالبلدية نشرت بيانات أول أمس، نفت فيها الشائعات "ونحن بدورنا ننفيها".
"ما نشر عبر وسائل التواصل من إشاعات هدفه إثارة البلبلة والخوف بين المواطنين في القدس، وربما على الصعيد الأوسع في مناطق الداخل الفلسطيني المحتل"، وفق قوله.
وحذر طه من التعامل مع الإشاعات المتناقلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدا ضرورة العمل على تقصي الحقائق.
وتابع "المصدر الحقيقي لتلقي هذه المعلومات هي الجهات المختصة فقط، وكل ما نشر لم يكن له مصدر رسمي موثوق".
وبيّن أن مدارس القدس تعليمية فقط، ولم تتحول إلى ملاجئ وثكنة عسكرية وثلاجات للموتى وغيره.
وفي حديثه لوكالة "صفا" أضاف طه أن "الموجود حاليا استعدادات من مدراء المدارس ووزارة معارف الاحتلال لمحاولة احتواء –في حال توسعت الحرب- أن يكون هناك التعليم عن بعد، حتى لا يخسر الطلاب العام الدراسي، ومن باب الاحتياطات كما حصل بفترة "كورونا".
وشدد طه على أن التعليم يسير في هذه المدارس بشكله الطبيعي، والطلاب ملتزمون في مقاعدهم الدراسية.
وأكد ضرورة "التعامل الحذر مع الذين يسعون لإثارة البلبلة في مجتمعنا وبث الرعب والخوف بين أولياء أمور الطلاب، فهناك نوع من الطابور الخامس الذين لديهم أهداف ومصالح خاصة بهذا الجانب، وهم ليسوا بالعنوان الصحيح ولا الرسمي".
ولفت طه إلى أنه في حال حصول أي جديد ووصول معلومات من الجهات الرسمية، فإن الشارع المقدسي سيطلع عليها بكامل تفاصيلها.
ونوه إلى وجود تعليمات مما تسمى "الجبهة الداخلية" للاحتلال قبل بدئه الحرب على غزة، بأخذ الحيطة والحذر من حدوث زلازل، "فهذا أيضا كان بحاجة إلى وجود فرق متخصصة في عملية الإنقاذ واحتواء المواطنين وتسهيل حياتهم في حالة حصول كوارث مثل الزلازل" وفق قوله.
وتطرق طه إلى أن حالة الحرب شأن ليس بيدنا وليس لنا سلطة فيه، مشيراً إلى أن "على المواطنين بكل الأحوال أن يكونوا مستعدين لكل حالات الطوارئ التي تحصل بالمنطقة في ظل التوتر العام الحاصل".
ويبلغ عدد مدارس بلدية الاحتلال في القدس 117 مدرسة، يتعلم فيها 46 ألف طالب وطالبة.