لم يستفق أهالي قطاع غزة من صدمتهم جراء المشاهد المأساوية التي خيمت على مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، جراء انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي منه بعد عمليات عسكرية استمرت أسبوعين، حولت أهم صرح طبي إلى أنقاض خاوية.
عدسة الأناضول رصدت مشهدا لطبيبة فلسطينية وهي تستغيث بالعرب والمسلمين، أمام المشهد المروع للدمار الذي حل بأحد أكبر المستشفيات في القطاع.
تلك الصرخات صاحبتها تساؤلات عميقة: "أين هم المسلمون والعرب في شهر رمضان، وهم يشاهدون ما يحدث في قطاع غزة؟.
مشاهد دمار وجثامين
وفور انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي، توجهت الطبيبة التي لم يتسن للأناضول الحصول على اسمها إلى المستشفى، بعد أن عملت فيه على مدار 15 عاما، لترى مشاهد الجثامين والخراب والحريق الذي تسبب به جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء توغله للمستشفى.
ولم تتخيل الطبيبة أن تشاهد مستشفى الشفاء، الذي تعتبره ركيزة أساسية في القطاع الصحي في غزة، بهذا الشكل المدمر الذي أصابه جراء آلة الحرب الإسرائيلية.
إما شهادة أو نصر قريب
وعلى أطلال مستشفى الشفاء، نادت تلك الطبيبة بأعلى صوتها، وهي تحاط بالمئات من الفلسطينيين، بأن الحرب مع "إسرائيل" إما "نصرٌ أو شهادة".
وتضرعت الطبيبة إلى الله أن "يرحم الشهداء ويشفي الجرحى والمرضى ويفك سراح الأسرى، وأن يُصبر أهالي الضحايا الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي".
كما حاولت ابنتها التي رافقتها إلى المستشفى، تهدئة روعها بكلماتٍ معبرة.
أمام هذه المشاهد المؤلمة، ظلت الطبيبة التي داوت المرضى والجرحى في تلك المستشفى، تصرخ وتقول "يا وجع قلبي"، وتستغيث بالعرب والمسلمين.
وبجانب الطبيبة، يبحث مئات الفلسطينيين الذين تملأ وجوههم علامات الحزن والأسى، عن ذويهم الذين كانوا في المستشفى.
وتحول مجمع الشفاء، الذي كان رمزًا للرعاية الصحية في قطاع غزة، إلى مكان خراب ودمار، حيث أتلفت الحرائق الأقسام والمباني، وأعمال الدمار الشامل أثرت سلبًا على البنية التحتية والخدمات الطبية في المنطقة، مما أثار حالة من الصدمة لدى السكان.
وفي وقت سابق الاثنين، انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل من داخل مجمع الشفاء الطبي والمناطق المحيطة به، مخلفا دمارا هائلا وكارثة إنسانية ارتكبها على مدار 14 يوما، فضلا عن إحراق وتدمير مباني المجمع ومعظم المنازل المحيطة به.
وفي السياق، أشارت حركة "حماس" في بيان، إلى "العثور على جثامين شهداء مقيّدي الأيدي دفنهم جيش الاحتلال الإسرائيلي أحياءً" ، ضمن "فظائع" ارتكبها خلال اقتحامه مستشفى الشفاء.
وهذه المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات إسرائيلية المستشفى منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين أول 2023، إذ اقتحمته في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني، بعد حصاره لمدة أسبوع، جرى خلالها تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعدات الطبية ومولد الكهرباء.
وتشن "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر الماضي، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".