بدأ لاري هيبرت، الطيار العامل في سلاح الجو بالجيش الأميركي، إضرابا عن الطعام -أمس الأحد- للفت الأنظار إلى أطفال قطاع غزة الجائعين بسبب الحرب.
وقالت منظمة قدامى المحاربين من أجل السلام، في منشور على منصة إكس، أمس الأحد، "اليوم، سيبدأ قائد القوات الجوية لاري هيبرت، وهو في الخدمة الفعلية، إضرابا عن الطعام لتسليط الضوء على محنة أطفال غزة الذين يتضورون جوعا".
وحصل هيبرت (26 عاما) على إجازة من وحدته التي يعمل بها من أجل المشاركة في المظاهرات الداعمة لغزة، والمنددة بالعدوان الإسرائيلي، وزيارة مكاتب نواب الكونغرس للضغط من أجل وقف تصدير الأسلحة لـ"إسرائيل".
وقال هيبرت: "لقد تأثرت كثيرا عندما شاهدت آرون بوشنل ينتحر أمام السفارة الإسرائيلية من أجل شعب غزة، وعلمت أن من واجبي رفع صوتي ضد تزويد الحكومة الأميركية لإسرائيل بالقنابل والصواريخ لارتكاب تلك الإبادة الجماعية"، وفق منشور آخر للمنظمة على منصة إكس.
وحظي هيبرت بتكريم خلال إحدى الفعاليات الداعمة لغزة، حيث أشاد الحضور بالطيار الأميركي وحرصه على إيصال صوته الرافض للعدوان.
وقال هيبرت خلال الحدث: "أنا في الخدمة الفعلية، وموجود في قاعدة روتا بإسبانيا، لكن منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ومنذ عرفت ما يحدث، كان الأمر يثقلني، ولم أستطع الاستمرار في الجيش والتواطؤ في ما يحدث، لذا قررت النزول للاحتجاج والتحدث علنا".
وحضر الاحتفال المؤرخ اليهودي الشهير نورمان فلنكيستاين متحدثا بقوله، "يعتبر قطاع غزة من أكثر الأماكن كثافة سكانية في العالم. وأكثر من ثلثي سكانها من اللاجئين، وأكثر من نصفهم تحت سن الـ18".
وأضاف، "منذ عام 2004، شنت إسرائيل 8 عمليات مدمرة على سكان غزة العزل إلى حد كبير. وقد لقي الآلاف حتفهم، وأصبح عشرات الآلاف بلا مأوى. وفي هذه الأثناء، قامت إسرائيل بإخضاع غزة لحصار غير قانوني لا يرحم".
وتابع "إن ما حل بغزة هو كارثة إنسانية من صنع الإنسان، وقد تفاقمت في السنوات التي تلت ذلك. منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان العالم يراقب برعب إسرائيل وهي تشدد حصارها، وتجوع السكان، وتدمر البنية التحتية المدنية الرئيسية".
ويوم 25 فبراير/شباط الماضي، أقدم الجندي بسلاح الجو الأميركي أرون بوشنل (25 سنة) على إشعال النار في نفسه أمام السفارة الإسرائيلية بالعاصمة الأميركية واشنطن، في إدانة واضحة لدعم إدارة الرئيس جو بايدن للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وكان الجندي الأميركي أعلن -عبر منصة للتواصل الاجتماعي قبل شروعه في إنهاء حياته حرقا- أنه على وشك تنفيذ "عمل احتجاجي" شديد القسوة، لافتا إلى أنه (العمل) لا يساوي في قسوته معاناة الفلسطينيين على يد الاحتلال، الذي تدعمه الطبقة الحاكمة الأميركية.
مضربون عن الطعام من أجل غزة
وفي ظل المجاعة التي يعيشها نحو مليوني شخص يعيشون في قطاع غزة، لم يجد بعض الناشطين والمتعاطفين حول العالم وسيلة للتعبير عن تضامنهم مع سكان غزة سوى الإضراب عن الطعام لدعمهم معنويا.
ففي 29 مارس/آذار الماضي، نفذت البروفيسورة الهولندية ثيا هيلهورست إضرابا عن الطعام أمام برلمان بلادها للفت الانتباه إلى الهجمات الإسرائيلية على غزة والمجاعة فيها.
وقررت هيلهورست، الأكاديمية في مجال المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار في المعهد الدولي للبحوث الاجتماعية بجامعة إيراسموس، ما سمتها "وقفة صيام من أجل غزة" في مدينة لاهاي لمدة 5 أيام.
وقالت هيلهورست إنها شعرت بخيبة أمل بسبب استقبال الحكومة الهولندية الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في البلاد في مثل هذه الظروف.
وأكدت هيلهورست أنها واجهت صعوبة في مواصلة حياتها الروتينية، و"لهذا السبب، خطر في بالي القيام بالإضراب عن الطعام من أجل غزة"، وفق الأكاديمية الهولندية.
وأردفت: "توقفت عن الأكل لرفع مستوى الوعي حول الجوع في غزة. في الواقع، لقد بدأت هذا العمل بمفردي، لكني تلقيت كثيرا من الدعم من زملائي منذ البداية. يأتي بعض الناس إلى جانبي للاحتجاج لمدة ساعة لدعمي، أعتقد أنه من المميز جدا أن نكون هنا، إنه عمل سلمي، يجذب الأشخاص الذين تلهمهم هذه الفكرة، لأننا جميعا نشعر بالعجز".
ومطلع مارس/آذار الماضي، بدأ برونو دونات (54 عاما)، وهو موظف كبير في الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ويحمل الجنسية الأميركية وجنسية موريشيوس، إضرابا عن الطعام دعما لأطفال غزة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بدأت مجموعة من أكثر من 20 شخصا اعتصاما وإضرابا عن الطعام أمام البيت الأبيض، بغية "إجبار" الرئيس الأميركي جو بايدن على مطالبة "إسرائيل" بوقف إطلاق النار على الفور.
وحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإن بعض المعتصمين التزموا بالامتناع عن الطعام لمدة 5 أيام احتجاجا على حرمان أهل غزة من الغذاء والدواء طيلة أسابيع، بينما التزم آخرون بفترة أقل، ومن بينهم الممثلة سينثيا نيكسون.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن الشاعر الياباني الشاب شيندو ماتسوشيتا (27 عاما) -الذي أصبح شخصية معروفة بالمسيرات الداعمة لقطاع غزة- إضرابه عن الطعام للمطالبة بوقف كامل لإطلاق النار وإنهاء المذبحة في غزة، وفق ما أفاد به موقع "ميديا بارت" الفرنسي.
وفي الشهر ذاته، دخل صحفي سويسري في إضراب عن الطعام تضامنا مع أطفال غزة معلنا مشاركته في فعاليات تضامنية بلافتة دوّن عليها أعداد الشهداء الأطفال.
ويوم 17 فبراير/شباط الماضي، بدأ نشطاء نرويجيون إضرابا مفتوحا عن الطعام أمام البرلمان النرويجي في العاصمة أوسلو تضامنا مع قطاع غزة.
ونصب المشاركون في الإضراب خيامهم في ظل درجات حرارة شديدة البرودة، مؤكدين أن إضرابهم رسالة من أوسلو بأن أحرار العالم يتضامنون بكل ما يستطيعون مع غزة وأهلها، ومع الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة.
وطالب النشطاء بوقف استيراد السلع والخدمات الإسرائيلية من المستوطنات الإسرائيلية، ووقف الاستثمارات النرويجية فيها.
المصدر : الجزيرة