web site counter

في يوم الجريح الفلسطيني

الجريح حنتولي.. أصابه الاحتلال بالشلل طفلًا ولاحقه شابًا ليجهز على كامل أطرافه

جنين - خــاص صفا

يجلس الشاب محمد حسام حنتولي (28 عامًا) على كرسيه المتحرك قرب منزله في مدينة جنين، شارد النظر، متأملاً المستقبل الذي ينتظره، بعدما أقعدته رصاصات إسرائيلية أصابت عموده الفقري، وهو في طريقه لمراجعة المستشفى الحكومي، جراء معاناته من شلل الأطفال، الذي تسبب الاحتلال بها أيضًا.

أصابه الاحتلال جَنيناً

بلسان متثاقل وهو يجلس على كرسيه المتحرك تحدث محمد عن معاناته المركّبة حيث يقول: "أثناء حَمل والدتي بي قبل 28 عاماً اندلعت مواجهات قرب منزلنا في حي حليمة السعدية شرق مدينة جنين، أطلق خلالها الاحتلال سيلاً غزيراً من القنابل المسيلة للدموع، ما تسبب باختناق والدتي ونقلها للمستشفى، لأخرج إلى الدنيا مصابًا بشلل الأطفال، نتيجة تعرضي لنقص في الأكسجين في تلك الحادثة، ونتج عنها قدمان نحيلتان بالكاد تحملاني وكفان معقوفتان للداخل".

يضيف محمد لوكالة "صفا" وهو يستجمع قواه للحديث: "لكنني عندما كبرت وتعايشت مع إصابتي والحمد لله، ولم أكن أشعر بفرق كبير بيني وبين زملائي، وبت أبحث عن مستقبل في العمل أسوة بهم".

القشة التي قَصمته

لكن مستقبل محمد لم يسر كما يريد، حيث يتذكر بألم ذلك اليوم العصيب الذي مر به قائلاً: "كان عندي مراجعة للمستشفى الحكومي بمدينة جنين، وصلت على مقربة من المستشفى الساعة التاسعة من صباح يوم الأربعاء الموافق (28/9/2022)، ولم يكن وقتها هناك أي مواجهات مع الاحتلال، لكنني شعرت أن رصاصتين أصابتاني في بطني فوقعت على الأرض، وفقدت الوعي"

وهنا يضيف شقيقه أشرف: "عرفت بإصابته من مجموعات التلغرام التي قالت إنه مصاب بجراح خطيرة جداً، وهناك من قال إنه استشهد".

ويتابع "توجهت مباشرة إلى المستشفى وما لبث أن أدخل محمد إلى غرفة العمليات لمدة أربع ساعات، وخرج الطبيب ليقول: الموضوع بيد الله وإصابته خطيرة جداً".

ويكمل أشرف "نقلناه إلى المستشفى الاستشاري بمدينة رام الله، وهناك مكث شهرًا كاملًا في العناية المكثفة لوجود قطع في الحبل الشوكي، ووجود فقرتين من عموده الفقري متهتكات، وتم استئصال أجزاء من أمعائه ومعدته".

مستقبل مبهم

ويزيد أشرف "خرج محمد من العناية المكثفة ومكث شهراً آخر في المستشفى، وعاد إلى جنين، وهو الآن بحاجة لعلاج وظيفي وطبيعي بمستشفى ابن سينا، لكننا في أيام الخميس والجمعة من كل أسبوع نعيد محمد إلى المنزل ليستحم ويعيش في أجواء الأسرة ويجلس في الشمس".

فيما يتحدث محمد حنتولي بحسرةٍ: "أعرف أنني لن أستطيع المشي ثانيةً، لقد ذهبت الأيام الجميلة للأسف.. أين حقوق الإنسان، أين من يحاسب هذا المحتل المجرم؟".

أما عن الاهتمام به فيقوا: "آزرني أهل الحي وأهل مدينتي واهتموا بي في أيام وجودي في المستشفى، وبعدها سينسوني لأواجه المستقبل بكل مرارته وحدي".

رعاية مفقودة

ويناشد أشرف الحكومة "ألا تنسى محمد، فمن الصعب على شاب في مقتبل العمر أن يكمل حياته على كرسي متحرك، لذلك أتمنى عليهم أن يساعدونا بتوفير أي علاج ممكن له، حتى يستعيد جزءاً من قدراته على الحركة".

ويُحيي الفلسطينيون في الثالث عشر من مارس كل عام يوم الجريح الفلسطيني الذي يعد شاهدًا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي.

ووفق مراكز رعاية الجريح الفلسطيني فإن عدد الجرحى منذ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام 1948 بلغ نحو مليون ونصف، وهي إحصائيات تؤكد بشاعة الاحتلال وانتهاكاته لكل الشرائع والقوانين الدولية باستخدامه القوة المفرطة والأسلحة المحرمة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.

 

ط أ

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام