أكد المتحدث باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) "أبو عبيدة"، مساء الجمعة، أنّ الأولوية لإنجاز صفقة تبادل للأسرى هي الالتزام التام بوقف العدوان على شعبنا بشكل كامل وما يترتب عليه من انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من القطاع وعودة النازحين وإعادة الإعمار.
وقال أبو عبيدة، في كلمة مصورة وفق متابعة وكالة "صفا" "إنّ هذه القضايا الأساسية والإنسانية لا تنازل عنها ولا يفيد ولا يهم شعبنا ومقاومتنا أية أطروحات لا تتضمن هذه المسلمات الإنسانية فلا شيء مقدم لدينا على تضميد جراح شعبنا الذي يتعرض للإبادة جراء تمسكه بحقوقه ودفاعه عن أرضه ومقدساته".
وأشار إلى أنّ حكومة الاحتلال تستخدم الخداع والمراوغة فيما يتعلق بملف مفاوضات التهدئة وتتسم بالتخبط والارتباك.
وأضاف "إنّ العقلية المريضة للصهيونية الإرهابية المتمثلة بالتجويع والتهجير والقتل والتدمير والترويع وحرق المكتبات وتدمير الآثار التاريخية والبنى التحتية والمؤسسات المدنية يطبقها جيش العدو بحذافيرها ويرتكب جرائم مروعة تضاهي ما يعرف بالمحرقة النازية بل تعدتها إلى حرب تجويع متعمدة يشاهد فيها العالم قتل الآباء الساعين الى قوت أبنائهم وتجويع الأطفال وقتلهم جوعا ومرضا في ابشع جريمة حرب غير مسبوقة".
وأكد أبو عبيدة أنّ "حرب التجويع التي يستخدمها الاحتلال ضد أهالي غزة، ألقت بظلالها على أسراه الذين يعيشون ذات المستوى من الجوع والحرمان الذي يعيشه أهل غزة ويعانون من نقص الغذاء والدواء".
وأشار أبو عبيدة إلى عددٍ من أسرى الاحتلال الإسرائيلي الذين يعانون من سوء التغذية والجفاف والهزال وبات المرض يهدد حياتهم.
وإلى عائلات الأسرى الإسرائيليين، قال أبو عبيدة: "إذا كانت عائلات هؤلاء الأسرى معنية بحياتهم فلتعلم أنّ حكومتهم ومجلس حربهم يتلاعب بحياة أبنائهم وتصر على استلامهم في توابيت فالكرة في ملعبهم لإنقاذ من يمكن إنقاذه منهم".
وبيّن أبو عبيدة "أنّ تباكي الإدارة الأمريكية على أعداد محدودة من أسرى الاحتلال أمام تجاهلها والمذابح والإبادة الجماعية والمحرقة التي يتعرض لها شعبنا فضلا عن تجاهلها آلاف الأسرى من أبناء شعبنا يؤكد إزدواجية معاييرها وعدم اكتراثها لا بحقوق إنسان ولا بقانون دولي مزعوم".
وأضاف "يقف شعبنا أمام عدوان أمريكي صهيوني غير مسبوق في التاريخ لتؤسس هذه المعركة مرحلة جديدة ليس على مستوى غزة وفلسطين بل على مستوى العالم مرحلة عنوانها أنّ الحق لا ينتزع إلا بالقوة والسلاح وأن على كل طالب حق أن لا ينتظر سرابا من قوى دولية تمرست على قهر الشعوب استعباد الأمم".
وشدّد أبو عبيدة على أنّ "معركة طوفان الأقصى جاءت ردًا على عدوان متواصل منذ عقود بلغ ذروته في محاولة تهويد المقدسات وهزم واستفزاز لمشاعر كل المسلمين"، لافتًا إلى أنّ "المجتمع الدولي وقوانينه مصممة لحماية الظلم والقهر والعدوان وعلى رأسها الإدارة الأمريكية".
وأضاف "أمام هذا الواقع وهذا العدوان فإننا في كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية حملنا روحنا على كفنا ولا نزال وأدركنا أن العدو الذي لا يفهم إلا لغة القوة لن يرضخه بيان ولا مؤتمر ولا تنديد ولا حتى قرار دولي".
وأكد المتحدث باسم "القسام" أنّ "مقاتلي الكتائب في كل مواقعهم وعقدهم يواصلون التصدي للعدوان في كل نقاط ومحاور المواجهة حيثما تواجد جيش الاحتلال"، مشيرًا إلى تنفيذهم "عددًا كبيرًا من العمليات النوعية أوقعت جيش الاحتلال في كمائن محكمة في مناطق القتال ففجرت آلياته ونفذت عمليات قنص لضباطه وجنوده وفجرت واستهدفت مبانٍ يتحصنون ودكت تحشداتهم بالقذائف".
وأكد أنّ "كتائب القسام لا يزال لديها الكثير وطالما استمر العدوان على أرضنا لن يفلح العدو في جلب الأمن لا لجمهوره ولا لجيشه المرتعد المرتبك قبل أن يعطي شعبنا حقه وينهي احتلاله لأرضنا ومقدساتنا".
وتابع "تصاعدت العربدة الصهيونية مع وصول أكثر حكومة تطرفا ونازية إلى سدة الحكم في الكيان كانت تخطط قبل السابع من أكتوبر لما تقوم به اليوم في غزة والضفة والقدس مستندة إلى إرث توراتي مزعوم يدعو علنا لحرق وقتل وتدمير الأمم الأخرى ومستقوية بعصابات للمغتصبين الصهاينة الذين بدأوا منذ زمن حربهم الدينية المقيتة ضد أقصانا وشعبنا ومقدساتنا وأرضنا".
وفي مطلع الشهر السادس من معركة طوفان الأقصى وعلى أعتاب شهر رمضان المبارك، بارك أبو عبيدة لشعبنا وأمّتنا الإسلامية قرب حلول شهر رمضان المبارك، شهر طاعات والجهاد والانتصارات.
وقال المتحدث باسم "القسام": "إن كان المسلمون في بقاع الدنيا يستعدون لاستقبال رمضان فقد قدمنا قربانا لله شلالًا من الدماء الزكية والأرواح الطاهرة".
وأضاف "أمام أمة المليارين عدو لا يهتم لقدسية مسجدهم الأقصى الذي يخططون للتضييق على أهله وطردهم وفرض القيود على التعبد فيه استمرارا للحرب الدينية المعلنة".
ودعا "أبو عبيدة" كل أبناء شعبنا بالضفة والقدس وفلسطين المحتلة عام 48 إلى النفير والزحف نحو المسجد الأقصى والرباط فيه وعدم السماح للاحتلال لفرض الوقائع على الأرض.
وأكد أن "الأقصى لنا وجزء من عقيدتنا ومن أجله انطلقت طوفان الأقصى ومن أجله قدم أهلنا كل ما يملكون، وإن من واجب كل حر أن يلتحم بتضحيات أهل غزة ومقاومتها وأن يفشل مخطط العدو بتقسيمه زمانيًا ومكانيًا وصولًا إلى هدمه وإقامة الهيكل المزعوم".
ودعا "أبو عبيدة" جماهير الأمة العربية والإسلامية في كل مكان لـ"إعلان النفير لمواجهة غطرسة الاحتلال في كل ميدان للقتال والمواجهة وفي كل ساحة للاحتجاج والتظاهر"، مضيفًا "ليكن شهر رمضان المبارك تصعيدًا لطوفان الأقصى في الساحات والجبهات داخل فلسطين وخارجها".
وختم "تحية لعاصمتنا المقدسة ولأقصانا الأسير وللمقاتلين من أمتنا الأبطال في كل الساحات والتحية الأرواح شهدائهم على طريق القدس وبطولاتهم في لبنان واليمن والعراق وكل جبهه تقاتل معنا".