في مساحة صغيرة قرب الحدود الفلسطينية المصرية، يستمتع أطفال نزحوا مع عائلاتهم من مناطق مختلفة في قطاع غزة، بفعاليات ترفيهية نظمتها طواقم الهلال الأحمر المصري في المخيمات المؤقتة التي أُقيمت في المنطقة، في محاولة للتخفيف من ويلات الحرب.
عدسة الأناضول، رصدت قيام طواقم الهلال الأحمر المصري باللعب مع الأطفال وعائلاتهم الذين فرّوا من الحرب الإسرائيلية في شمال قطاع غزة إلى مدينة رفح أقصى جنوب القطاع.
الفعاليات الترفيهية تضمنت لعب كرة الطائرة، والإمساك بالكرة، بالإضافة إلى الغناء، وشكلت مصدرًا للسعادة للأطفال وعائلاتهم الذين يعانون من ويلات الحرب منذ نحو 5 أشهر متواصلة.
أثناء مشاركتهم في الألعاب والأنشطة، علت وجوه على الأطفال وعائلاتهم ملامح نشاط وحماسة واضحين، ما يبرز حبهم الكبير للمرح والتفاعل الاجتماعي والحياة، رغم رائحة الموت التي تحيط بهم من كل جانب جراء آلة الحرب الإسرائيلية وسط عجز دولي عن إيقافها.
بينما تبذل الطواقم جهودًا مضنية في تقديم الدعم والرعاية للأطفال وعائلاتهم، حيث يعملون بجد لإدخال البهجة والسرور في قلوبهم وتخفيف معاناتهم الناجمة عن الظروف الصعبة.
ويخشى أهالي رفح من تنفيذ اجتياح إسرائيلي برّي للمدينة التي تستضيف مئات آلاف النازحين القادمين من مدينة غزة وشمال القطاع، إلى جانب سكانها.
وأثار القصف المتكرر للمدينة، خاصة خلال الأيام القليلة الماضية، مخاوف لدى النازحين من تنفيذ "إسرائيل" عملية مماثلة لتلك التي حدثت في مدينة غزة وشمال القطاع.
وليواصلوا حياتهم في ظل الحرب، أنشأ فلسطينيون نازحون مخيمات مؤقتة تضم خيامًا صنعت من أقمشة مهترئة ونايلون في مدينة رفح المكتظة بالنازحين.
هذه المخيمات رغم افتقارها لأبسط مقومات الحياة، تمثل ملاذًا مؤقتًا للعديد من الأسر التي نزحت جراء القصف، حيث يعيش السكان في ظروف صعبة تحت ظلالها أملا في تجنّب ويلات القصف الذي يستهدف المباني والمنازل في كل الأرجاء.
وفي تصريحات سابقة للأناضول، أكد مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة، أن "مدينة رفح تضم نحو مليون و300 ألف نسمة، يعيشون ظروفا صعبة جراء الحرب".
ومؤخرا، بحثت حكومة الحرب الإسرائيلية "الكابينت" خطة "إجلاء" الفلسطينيين من رفح في إطار الاستعداد لاجتياحها، رغم التحذيرات الدولية من أن خطوة كهذه قد تؤدي إلى مجازر بحق مئات آلاف النازحين الذين لا مكان آخر يذهبون إليه بعدما أجبروا على النزوح من كافة مناطق القطاع تحت وطأة الحرب المستعرة منذ أشهر.
يأتي ذلك بينما تشن "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".