ذكرت منظمة "قدامى المحاربين من أجل السلام" الأمريكية، الخميس، أن الجندي آرون بوشنل لم يستطع تحمل رؤية احتراق المزيد من الناس وتحولهم إلى رماد جراء القنابل الأمريكية التي تسقطها "إسرائيل" على رؤوس الفلسطينيين الأبرياء.
جاء ذلك بيان صادر عن المنظمة تعليقا على إضرام الجندي الأمريكي بوشنل النار في نفسه أمام السفارة الإسرائيلية بواشنطن، الاثنين الماضي، احتجاجا على ما يحدث من "إبادة جماعية" في غزة.
وأضافت: "بوشنل لم يستطع أن يتحمل رؤية المزيد من الناس يحترقون ويتحولون إلى رماد بسبب القنابل الأمريكية التي يسقطها الإسرائيليون على الفلسطينيين الأبرياء".
وشددت المنظمة في بيانها على أن بوشنل صرخ "فلسطين حرة" 6 مرات (بعد إضرام النار في نفسه)، مشيرة إلى تصويب أحد عناصر الشرطة السلاح عليه وهو يصرخ بتلك الكلمات.
وأردف البيان: "لماذا يفعل آرون شيئا متطرفا جدا؟ قد يتبادر إلى الأذهان المزيد من أسئلة كهذه، لكن ما قاله في ذلك الفيديو كان كافيا، فلم يعد بإمكانه أن يكون شريكا في الإبادة الجماعية".
وأضاف: "باعتبارنا محاربين قدامى، شهد الكثير منا معاناة الحرب، وهذا لا يفارق ذاكرتنا أبدا. نحن جميعا نعاني لأن حكومتنا تساعد وتحرض على قتل الأبرياء. ونسأل أنفسنا، ما أفضل شيء يمكننا القيام به؟".
وأوضح أن هذا الموقف "دفع بعضهم إلى الاطلاع على تاريخ فلسطين الذي تجاهلوه مدة طويلة، وآخرين للاتصال بالمسؤولين المنتخبين، وغيرهم للمشاركة في الاحتجاجات العامة، أو الإضراب عن الطعام، وإغلاق الطرق أو مكاتب الكونغرس والذهاب إلى السجن، لكن تلك الطرق لم تكن كافية على الإطلاق".
وشدد على أن "بعضهم قد يعتبر الإضراب عن الطعام أو التضحية بالنفس جنونا وإسرافا، لكن آخرين يرون ذلك مناسبا تماما لأن الفظائع التي يتم الاحتجاج عليها هي في حد ذاتها مجنونة وشائنة".
وأضاف البيان أن "قلة من الأشخاص المهتمين بشدة ستكون لديهم الشجاعة للإضراب عن الطعام أو القيام بما فعله آرون بوشنل".
وإلى جانب ما تم فعله من عمل واحتجاج على المجريات في غزة، طالبت المنظمة في بيانها بالقيام بمزيد من التحرك في هذا الإطار.
وأكد البيان في هذا الإطار ضرورة التضامن مع الأفراد الذين يشعرون بالألم والحزن جراء تصرفات الإدارة الأمريكية، والتأكيد لهم أنهم ليسوا وحدهم.
وأضاف أنه بالإمكان اتخاذ قرار بالذهاب إلى ما هو أبعد من مجرد الرد على "السياسات الوحشية.. فيمكننا على سبيل المثال، أن نطلق على صناع القرار السياسي لدينا وصف مشعلي الحرائق المجانين لأنهم يشعلون الحرائق في مختلف أنحاء العالم بسرعة أكبر من قدرتنا على إخمادها".
وأردف: "مسلحين بالامتيازات، يتلقى صناع السياسات أوامرهم من الذين يستفيدون من الموت والمعاناة. ونحن نعرف من هم هؤلاء: إنهم من يديرون شركات بوينغ، ورايثيون، وجنرال ديناميكس، وغيرهم من تجار الموت، والذين يمولون ما يفعله هؤلاء التجار".
وتابع: "لن يتمكن قسم الإطفاء لدينا أبدا من مواكبة مشعلي الحرائق الذين يعملون على نطاق عالمي، فلقد تأخرنا كثيرًا في تعلم مهارات الوقاية من الحرائق اللازمة لوقفها".
وأكد بيان المنظمة أن "قدامى المحاربين من أجل السلام يواصلون مكافحة الحرائق التي أوقدها مشعلو الحرائق المجانين".
وحذر قائلا: "ما لم نرفع دروع الحماية عن الشركات، سيستمرون في مراكمة القوة الاقتصادية والسياسية وإشعال الحرائق الكبيرة والصغيرة لحُكمنا".
يذكر أن وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون" وصفت وفاة بوشنل، بأنها "مأساة".
والاثنين، توجه بوشنل نحو مقر السفارة الإسرائيلية في واشنطن، ولدى وصوله سكب بنزينا على رأسه وأضرم النار في نفسه وهو يصرخ "الحرية لفلسطين" مرارا وتكرارا، حتى توقف عن التنفس، لتعلن شرطة واشنطن لاحقا مفارقته الحياة.
وقبيل إضرامه النار في نفسه، قال بوشنل أمام مقر السفارة: "سأنظم احتجاجا عنيفا للغاية الآن، لكن احتجاجي ليس كبيرا مقارنة بما يعيشه الفلسطينيون على أيدي محتليهم".
وأظهرت مشاهد على وسائل التواصل الاجتماعي، أحد أفراد شرطة السفارة يقول لبوشنل "هل يمكنني مساعدتك؟"، و"استلق على الأرض"، فيما يقول شرطي آخر: "نحتاج إلى مطفأة حريق وليس مسدسا".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن "إسرائيل" حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، وفق بيانات فلسطينية وأممية، الأمر الذي أدى إلى مثول "إسرائيل" أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".