web site counter

هكذا يتحدى سائقو شاحنات المساعدة لغزة الظروف الصعبة

رفح - صفا

في ظل حرب عنيفة وسلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، تتجمع الشاحنات المحملة بالمساعدات الإغاثية جنوب معبر رفح البري من الجانب المصري.

ينتظر سائقو الشاحنات بفارغ الصبر الحصول على إذن الدخول، لإيصال المساعدات إلى أهالي القطاع الذين نزحوا إلى مدينة رفح الفلسطينية جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

"يمر سائقو الشاحنات عبر معبر رفح بإجراءات تفتيشية دقيقة. بعد دخولهم إلى المعبر، يتجهون نحو العوجة للتفتيش بواسطة سلطات الاحتلال، وتصطف الشاحنات على سلسلة تضم حوالي 200 شاحنة ولا يسمح بدخول عدد أكبر من ذلك. وبعد الفحص والتفتيش، نعود من العوجة إلى رفح مرة أخرى للبدء في تفريغ المساعدات. وتكون كل هذه الخطوات بالتنسيق مع السلطات المصرية لضمان سلامة عبورنا".

ويصف الشاب الثلاثيني ظروف الانتظار قائلاً "أنتظر وزملائي في المنطقة التي أنشأتها السلطات المصرية بالقرب من معبر رفح، منعًا لتكدس الشاحنات في الطريق العام والطرق الفرعية، نسمع أصوات انفجارات الغارات الإسرائيلية التي تستهدف الجانب الفلسطيني حيث محافظة رفح، ونرى ألسنة اللهب وأعمدة الدخان تعلو للسماء".

ويستطرد "ننتظر منذ يومين موعد دخولنا لإفراغ حمولة الشاحنات بالجانب الفلسطيني، محملين برسائل الحب والإخاء من الشعب المصري لإخواننا في فلسطين، بجانب مساعدات تتنوع من شاحنة لأخرى بين مساعدات غذائية ومعلبات، وأغطية ومياه للشرب، وأكياس الأرز والدقيق'.

أحمد عبد العزيز علي (52 عاما) سائق شاحنة محملة بالمساعدات، قال إنه أتى من مسكنه في محافظة المنوفية متجها لمدينة السادس من أكتوبر غرب القاهرة، وجاء محملا بالمواد الغذائية المعلبة على أمل أن تصل لمستحقيها بأسرع وقت في كل محافظات قطاع غزة.

"أعيش كل حياتي في شاحنتي التي باتت بيتي المتنقل، على أمل إفراغ الشحنة والعودة إلى تحميل غيرها إن شاء الله"، هكذا وصف أحمد عبد العزيز حياته في وقت يتكاتف فيه الجميع محاولين إيصال المساعدات للشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت العدوان الإسرائيلي المستمر.

عشوائية في التفتيش

عند قدوم الليل، وانزواء أشعة الشمس عن مكان تجمع الشاحنات، يستعد السائق أحمد عبد العال (46 عاما) لتحضير وجبة ليتقاسمها هو ومرافقه مصطفى أبو الحسن (28 عاما)، يقول عبد العال بقسمات وجه غاضبة "نعاني عشوائية التفتيش وتعطلنا لعدة أيام عند منفذ العوجة حيث إجراءات إسرائيلية تعسفية لتفتيش الشاحنات".

يضيف 'دائما ما تكون عمليات التفتيش التي تجريها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الحواجز الحدودية عشوائية بشكل ملحوظ. يمكن أن تمتد هذه العمليات لعدة أيام، مما يزيد تعقيدات الإجراءات ومعاناتنا كسائقين'.

ويوضح عبد العال للجزيرة نت، أن السائقين يتعرضون في بعض الأحيان لنقص في الطعام الذي يحملونه، نتيجة لإطالة مدة التفتيش. ويتم منعهم من استخدام أسطوانات الغاز الصغيرة، كما يتم إبعادهم عن الشاحنات أثناء تفتيش سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مما يضطرهم إلى المبيت في العراء لفترات طويلة، ويزيد من صعوبة رحلتهم، حسب قوله.

"تحديات وأولويات"

"يسعى بعض سائقي الشاحنات لإيجاد طرق مبتكرة لترتيب حياتهم لتبدو طبيعية أكثر. وأثناء تجهيز الشاحنات بالمساعدات، يتم وضع جدول زمني يشمل فترات للاستراحة وتناول الطعام من قبل السائقين، حسب ما ذكر السائق هيثم محمد (35 عاما).

ويضيف محمد للجزيرة نت "نضع طعامنا في مخزن صغير مجهز بفرن صغير لتحضير الوجبات ملحقا بالشاحنة، ونحتفظ بمخزون من مواد البقالة الجافة والمعلبات. نعمل على تحضير وجباتنا بشكل يومي، وأحيانا يقدم لنا المتطوعون وجبات مطبوخة جاهزة، ويمدنا بعض أهالي شمال سيناء بالغذاء المطبوخ والنيء من منازلهم".

 

أما تامر الشرقاوي (48 عاما) سائق شاحنة تحمل مواد غذائية، فيواجه تحديات بالمنطقة الحدودية، حيث تكون شبكات الاتصالات منقطعة، مما يجبره على المشي كيلومترين للاتصال بأهله. ويرى السائقون أنهم في مهمة إنسانية، ويتحدون أي صعوبات تثنيهم عن تأدية هذا الدور.

"يتطلع السائقون جميعا لتحقيق حلمهم في تقديم المساعدات لأبناء غزة، مشيرين إلى أن الانتظار جزء لا يتجزأ من رحلتهم، وعليهم التحمل في سبيل إيصال المؤن للنازحين في كل محافظات القطاع المنكوب، حسب قولهم."

"وهناك بمنطقة اصطفاف شاحنات المساعدات، يتشارك السائقون تنظيم أعمالهم الحياتية اليومية، ويتعاونون فيما بينهم، وسط تحديات عشوائية التفتيش وطول فترات الانتظار، حاملين على عاتقهم أمانة إيصال المساعدات الغذائية لنازحين وقعوا بين فكي رحى الحرب والجوع، وباتوا يشكلون بقعة نور لآلاف العائلات في غزة."

(المصدر: الجزيرة)

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام