شدّد القيادي في حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) أسامة حمدان، مساء الإثنين، على أنّ مهاجمة مدينة رفح المكتظة بالنازحين "خطوة إجرامية"، لن تكون مدفوعةً إلا بِغاياتِ نتنياهو الشخصية، التي يسعى من خلالها إلى النجاة بنفسه والهروب من استحقاقات أي وقفٍ للعدوان.
وأكّد، خلال مؤتمر عقدته حماس في اليوم ال129 من العدوان، أنّ الحركة تخوض محادثات صعبة في مسارات متعدّدة، وتتعاطى بكل مسؤولية مع كل المبادرات والمساعي، التي تلبّي طموحات وتطلّعات أهلنا في قطاع غزَّة، من أجل وقف العدوان، وإنهاء الحصار، وتحقيق الإغاثة والإعمار وتحرير الأسرى في سجون العدو.
وأشار إلى أنّ مجرم الحرب نتنياهو يتوعّد بملاحقة المدنيين إلى مدينة رفح، التي بلغ عدد من فيها قرابة 1.4 مليون، رغم ادّعائه والإدارة الأمريكية أنَّ رفح "منطقة آمنة".
وطالب حمدان جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس الأمن الدولي إلى التحرك العاجل والجاد، للحيلولة دون ارتكاب الاحتلال لجرائم إبادة جماعية في مدينة رفح، وإلى لجم العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، ودعم حقّ شعبنا المشروع في الحرية والتخلّص من الاحتلال.
وتحدث حمدان عن استشهاد الطفلة هند مع أربعة من أفراد عائلتها، إضافة إلى المسعفَين الذين هَرَعَا لإنقاذ العائلة، مؤكدًا أنَّ هذه الجريمة المركّبة، لهي "وصمة عار لن يمحوها الزمن".
وأدان حمدان بأشد العبارات ما يتعرض له مدير مجمع الشفاء الطبي د.محمد أبو سلمية من قمع وتعذيب وتعمّد إهانته وإجباره على المشي على أطرافه، بسبب رفضه تسجيل فيديو يتهم المقاومة باستخدام مستشفى الشفاء كمقرّ عسكري.
وتوجه بالتحية إلى الطبيبة أميرة العسولي التي جازفت بحياتها أمام القناصة الإسرائيليّة لأجل إسعاف أحد الجرحى.
وجدّد حمدان دعوته إلى المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والمنظمات الدولية خصوصاً منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، لتحمّل مسؤولياتهم الإنسانية والقانونية والأخلاقية، والتدخل الفوري لحماية المستشفى ومرافقه، من الاستهداف الممنهج له.
وأشار حمدان إلى لقاء وفد الحركة في القاهرة مع الوسطاء المصريين والقطريين والذي تم فيه مناقشة ردّ الحركة على مقترح باريس، لافتًا أنّ تقدير الوسطاء كان بأنّ رد الحركة إيجابي ويفتح مجالًا للوصول إلى اتفاق.
وقال حمدان إنّ الحركة اطلعت على رد الاحتلال على اقتراح باريس ورأت بأنّ رد الاحتلال فيه تراجع عن المقترح نفسه ويضع شروطاً وعقبات لا تساعد في التوصل لاتفاق يحقق وقف العدوان على شعبنا،
وأضاف " رد الاحتلال على مقترح باريس لا يضمن حرية حركة السكان وعودة النازحين إلى بيوتهم وأماكن سكناهم، وانسحاب جيش الاحتلال من كامل أراضي قطاع غزة، ولم يتجاوب مع ضرورة فتح المعابر وحرية حركة المسافرين والجرحى"
وتابع" كما أنّ ما عرضه الاحتلال من معادلات لتبادل الأسرى تؤكّد أنَّه غير جاد في التوصل لصفقة تبادل.
وأكد حمدان "تمسّك الحركة بموقفها في وقف العدوان على شعبنا وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة وإغاثة شعبنا وعودة السكان الى مناطقهم، وإعادة الإعمار وفك الحصار عن قطاع غزَّة وإنجاز تبادل الأسرى".
وبيّن حمدان أنّ سلوك نتنياهو ومواقفه تؤكّد أنَّه مستمرٌ في سياسة المراوغة والمماطلة، وغير معني بالوصول لاتفاق، ويحاول إطالة أمد الحرب، وكسب الوقت لحسابات شخصية تتعلق بمستقبله السياسي.
وفيما يتعلق بزعم الاحتلال الوصول إلى أسيرين إسرائيليين برفح وتحريرهما، أكد حمدان أنّ "المقاومة هي مصدر المعلومة الموثقة والقول الفصل هو ما ستعلن عنه".
وأضاف" إنَّ احتفاءَ الاحتلال بالوصول إلى أسيرين متواجدين في شقة سكنية –حسب روايته- بعد 128 يومًا من العدوان، وعبر عملية أمنيّة معقدة وعسكريّة حسب وصفه، هو محاولة مفضوحة لرفع الروح المعنوية المنهارة لجيش الاحتلال وجنوده، في ظل الفشل الكبير في تحقيق أي من أهدافهم".
ولفت إلى أنّه وبعد أكثر من أربعة أشهر متواصلة من العدوان، لا يزال 134 أسيرًا بحوزة المقاومة لهو إنجاز بحد ذاته.
وحمّل حمدان الإدارة الأمريكية ورئيسها بايدن المسؤولية الكاملة عن استمرار حرب الإبادة الجماعية، داعيًّا محكمة العدل الدولية إلى توثيق هذه الجرائم والمجازر والانتهاكات الفظيعة، والعمل على اعتماد قرار بوقف هذه الحرب واتخاذ كافة الإجراءات لوقف هذه الجرائم المروّعة.
وحيّا "المقاومة في لبنان واليمن والعراق الذين يشاركون شعبنا الفلسطيني ملحمة طوفان الأقصى، ونترحّم على شهدائهم، ونحمّل الإدارة الأمريكية مسؤولية تداعيات ونتائج التصعيد في المنطقة التي لن تعرف استقراراً إلاّ بوقف كامل للعدوان الصهيوني عن قطاع غزَّة".