اختتمت مسيرة مناصرة لفلسطين، الخميس، أمام مقار الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، بعدما انطلقت من العاصمة الفرنسية باريس يوم 20 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وتأتي المسيرة استجابة لدعوة مجموعة تطلق على نفسها اسم "دعونا نسير من أجل فلسطين"، ووصلت محطتها الأخيرة بروكسل الخميس، بعد سلسلة محطات في طريقها من باريس إلى بروكسل.
وهتف المتظاهرون أمام مبنى مجلس الاتحاد الأوروبي في ميدان شومان بشعارات من قبيل "فلسطين حرة" و"إسرائيل تقتل الأطفال الفلسطينيين" و"أوقفوا الإبادة الجماعية" و"عاش نضال الشعب الفلسطيني".
وطالب المتظاهرون زعماء الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية على "إسرائيل" والإفراج عن السجناء الفلسطينيين في سجونها.
وفي حديث للأناضول، قال عمر السومي أحد منظمي الفعالية، إن مسيرتهم أمام مؤسسات الاتحاد الأوروبي تحمل أهمية كبيرة، نظرا لتزامنها مع اجتماع قادة دول الاتحاد في بروكسل.
وأضاف أنه "من المحتمل أن قادة دول الاتحاد الأوروبي يبحثون الآن قضايا مهمة وأشياء مثيرة للاهتمام، ولكنهم لا يناقشون الوضع الخطير في فلسطين والإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" في غزة".
وعن مطالب المسيرة، قال السومي إن المشاركين في المسيرة يطالبون الاتحاد الأوروبي بإدانة "إسرائيل" وفرض عقوبات عليها لأن التكتل "يحمل على عاتقه مسؤولية صريحة تتمثل بوقف هذه الإبادة والاتفاقيات التجارية مع "إسرائيل" وضمان وقف إطلاق النار بأقرب وقت".
وأضاف: "أبناء شعبنا يموتون جوعا، فالجوع والقصف يتواصلان، والآن نطالب الاتحاد الأوروبي بالتوقف عن شراكة "إسرائيل" في جرائمها".
من جانبه، قال إلياس دي إمزالين للأناضول، إن المسيرة جاءت لتأكيد الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ضد دعم حكومات دول الاتحاد الأوروبي "الإبادة الجماعية" في غزة.
وأضاف أن "إسرائيل دولة أبارتايد (فصل عنصري) والآن ترتكب الإبادة الجماعية، ولكن بمشيئة الله فلسطين ستغدو حرة أبية".
بدروه، قال فابيان مينسارت (69 عاما) وهو من سكان بروكسل، للأناضول، إن لديه 3 أحفاد، مبينا أن أسرته لطالما دعمت حق الشعب الفلسطيني منذ نعومة أظفاره.
وأعرب عن شعوره بالاشمئزاز مما شاهده من مجازر وانتهاكات بحق الفلسطينيين، قائلا: "هذه فضيحة، وأشعر بالصدمة عندما أرى ماذا تسمح به الدول الغربية".
وشدد على أنه لا يمكن توصيف ما يجري في غزة إلا بـ"الإبادة الجماعية".
في السياق، شارك عضو البرلمان الأوروبي عن أيرلندا ميك والاس في المسيرة الداعمة للفلسطينيين أمام مقار الاتحاد الأوروبي.
وفي كلمة ألقاها في الساحة مع المتظاهرين قال والاس إن أعضاء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا صامتون تماما عما يجري في غزة.
وأكد أن تلك البلدان لا تدعو حتى إلى وقف إطلاق النار في غزة، ويريدون وقف إطلاق نار يتوافق مع شروط "إسرائيل".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى الخميس "27 ألفا و19 شهيدا و66 ألفا و139 مصابا، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، حسب الأمم المتحدة.