توالت المواقف المنددة بانعقاد مؤتمر في القدس لوزراء "إسرائيليين" وجماعات يمينية متطرفة لتشجيع تهجير الفلسطينيين، وإعادة بناء مستوطنات في قطاع غزة.
ومساء الأحد، نظم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، مؤتمرًا بعنوان "مؤتمر النصر" بمدينة القدس، للترويج لإعادة الاستيطان في قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، بمشاركة وزراء ونواب كنيست (البرلمان)، وفق صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية الإثنين: إن "باريس تندد بانعقاد مؤتمر أمس الأحد في القدس يروج لإقامة مستوطنات إسرائيلية في غزة".
وأضاف المتحدث: "تنتظر فرنسا من السلطات الإسرائيلية أن تندد بوضوح بهذه الأفعال".
من جانبه، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية سيباستيان فيشر، في تصريح صحافي أن مشاركة عدد من وزراء الحكومة الإسرائيلية في المؤتمر والخطابات التي ألقيت خلاله "غير مقبولة".
إدانات غربية للمؤتمر
وأضاف أن "بلاده تدين، بأشد العبارات الممكنة، مشاركة أجزاء من الحكومة الإسرائيلية في مؤتمر يشجع على إعادة توطين الفلسطينيين، وترفض بوضوح التصريحات التي تم الإدلاء بها هناك".
وشدد المسؤول الألماني على أن "مثل هذه الاعتبارات المتعلقة بطرد السكان الفلسطينيين من غزة وإعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية هناك غير مقبولة على الإطلاق، فهي تساهم في تفاقم الوضع في الصراع الحالي، وتنتهك القانون الدولي بشكل واضح".
بدوره، وصف البيت الأبيض التصريحات الإسرائيلية عن إعادة استيطان غزة بأنها متهورة وتحريضية.
في المقابل، دافع حزب "الليكود" اليميني الذي يقوده رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين، عن مشاركة وزراء منه في المؤتمر.
وقال الحزب عبر منصة "إكس": "حتى لو كان هناك من لا يحب ذلك، فإن الليكود حركة ديمقراطية، وفي دولة إسرائيل يتمتع الجميع بحرية التعبير، بما في ذلك الجناح اليميني".
وأضاف: "أوضح رئيس الوزراء نتنياهو بالفعل أن القرارات الحاسمة يتم اتخاذها في المجلس الوزاري المصغّر والحكومة".
كيف تخطط "إسرائيل" لإعادة الاستيطان في غزة؟
وينص المخطط الذي تم استعراضه خلال المؤتمر الذي نظمه حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف على إقامة بؤر استيطانية في قطاع غزة، تشمل وحدة استيطانية تدعى "يشي" وهي كلمة مختصرة لمصطلح "قبائل إسرائيل المتحدة" باللغة العبرية، على أن تقام على مشارف مدينة بيت حانون، شمالي قطاع غزة.
هذا بالإضافة إلى مستوطنة "ماعوز" في الساحل الجنوبي لقطاع غزة، ومستوطنة "شعاري حيفل غزة" في خانيونس، ونواة مخصصة للمستوطنين الحريديين تسمى "حيسد لألفيم" في جنوب رفح.
وتأتي الخطة التي طرحها اليمين بالمؤتمر في ظل حديث القيادة العسكرية والسياسية في "إسرائيل" عن ضرورة إقامة منطقة عازلة داخل قطاع غزة على طول الحدود، وهو ما يعني فعليًا إعادة احتلال القطاع.
من جهته، انتقد زعيم المعارضة في "إسرائيل" يائير لبيد المؤتمر، معتبرًا أنه يسبب ضررًا دوليًا "لإسرائيل"، ويعرض جنود الجيش للخطر، كما سيلحق الضرر بصفقة تبادل أسرى محتملة.
وهي نفس الانتقادات التي وجهها عضو مجلس الحرب بيني غانتس.
في المقابل قالت حركة حماس، إن المؤتمر يكشف النوايا المبيتة لتطبيق جريمة التهجير والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني
ويعكس المؤتمر، بحسب بيان للحركة، استخفاف الاحتلال بالقوانين والقرارات الدولية، وبقرارات محكمة العدل الدولية الأخيرة التي طالبته باتخاذ كافة التدابير لوقف الإبادة الجماعية في غزة.
بدورها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية "بأشد العبارات الاجتماع الاستيطاني الذي عقد في القدس تحت شعار عودة الاستيطان لقطاع غزة وشمال الضفة الغربية المحتلة"، وقالت إنه يعكس توجهات اليمين الإسرائيلي "لتفجير المنطقة".
وفي 11 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عقدت 15 منظمة "إسرائيلية" مؤتمرًا من أجل التجهيز لمشاريع "الاستيطان في غزة"، في حال تمكن الجيش من بسط سيطرته على القطاع، بينما فتحت شركة "إسرائيلية" للمقاولات والتسويق العقاري بالفعل باب الحجز لوحدات سكنية فيه، وفق ما كشفه إعلام عبري آنذاك.
المصادر: العربي