أعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، الاثنين، أن بلاده ستواصل دعمها لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في الشرق الأدنى.
وبهذه الخطوة، انضمت إسبانيا إلى دول أخرى، مثل أيرلندا والنرويج، التي قالت إنها "لن تقطع المساعدات" لكنها رحبت بإجراء تحقيق بمزاعم إسرائيلية عن مشاركة بعض موظفي الوكالة بعملية حماس (طوفان الأقصى).
ومنذ الجمعة، علقت 12 دولة تمويل الوكالة الأممية "مؤقتا"، إثر مزاعم إسرائيلية بمشاركة 12 من موظفي "أونروا" في عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حماس على مستوطنات إسرائيلية محاذية لقطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين أول 2023.
وهذه الدول هي الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وألمانيا وهولندا وفرنسا وسويسرا واليابان والنمسا.
وخلال اجتماع للجنة البرلمانية، وصف ألباريس الوكالة الأممية بأنها "لا غنى عنها"، قائلاً إن التمويل يساعد على "تخفيف الوضع الإنساني الرهيب في قطاع غزة".
وأضاف وزير الخارجية الإسباني أن "بلاده ستتابع التحقيق الداخلي للوكالة عن كثب".
واستطرد أن "التحقيق ينظر في أفعال حوالي 10 أشخاص من بين 30 ألف موظف في الأونروا".
وأكد ألباريس أن "بلاده ضاعفت تمويلها لفلسطين 3 مرات في الأشهر الأخيرة إلى حوالي 50 مليون يورو (54 مليون دولار)، بما في ذلك تمويل الأونروا".
وأفاد وزير الخارجية الاسباني بأن بلاده تؤيد الحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية الجمعة والذي يدعو "إسرائيل" إلى منع الإبادة الجماعية، قائلاً "إننا نحث على الامتثال الكامل لهذه الجملة من قبل جميع الأطراف.
وأضاف: "نطالب بوقف عاجل لإطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية إلى غزة".
وحذر ألباريس من أن "العنف في "إسرائيل" وفلسطين يمكن أن يمتد إلى الدول المجاورة، الأمر الذي يمكن أن يكون له آثار مدمرة على تلك البلدان، وعلى منطقة البحر الأبيض المتوسط بأكملها، والتي تشمل بالطبع إسبانيا".
وتواصل الحكومة الإسبانية الضغط من أجل عقد مؤتمر دولي للسلام، والذي من شأنه، في الواقع، أن يشهد اعتراف المجتمع الدولي بأكمله بدولة فلسطينية "قابلة للحياة"، وقال ألباريس إن 88 دولة تؤيد هذه الفكرة الآن.
واختتم وزير الخارجية الإسباني حديثه بالقول: "لن نستسلم لرؤية المزيد من النساء والرجال والأطفال الأبرياء يقتلون في غزة والمزيد من معاناة الأسر الفلسطينية، يجب أن يتوقف العنف".
من جانبه، أعرب المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني عن "أسفه لاتخاذ قرارات تعليق التمويل، في ظل الأزمة الإنسانية الراهنة التي يعاني منها الفلسطينيون في غزة، وتداعياتها على انتظام مهام الوكالة خلال الفترة القادمة".
وقالت "أونروا"، الجمعة، إنها فتحت تحقيقا في مزاعم ضلوع عدد (دون تحديد) من موظفيها في عملية السابع من أكتوبر.
والأحد، أعربت وزارة الخارجية التركية عن قلقها إزاء قيام بعض الدول بوقف مساعداتها للأونروا.
وجاءت الإعلانات الغربية عقب ساعات من إعلان محكمة العدل الدولية في لاهاي رفضها مطالب "إسرائيل" بإسقاط دعوى "الإبادة الجماعية" في غزة التي رفعتها ضدها جنوب إفريقيا وحكمت مؤقتا بإلزام "تل أبيب" "بتدابير لوقف الإبادة وإدخال المساعدات الإنسانية".
ويشن جيش الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023، حربا مدمرة على غزة، خلفت حتى الاثنين 26 ألفا و637 شهيدا و65 ألفا و387 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.
المصدر: الأناضول