قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا؛ "إنّ سياسة التجويع التي أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي في بداية الحرب على قطاع غزة "لا ماء، لا طعام، لا كهرباء" بدأت تشتد في كل أنحاء قطاع غزة وعلى وجه الخصوص في الشمال المحاصر، بعد أن نفدت المواد التموينية الأساسية مثل الطحين والأرز، بالإضافة إلى عدم وجود مياه صالحه للاستخدام الآدمي".
وبينت المنظمة في بيان لها،يوم الجمعة، أنّ أكثر من 400 ألف إنسان محاصرون في شمال قطاع غزة، بينهم نساء وأطفال أصبحوا معرضين للموت جوعًا، وما يزيد الوضع خطورة، انتشار الأوبئة والأمراض مثل الأمراض المعوية والتهاب السحايا والكبد الوبائي مع فقدان أي رعاية طبية.
وأضافت المنظمة أن الناس بدؤوا باللجوء إلى علف الحيوانات والحشائش وشرب المياه الملوثة؛ أملا في البقاء على قيد الحياة، بل إن البعض بدأ يسأل عن مدى مشروعية أكل لحم القطط وهل أكلها يسبب أي أمراض!
وأشارت المنظمة إلى أن آلة الحرب الإسرائيلية طوال 108 قضت على أي مظهر من مظاهر الحياة، فقتلت البشر ودمرت الحجر وأتلفت الزرع والشجر، ومن بقي حيًا من السكان وقع فريسة الحصار؛ ليموت جوعًا وعطشًا أو أن تفتك به الأمراض.
وعبرت المنظمة عن إدانتها الشديدة إلى عدم تغير سياسة النظام المصري على معبر رفح، رغم الاتهامات التي وجهت لمصر من قبل فريق الدفاع الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية، فلا زالت المساعدات مكدسة في العريش، وعلى المعبر لا يسمح إلا بدخول نسبة ضئيلة منها بمعدل وسطي 80 شاحنة يوميًا، لا تكاد تسد أكثر من 7 ـ 8% بالمئة من الحاجة الفعلية لسكان قطاع غزة.
وأكدت المنظمة "أن منع مقومات الحياة الرئيسية عن المدنيين وتعريضهم للمجاعة، هو فعل بربري متعمد من الاحتلال الإسرائيلي المدعوم من الغرب الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، يأتي ضمن جريمة الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة؛ بهدف إنهاء وجود الفلسطينيين على أرض القطاع".
وأضافت: "مع تصاعد خطر إتمام جريمة الإبادة الجماعية، لم يعد مقبولا من الدول العربية والإسلامية استمرار موقفها الهزيل المبني على التصريحات والشجب والإدانة، فينبغي على تلك الدول استخدام نفوذها وكل أدواتها في الضغط لوقف ما يتعرض له القطاع من إبادة، والضغط على النظام المصري لفتح معبر رفح بشكل كامل، وتوفير المساعدات الإنسانية مثل الغذاء، الماء، الأدوية والمستلزمات الطبية على الفور إلى السكان المتضررين في أنحاء القطاع كافة"، وفق البيان.
وفي وقتٍ سابق، كشف برنامج الأغذية العالمي، عن عدم قدرة فرقه على الوصول المنتظم إلى معظم مناطق قطاع غزة، التي تكون فيها احتياجات الغذاء كبيرة.
وأضاف البرنامج الأممي، في بيان نشره على حسابه عبر منصة "إكس"، أنه "بهدف تجنب المجاعة، نحتاج إلى الوصول الآمن والمنتظم إلى جميع مناطق غزة، حيث يعاني الناس من الجوع".
وتابع: "لا يمكننا الوصول بشكل منتظم إلى معظم مناطق غزة التي تكون فيها احتياجات الغذاء كبيرة".
وكانت الأمم المتحدة حذرت من أن 2.3 مليون شخص في قطاع غزة، الذين يتعرضون لغارات إسرائيلية مكثفة، معرّضون لخطر المجاعة.
وفي حين تسمح "إسرائيل" بدخول عدد قليل من شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، التي تتوزع بشكل رئيسي في المناطق الجنوبية، تظل مناطق شمال غزة محرومة بسبب الحصار الإسرائيلي الخانق.
والاثنين الماضي، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، عن نفاد كميات الطحين ومشتقاته والأرز والمعلبات التي كانت متبقية في محافظة شمال قطاع غزة منذ قبل حرب الإبادة الجماعية على غزة، وهذا الأمر يؤكد بدء وقوع مجاعة حقيقية يواجهها 400,000 مواطن من أبناء شعبنا الفلسطيني مازالوا موجودين في المحافظة.