web site counter

بعد تفجير الاحتلال منزلها

عائلة الأسير باسل شحادة تستمد الصبر من أهل غزة

نابلس - خــاص صفا

راضيا بخسارته بيت العُمر، وقف محمد أحمد شحادة، صباح الاربعاء، يتفقد حطام منزله الذي فجره الاحتلال قبل ذلك بساعات، مرددا عبارات الحمد والرضا بقضاء الله.

ويعد منزل شحادة، والد الأسير باسل شحادة، خامس بيت يهدمه الاحتلال في بلدة عوريف جنوب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، خلال الشهور الأخيرة، على خلفية ضلوع ابنه في عملية مستوطنة "عيلي" قبل 7 شهور.

وقال شحادة، المعلم في مدرسة حوارة الأساسية، "هدم البيت كان متوقعا فهذا العدو نتوقع منه كل شيء، فقد هدم الاحتلال 4 بيوت في عوريف قبل بيتنا، واليوم جاء دور بيتنا، لكن هذا لا يهز شعرة واحدة فينا".

وأضاف في حديثه لوكالة "صفا": "نحن طلاب آخرة وهذه الحياة الدنيا ومتاعها ما هي إلا ممر نحو الآخرة، والجولة الأخيرة إما جنة أو نار، وموعدنا الجنة إن شاء الله".

ولم يخفِ شحادة تأثره بما حلّ ببيته، فالبيت هو كل شيء للإنسان، وهو ثمرة تعب سنوات، قائلا: "بنيناه بالديون والأقساط، كما بقية شعبنا الفلسطيني".

لكنه يستمد الصبر والصمود من أهل غزة، ويقول: "ما جرى لنا لا يقارن بأصغر شيء يحدث في غزة".

ويكمل حديثه: "في غزة تُقصف البيوت على رؤوس ساكنيها دون أن يتصل بهم أحد ليخبرهم قبل القصف، وهناك شهداء ما زالوا تحت الأنقاض منذ أربعة شهور لم ينتشلهم أحد".

ويؤكد شحادة أن أهل غزة ضربوا أروع الأمثلة في الصمود، "ونحن والأمة العربية والإسلامية بحاجة إلى طفل يخرج من تحت الأنقاض في غزة ليعلمنا ماذا يتوجب علينا أن نعمل".

ويتكون المنزل المهدوم من طابقين يسكنهما شحادة ونجله الآخر، وقد اضطرا لاستئجار منزلين آخرين والانتقال إليهما بعد صدور قرار نهائي من الاحتلال بهدم منزلهم.

ويوم الثلاثاء الماضي، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة عوريف في ساعة متأخرة من الليل، بعدد كبير من الآليات العسكرية، وداهمت منزل عائلة الأسير شحادة الواقع في منطقة بين عوريف وجماعين، وفرضت طوقا مشددا على المنطقة.

وقامت فرق الهندسة بجيش الاحتلال بعمليات تحفير داخل المنزل وزرع المتفجرات فيه، قبل أن يتم تفجير جدرانه.

في تلك الأثناء، علمت العائلة بتواجد جيش الاحتلال في بيتها وبدء تجهيزه للتفجير، وكانت قد أخلت ممتلكاتها من داخله قبل ذلك بأسبوعين.

واعتقل باسل شحادة، إلى جانب أبناء بلدته الشابين حامد كايد صباح وزياد جبريل الصفدي، بعد يوم من عملية مستوطنة "عيلي" بين نابلس ورام الله، والتي وقعت في 20 يونيو/حزيران 2023، وأسفرت عن مقتل أربعة مستوطنين وإصابة آخرين.

ووجه الاحتلال للثلاثة تهمة تقديم المساعدة لمنفذي العملية الشهيدين القساميين مهند شحادة وخالد صباح.

وهدمت قوات الاحتلال، في منتصف ديسمبر/ كانون أول، منزلي عائلتي الأسيرين حامد صباح وزياد الصفدي، كما هدم في الشهور الماضية منزلي الشهيدين مهند شحادة وخالد صباح.

ويقول شقيق باسل، إن هذه الضريبة لا بد من دفعها، مضيفا: "نحن شعب يدافع عن كرامته وحريته، وهذا حق مشروع ومكفول في كل الاديان والشرائع والقوانين الدولية، بل هو واجب علينا".

ويؤكد أن سياسة هدم المنازل سياسة انتقامية يمارسها الاحتلال سعيا لثني الشعب الفلسطيني عن الدفاع عن أرضه ووطنه ومقدساته، لكن هذه السياسة أثبتت فشلها، "فهذا ليس أول بيت يهدمه الاحتلال ولن يكون الأخير".

ووجه رسالة إلى شقيقه الأسير باسل، قال فيها: "لا عليك أخي، فكل البيوت فداك. البيت يمكن تعويضه، لكن الأهم هو سلامتك وسلامة الفكرة التي خرجت من أجلها".

وختم حديثه قائلا: "كل البيوت والأموال والأرواح ترخص في سبيل القدس والأقصى وتحرير البلاد، وجميعها لا تساوي شيئا أمام تضحيات أهلنا في غزة".

غ ك

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام