أكد وزير الخارجية التونسي الأسبق الدكتور رفيق عبد السلام، أنّ المطلوب لوقف المجاعة التي تتهدد سكان غزة هو الضغط على الإدارة الأمريكية التي كانت وما زالت مصرة على حماية دولة الاحتلال والتستر عليها في جرائمها الفاضحة على مرأى ومسمع من العالم، ومصر أيضا".
وأكد عبد السلام أن "الولايات المتحدة الأمريكية منخرطة بالكامل في تجويع الشعب الفلسطيني بالتواطؤ الكامل مع إسرائيل كتكتيك عسكري بعدما عجزوا عن تحقيق أهدافهم وتوحّلت أقدامهم في غزة".
وقال: "يجب أن يرتفع الصوت العالمي بإدانة أمريكا وتحميلها المسؤولية المباشرة عن هذه الجرائم، ولا أتحدث عن الأمم المتحدة هنا، فهي مشلولة اليدين رغم أن غوتيرش، الأمين العام يعبر عن مواقف صريحة وواضحة ولكنه يتألم ولا يستطيع أن يفعل شيئا بحكم عناد دولة الاحتلال وحمايتها في مجلس الأمن الدولي من طرف حليفها الأمريكي", لافتًا إلى استخدام الولايات المتحدة حق النقض مرتين منذ بداية العدوان على غزة
وبيّن عبد السلام أنّ "الطرف الثاني الذي يتحمل المسؤولية كاملة في مجاعة الفلسطينيين في غزة هي مصر التي ترى شعبًا عربيًا مجاورًا لها مباشرة وكان تحت سلطتها إلى غاية 1967 يتضور جوعًا وعطشا لكسر إرادته من قوة احتلال غاشمة ومجرمة، وهي لا تفعل شيئا لعجز أو تواطؤ أو لكليهما".
وأضاف: "إذا صح أن الجانب الآخر للمعبر يعود لإشراف دولة الاحتلال فهذا يؤكد فعلا أن مصر دولة عاجزة وفاقدة للسيادة أصلا، وإذا كان الإشراف على المعبر يعود للسلطات المصرية كما ذكر ذلك محامو دولة الاحتلال في محكمة العدل الدولية للتنصل من المسؤولية فتلك مصيبة أعظم، فمعنى ذلك أن مصر متورطة في تجويع أهل غزة مع سابقية الإضمار والترصد، وفي كلتا الحالتين فإن "مصر مسؤولة عن ما بجري في القطاع".
وأكد عبد السلام أنه "مهما كانت الأسباب، فلا أحد يستطيع أن يقبل أعذار ومبررات المصريين في عدم إدخال الماء والغذاء والمساعدات الصحية لقطاع غزة المحاصر، لأن القانون الدولي وقانون الحرب يعطيها الحق في ذلك، بل يفرض عليها إدخال المساعدات، والأهم من كل ذلك هناك قرار القمة العربية الإسلامية بإيصال المساعدات لقطاع غزة المحاصر والمنكوب".
وأوضح أنّه "إذا أرادت مصر أن تفعل شيئا لأهل غزة فإنها تستطيع ذلك بغطاء عربي وإسلامي ودولي، خاصة أن كل دول العالم مع إدخال المساعدات باستثناء إسرائيل وأمريكا، ولكن أرجح أن انحياز السيسي لنتنياهو ومشاركته في الأجندات الإسرائيلية في كسر إرادة أهل غزة حماية لحكمه وتحصينا لكرسيه هو السبب الرئيسي في ذلك"
وأضاف " يجب أن تتزايد الضغوط العربية والإسلامية والدولية على مصر أولا وقبل كل شيء لفرض إدخال المساعدات، قبل أن نتحدث عن أي طرف آخر، فالحل أولا وآخرا في القاهرة وعليها أن تختار بشكل واضح ودون مواربة بين أن تكون مع غزة أو مع دولة الاحتلال".
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان صحفي له أمس الاثنين، عن نفاد كميات الطحين ومشتقاته والأرز والمعلبات التي كانت متبقية في محافظة شمال قطاع غزة منذ قبل حرب الإبادة الجماعية على غزة، وهذا الأمر يؤكد بدء وقوع مجاعة حقيقية يواجهها 400,000 مواطن من أبناء شعبنا الفلسطيني ما زالوا متواجدين في المحافظة.
المصدر: عربي21