طالب القيادي في حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) أسامة حمدان، يوم الاثنين، منظمة الصحة العالمية إلى التحرّك الفوري وإعلان غزَّة منطقة مجاعة، والضغط لاتخاذ كل التدابير الحقوقية والإنسانية لمنع استمرار وتفاقم هذه الكارثة الإنسانية الحقيقية، مشيرًا إلى الوضع الإنساني الكارثي والخطيرفي قطاع غزة بسبب عدم وصول المساعدات الإغاثيّة والغذائيّة الكافية لسكان القطاع.
وأشار حمدان، إلى اضطرار سكان شمال القطاع لطحن طعام الحيوانات لاستخدامه كغذاء يسدّ آلام الجوع، في صورة تعجز كل الكلمات عن وصف كارثيتها.
وقال حمدان، خلال مؤتمر عقدته حماس في اليوم ال108 من العدوان في بيروت، "مع ارتفاع أعداد النازحين، وعدم توفّر أماكن إيواء صالحة للحياة، وندرة وصول المساعدات الغذائية الكافية وانعدامها بشكل كامل في كثير من المناطق في شمال قطاع غزَّة، يواجه أكثر من نصف مليون من أبناء شعبنا في شمال قطاع غزَّة خطر الموت الحقيقي"
وأضاف "لم يعد هناك مناطق آمنة في قطاع غزَّة، كما يدّعي الاحتلال والإدارة الأمريكية،وكل مراحل الحرب المعلنة ما هي إلا استمرارٌ وتصعيدٌ لحرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والانتقام الهمجي من أهلنا في قطاع غزَّة".
وحمّل حمدان الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية الداعمة له المسؤولية الكاملة عن حرب الإبادة الجماعية والجرائم والمجازر البشعة التي يتعرّض لها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزَّة عبر القتل والتدمير والتجويع والتعطيش
ودعا وكالة الأونروا إلى تحمّل مسؤولياتها الإنسانية، والقيام بدورها المنوط بها، في وإدخال وتوزيع المساعدات إلى كامل مناطق قطاع غزَّة، وخاصة في الشمال، وعدم الرّضوخ لضغوط الاحتلال واملاءاته وتهديداته.
ودعا إلى إطلاق نداء استغاثة عاجل لكل الدول والحكومات عبر العالم، بالتنسيق مع المؤسسات الأممية المعنية، للضغط على الاحتلال والإدارة الأمريكية بضرورة إدخال المساعدات الإغاثية برّا وبحرًاوجوًا.
وناشد حمدان منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، وقادة وزعماء الأمة العربية والإسلامية إلى التدخل الفوري للضغط الجاد، من أجل فتح المعابر وإدخال المساعدات، عبر تسيير قوافل إغاثية وإنزال جويّ عاجل لمنع وقوع كارثة المجاعة الحقيقية، ضدّ أكثر من مليون مواطن فلسطيني في شمال القطاع.
وأشار حمدان إلى وثيقة "لماذا طوفان الأقصى" التي قدمتها الحركة للرأي العام العربي والإسلامي والعالمي توضح فيها حقيقة ما جرى يوم السابع من أكتوبر، وأسبابه ودوافعه وما هو سياقه المرتبط بالقضية الوطنية الفلسطينية.
وأكد حمدان أنّ عملية طوفان الأقصى "كانت خطوة ضروريّة واستجابة طبيعية، لمواجهة ما يُحاك من مخططات إسرائيلية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية"، والسيطرة على الأرض وتهويدها، وحسم السيادة على المسجد الأقصى المبارك والمقدسات، وإنهاء الحصار الجائر عن قطاع غزَّة، وخطوة طبيعية في إطار التخلّص من الاحتلال"
وشدّد حمدان "لا وصاية على شعبنا، ولن نقبل ولن يقبل شعبنا بأقل من دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس" رافضًا كل المقترحات التي تحاول الالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني باقتراح كيان فلسطيني وهمي.
وأكّد أنّ الإدارة الأمريكيّة مسؤولة مسؤولية كاملة عن التصعيد الذي تشهده المنطقة عبر دعمها المتواصل للاحتلال، مشيرًا إلى أنّ الهدوء والاستقرار في المنطقة لن يحلّ إلّا بوقف العدوان على غزة وإنهاء الاحتلال.
وقال حمدان "إنّ حركة حماس تدين تصنيف الإدارة الأمريكية جماعة "أنصار الله" كجماعة إرهابية"، كما تدين العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، معتبرته إصرارًا أمريكيّا على عسكرة البحر الأحمر لحماية الاحتلال.
وحيّا حمدان المقاومة في اليمن ولبنان والعراق، مباركًا عطائهم وجهدهم في التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن المسجد الأقصى، مؤكدًا مواصلة الصمود والنضال والمقاومة حتى دحر الاحتلال عن أرضنا ومقدساتنا.