استشهد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) صالح العاروري في عملية اغتيال إسرائيلية بالضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن طائرة إسرائيلية قصفت مبنى بثلاثة صواريخ؛ فاستشهد العاروري وستة أشخاص.
ونعى رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، في كلمة متلفزة، نائبه قائد الحركة في الضفة القامة الوطنية الكبيرة صالح العاروري والقائدين القساميين سمير فندي وعزام الأقرع، وكوادرها الشهداء محمود شاهين ومحمد بشاشة ومحمد الريس وأحمد حمود.
وأوضح أنهم "ارتقوا إلى ربهم شهداء، مساء اليوم الثلاثاء، في العاصمة اللبنانية بيروت، إثر عملية اغتيال جبانة، نفذها العدو الصهيوني، في عدوان همجي وجريمة نكراء تثبت مجدّداً دمويته التي يمارسها على شعبنا في غزة والضفة والخارج وفي كل مكان".
وأكد هنية أن عملية الاغتيال على الأراضي اللبنانية "عمل إرهابي، مكتمل الأركان وانتهاك لسيادة لبنان، وتوسيع لدائرة عدوانه على شعبنا وأمتنا".
وحمّل مسؤولية تداعيات الاغتيال للاحتلال النازي، مؤكدًا أنه "لن يُفلح في كسر إرادة الصمود والمقاومة لدى شعبنا ومقاومته الباسلة".
وقال: "لقد امتزجت الدماء الطاهرة للقائد الشهيد الشيخ صالح العاروري وإخوانه مع دماء عشرات الآلاف من شهداء شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية والخارج ودماء شهداء الأمة في معركة طوفان الأقصى من أجل فلسطين والأقصى".
وأضاف "لقد مضى القائد الشيخ صالح العاروري، وإخوانه إلى ربّهم شهداء، بعد حياة حافلة بالتضحية والجهاد والمقاومة والعمل من أجل فلسطين، وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى المبارك، ونالوا أسمى أمانيهم على درب ذات الشوكة، وتركوا من خلفهم رجالاً أشدّاء يحملون الرّاية من بعدهم، ويكملون المسيرة، دفاعاً عن شعبنا وأرضنا ومقدساتنا حتى التحرير والعودة بإذن الله".
وتابع "وإن حركة تقدم قادتها ومؤسسيها شهداء من أجل كرامة شعبنا وأمتنا لن تهزم أبداً وتزيدها هذه الاستهدافات قوة وصلابة وعزيمة لا تلين، هذا هو تاريخ المقاومة والحركة بعد اغتيال قادتها أنها تكون أشد قوة وإصراراً".
والعاروري قيادي سياسي وعسكري فلسطيني بارز، وأسهم في تأسيس كتائب القسام الجناح العسكري لحماس في الضفة الغربية المحتلة.
ويتهم الاحتلال العاروري بأنه "الرأس المدبر لتسليح كتائب القسام وعملياتها" في الضفة.
والعاروري ولد في قرية عارورة قضاء رام الله عام 1966، وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في فلسطين، وحصل على بكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل.
والتحق الشهيد بالعمل الإسلامي في سن مبكرة في المدرسة ونشاط المساجد ثم قاد العمل الطلابي الإسلامي (الكتلة الإسلامية) في الجامعة منذ عام 1985 حتى اعتقاله في عام 1992م.
وأسهم العاروري في تأسيس وتشكيل جهاز عسكري للحركة في الضفة الغربية عامي 1991-1992، مما أسهم في الانطلاقة الفعلية لكتائب القسام في الضفة عام 1992م.
واعتقل لأكثر من 18 سنة في السجون الإسرائيلية، وعندما أفرج عنه في المرة الأخيرة عام 2010 تم ترحيله إلى سورياً لمدة ثلاث سنوات ومن ثم غادر إلى تركيا مع تفاقم الأزمة السورية.
وكان العاروري أحد أعضاء الفريق المفاوض لإتمام صفقة وفاء الأحرار "صفقة شاليط"، وهو متزوج وله ابنتان.