أكدّ الناطق باسم كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) "أبو عبيدة"، مساء الخميس، عدم قبول أي صفقات لتبادل الأسرى قبل وقف العدوان على قطاع غزة بشكلٍ كامل.
وشدّد، خلال كلمة صوتيّة، وفق متابعة وكالة "صفا"، على "أولوية وقف العدوان على شعبنا وإنهاء حرب الإبادة النازيّة التي يخوضها العدو الإسرائيلي منذ 12 أسبوعًا ضد الأبرياء المدنيين بعد فشله في السابع من أكتوبر، وتعزز إخفاقه في الحرب البرية".
وأضاف "لا تتقدم على وقف العدوان أية أولوية، فنحن نشعر بحجم الألم والمعاناة والظلم والهمجية التي يواجهها شعبنا أمام العالم، هذا العالم الرسمي الموزع بين مجرم ظالم ومتفرج عاجز وهو يشاهد قوة جبانة باغية تصب جام غضبها وتراكمات فشلها على الأبرياء والآمنين".
وكشف الناطق العسكريّ عن تدمير كتائب القسّام أكثر من 825 آلية عسكرية إسرائيليّة بين ناقلة جند ودبابة وجرّافة وشاحنة ومركبة، مؤكدًا أنّ "مقاتلي القسّام لا يزالون في كافة النقاط والعقد الدفاعيّة يكبدون العدو خسائر كبيرة في مناطق توغلّه ويحصدون أرواح جنوده بالعشرات ويلتحمون مع الآليات والقوات في الميدان على مدار الأيام والساعات الماضية".
وتابع "لا يزال مجاهدونا يسطرون ملحمة تاريخية ويختارون أهدافهم ويخططون لضرب العدو في مقتل عبر استخدام كافة الوسائل المتاحة من الأسلحة الرشاشة والمتوسطة وأسلحة القنص والقنابل اليدوية والعبوات الناسفة والقذائف المضادة للدروع والأفراد والتحصينات وضرب تجمعات القوات بقذائف الهاون والصواريخ".
وأشار أبو عبيدة إلى تنفيذ مقاتلي القسّام عمليات خاصّة بإعادة تفجير ذخائر غير منفجرة لجيش الاحتلال في آلياته وجنوده وتفخيخ بنايات وتفجيرها بالجنود، فضلًا عن تفجير حقول ألغام واستهداف ثلاث مروحيات لقوات الاحتلال بصواريخ مضادة للطائرات خلال اليومين الأخيرين.
ولفت أبو عبيدة إلى حالة الضعف والإنهاك والتخبط في صفوف قوات الاحتلال، مؤكدًا أنّها باتت حقيقة مشاهدة واضحة لا جدال فيها.
وأشار إلى أن الصور والفيديوهات التي ينشرها الإعلام العسكري هي "غيض من فيض من مجمل العمليات على الأرض".
وأكدّ أبو عبيدة أنّ "معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر وضعت الكيان على طريق الزوال والانكسار، وأنّ ما رسخه يوم السابع من أكتوبر وما تلاه في ذاكرة شعبنا وأمتنا وفي العالم سيبقى محفورًا بعمق كعلامة فارقة في تاريخ صراع الشعب الفلسطيني التاريخي مع هذا الكيان المحتل".
وبيّن أنّ "ما يقوم به الاحتلال على مدار الـ83 يومًا من العدوان هو محاولة وتغيير هذا الأثر الهائل بصورة انكسار الاحتلال وجيشه المجرم، بيد أنّ كل شارع وحي في قطاع غزة سيبقى شاهدا على صمود شعبنا وبأس مقاومينا في مقابل همجية هذا العدو ومن يقف وراءه من أدعياء الحضارة الغربية وحقوق الإنسان".
وأردف "إننا نقاتل منذ عقود وصولا إلى طوفان الأقصى من أجل شعبنا وأرضنا ومقدساتنا وأقصانا وسط خذلان رسمي مقيت من أنظمة ومجتمع دولي تحكمه شريعة الغاب ويتحكم فيه صهاينة البيت الأبيض".
وأوضح أبو عبيدة أنّ "المجرمين من قادة الاحتلال ومن مسؤولي البيت الأبيض يريدون أن يظهروا للعالم بأنّ التاريخ بدء من السابع من أكتوبر متجاهلين القتل البطيء الصامت التي يفتك بالشعب الفلسطيني منذ سنوات طويلة، ومتناسين عقودًا من التهويد والاستيطان وتدنيس الأقصى والمقدسات وحصار غزة والعدوان على الأسرى.
وأكد "أبو عبيدة" أنّ المقاومة وجهت للاحتلال "ضربة القرن" في عملية "طوفان الأقصى".
وأضاف " لم نكن يوماً طلاب حروب ودمار وكان الأولى بصهاينة الغرب والشرق أن يعترفوا بحقوق شعبنا وينهوا الاحتلال، لكنهم آثروا كسب الوقت لصالح الاحتلال المجرم ليقضي على شعبنا ويصفي قضيتنا"، مؤكدًا أنّنا شعب صاحب حق وقضية ورسالة ومقاومة.
وتابع "إنّ كل شعوب الأرض التي احتلت انتزعت حريتها بالدماء والأشلاء والقتال ولنا في فيتنام وأفغانستان وجنوب أفريقيا والعراق والجزائر ولبنان وغيرها خير شاهد وبرهان".
وأوضح أبو عبيدة أنّ "غزة فضحت كذب كل المنظمات والمؤسسات التي تحمل سيف حقوق الانسان في مواجهة الشعوب المستضعفة وحماية وتجميل الصورة البشعة لقوى الظلم والاحتلال والعدوان".
وأكدّ أنّ تدمير الاحتلال وقتله وسفكه للدماء ما هو إلا محاولة منه لايصال رسالة وقناعة منذ عقود بعدم جدوى المقاومة، مشدّدا على أنّ "المقاومة مع شعبها في ذات الخندق تتقاسم معه لقمة الخبز وشربة الماء، وستبني معه ما هدمه هذا الاحتلال المجرم".
ووعد المتحدث باسم القسام شعبنا بأنه سيخرج من المعركة "مرفوع الرأس مكلّلا بالكرامة والمجد".
وطمأن أبو عبيدة الشعب الفلسطيني بأنّ صموده وثبات مقاومته "صنع نعش الاحتلال، وأنّ سفك الدماء البريئة لطالما كان علامة فارقة لتدمير ودحر الغزاة".
وبعث أبو عبيدة "أعظم تحية عسكرية جهادية لشعب غزة الذي طالما كان سندًا وظهرًا وظهيرًا وحاضنة لمقاومته التي هي منه وبه وله ومن أجله"، مؤكدًا أنّ "لا كلمات يمكن أن تعطيه حقه أو أن تصف مجده وكبريائه وعظمته".