شيّع آلاف المواطنين في محافظة جنين، مساء اليوم الخميس، جثامين شهداء مجزرة جنين الـ11، الذين ارتقوا إثر استهدافهم بالطائرات المسيرة والرصاص، خلال عملية عسكرية شنها الاحتلال الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها لثلاثة أيام متتالية.
وخرج موكب تشييع الشهداء من مستشفى جنين الحكومي، بجنازة شارك فيها آلاف المواطنين، حملوا خلالها الشهداء على الأكتاف بعد أن لفوهم بالرايات الفلسطينية ورايات فصائل المقاومة، ووصلوا بهم لدوار الشهداء وسط المدينة، مرددين الهتافات الغاضبة التي نددت بجريمة الاحتلال باغتيال المواطنين ومطالبين بالسير على خطى المقاومة.
وبعدها انقسم موكب التشييع حيث توجه تسعة شهداء الى مسجد جنين الكبير حيث أدى المصلون عليهم صلاة الجنازة، فيما توجه الشهيد فؤاد عباهرة الى مسقط رأسه اليامون، كما توجه الشهيد محمود صالح، إلى بلدة السيلة الحارثية غرب المدينة
وجاب المشيعون شوارع المدينة، وصولا إلى منازل عائلاتهم، قبل الصلاة عليهم في مسجد جنين الكبير، ومواراتهم الثرى في مقبرة الشهداء في الحي الشرقي.
وفي المقبرة الشرقية حولت الجنازة الى مهرجان خطابي لقيت فيه العديد من الكلمات التي طالبت أحرار العالم للعمل لفضح جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وطالبت المسلمين حكاماً وشعوب للعمل والتحرك لوقف عدوان الاحتلال اليومي على الفلسطينيين في غزة والصفة والقدس.
وكان جيش الاحتلال قد اقتحم مدينة جنين ومخيمها يوم الثلاثاء الماضي لمدة لثلاثة أيام، أسفر عن استشهاد 11 مواطنا بينهم طفلان، وإصابة ما يزيد عن 10 مواطنين بالرصاص الحي.
والشهداء هم: أحمد جمال أبو زينة (27 عاما)، وأيوب محمد صالح جلامنة (27 عاما)، والطفل بشار هيثم أبو زيد (13 أعوام)، ورشاد محمد تركمان (18 عاما)، وفؤاد عماد عباهرة (36 عاما)، وقسام باسم زيدان (29 عاما)، ورفيق محمد إزقيلي، ومحمود صالح.
كما دمرت قوات الاحتلال خلال العدوان، البنية التحتية من شوارع ومياه وكهرباء وشبكات الصرف الصحي، وصرح الشهداء، وقصفت بالطائرات المسيرة وبصواريخ الأنيرجا ما يزيد عن 10 منازل، ما أدى إلى تدميرها بالكامل، كذلك قصفت محلات تجارية وصالون حلاقة وحرقت ودمرت بسطات الخضار والفواكه ومركبات المواطنين، واستولت على عدد منها.
ودنست قوات الاحتلال حرمة مسجد في مخيم جنين بعد اقتحامه، وإقامة طقوس تلمودية عبر استخدام مكبرات الصوت فيه، وأدت الأغاني العبرية والرقص داخله، في مخالفة للأعراف الدولية.