قالت مختصة إن الكيان الإسرائيلي يشن حرب ذكاء اصطناعي على قطاع غزة باستخدام التكنولوجيا المتطورة، بالتوازي مع المعارك العسكرية التقليدية، في محاولة لتعزيز قوة جيشه على الأرض، ودعم انتشار روايته المضللة عبر الفضاء الإلكتروني.
وأوضحت المختصة في الذكاء الاصطناعي نور نعيم، لوكالة "صفا"، أن الاحتلال لم يتوانَ عن توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل واسع بدءًا من الأسلحة الآلية المتفردة بالقرار، وبرامج التجسس، إلى أدوات التتبع والمراقبة، وصولًا إلى الروبوتات وأنظمة التعرف على الوجه، وتقنيات التزييف العميق السمعي والمرئي للصور الفوتوغرافية والتسجيلات الصوتية ومقاطع الفيديو.
وقالت: "قبل سنتين كان من السهل اكتشاف استخدام تقنية التزييف المرئي العميق ذي الجودة المنخفضة، ولكن اليوم مع التقدم التقني الهائل بدأت الأعمال الحالية المنتجة عبر أدوات الذكاء الاصطناعي تتجاوز بجودتها القدرة على كشف تزييفها بسهولة".
وأكدت المختصة في الذكاء الاصطناعي رصد العديد من الوقائع التي تُوثق استخدام جيش الاحتلال هذه التقنيات خلال الحرب الحالية على غزة.
وأضافت "على سبيل المثال لا الحصر، بدأ الاحتلال استخدام هذه التقنيات بصورة مزعومة لطفل رضيع متفحم داخل مشفى إسرائيلي روج الإعلام العبري أنه من ضحايا ٧ أكتوبر؛ ليتبين بعد الفحص أن الصورة من إنتاج تقنية ذكاء اصطناعي".
وتابعت "كما روّج الاحتلال لمقطع فيديو وصور أقمار صناعية يزعم أنها لانفجار مشفى المعمداني، وبث تسجيلًا صوتيًا ادعى أنه بين عضو سابق في حماس وأحد سكان غزة لدعم روايته أن الانفجار داخلي".
وأكدت نعيم أنه بعد التحقق تبين أن كل ما سبق تزييف عميق عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي أنتجته الماكينة الدعائية للاحتلال.
وبيّنت أن الاحتلال يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لمحاولة تشويه صورة رموز فلسطينية وتنفيذ اغتيالات معنوية بحقهم، لـ"لتشكيك بالصف الوطني وخلق حالة من الزعزعة داخل الجمهور".
ولفتت إلى أن "الاحتلال يوظف تقنية التزييف العميق لتلفيق مقاطع فيديو تحمل ملامح شخصيات معروفة وشيفرتهم الصوتية باستخدام برامج حاسوبية تعمل على تحريك الصور ونقل الحركة واستنساخ الصوت وإنشاء محاكاة واقعية لهيئته وحضوره؛ فيبدو للوهلة الأولى أنه حقيقي بينما في واقع الأمر قد يكون مزيفًا بالكامل".
وشددت على أن ذلك "يتطلب التحقق بدقة مما ينشره الاحتلال، ورفض التسليم بحقيقة ما تنشره الماكينة الدعائية الإسرائيلية".
وكان تحقيق لموقع "سيخا ميكوميت" العبري، نقل عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها، إن جيش الاحتلال يستخدم الذكاء الاصطناعي لـ"توليد" أهداف من أجل قصفها خلال الحرب على القطاع.
وذكرت المصادر، وفق ترجمة وكالة "صفا"، أن السبب خلف تكرار الهجمات على المدنيين هو استخدام الاحتلال منظومة "هبسورا" التي تعتمد على ذكاء صناعي قادر على "خلق" أهداف بشكل أوتوماتيكي تتفوق بكثير على قدرة الطواقم البشرية، على حد ادعائها.
